news-details

لا نريد نتنياهو، ولا نريد حكومة بينت، ماذا نريد؟| سامح عراقي

نحن في السياسة الإسرائيلية من أجل أن نلعب عميقا داخل الملعب السياسي الإسرائيلي، ولكننا أيضا لنعلنها بصوت قوي، إننا في الحلبة السياسية لتغيير قوانين اللعبة. نحن في الحلبة السياسية الإسرائيلية كي نفرض مكانة، وليس مكانا.

نحن في الحلبة السياسية الإسرائيلية ليس من أجل أن يأتي أحدهم ويقول لنا: "يا أحبائي، هذه هي حدود ملعبكم، خذوا الكرة والعبوا بعيدا، وسوف أمدكم من مرة لمرة ببعض الاحتياجات، كي تبقوا على قيد الحياة وتستمروا في اللعب".

نحن في الحلبة السياسية لنلعب على أرضية الملعب المركزية، لنفرض المكانة السياسية، والمكانة المجتمعية، والمكانة الاقتصادية.

نحن نريد أن نلعب على الملعب المركزي، لأننا أيضا لنا ما نقوله في قوانين اللعبة كلها، لنا ما نقوله حول هامش الديمقراطية الإسرائيلية، ليس فقط لأننا مواطنون، ولكن لأننا نحن الضحية المباشرة لتقليص الديمقراطية.

نحن نريد أن نلعب على الملعب المركزي، لأن لنا ما نقوله حول من يفكر في السيطرة على وزارة القضاء ليؤمن يهودية الدولة، وليعين قضاة محافظين، ليس لأننا مواطنون ومن الطبيعي أن نكون شركاء في ذلك، ولكننا نحن الضحية المباشرة الأولى لسقوط وزارة القضاء في أيادي المحافظين الذين ينتمون إلى مدرسة الاستيطان وفكرها، إنها المدرسة التي خططت ورسمت وضغطت من أجل سن قانون كامنتيس، إنها المدرسة التي تضغط على أحزابها في حكومتي بنيت الحالية وحكومة نتنياهو السابقة لتنفيذ قانون كامنتيس وهدم البيوت. إنها المدرسة نفسها التي تضغط على وزارة الداخلية كي لا توقع على ضم أراضي الدولة إلى مسطحات نفوذ القرى والمدن العربية، إنها نفس المدرسة التي بعثت المستوطنين للعيش في اللد والرملة ويافا وحيفا، إنها نفس المدرسة التي جلبت باصات المستوطنين المسلحين إلى المدن المختلطة وقت أحداث أيار 2021 في هبة الكرامة.

نحن نريد أن نلعب في الملعب المركزي لنفرض مكانة قانونية، ونسقط السقف الزجاجي الذي يكرس دونيتنا.

نحن نريد أن نلعب في الملعب المركزي لنفرض موقفا لإنهاء الاحتلال، ليس فقط لأنه حقنا الوطني والإنساني أن نقف مع أبناء شعبنا، ولكن لأننا نحن الضحية المباشرة الثانية لهذا الاحتلال اللعين.

لن تتغير مكانتنا القانونية في هذه الدولة في ظل استمرار هذا الاحتلال، ولن تتضاءل عقلية العنصرية ودولة اليهود طالما بقي هذا الاحتلال اللعين.

لن تتضاءل ذهنية الاحتلال في المجتمع الإسرائيلي طالما بقي هذا الاحتلال اللعين، هذه الذهنية التي تجعل الشرطي في أم الفحم يتعامل مع المتظاهر بالقمع ومن منطلق حس أمني. 

هذه الذهنية التي ستبقي مؤسسات التخطيط في الدولة تتعامل مع الأراضي في محيط قرانا ومدننا كمورد أمني واحتياط لتأمين يهودية الدولة.

هذه الذهنية التي تجعل من يصل إلى مستشفى ويرفض أن يعالجه طبيب عربي.

هذه الذهنية التي تجعل من يقرر في دهاليز المؤسسة الإسرائيلية أن يبقي لهيب الجريمة مشتعلا بين ظهرانينا، ويبقي ذلك تحت سيطرته.

هذه الذهنية التي تجعل تطورنا الاقتصادي محدودا ومحكوما لسقف زجاجي يؤمن بقاءنا فوق سطح الماء ويفي عرض صورة إسرائيل جميلة أمام المنتدى الأوروبي OECD من جهة، ومن جهة أخرى يحصر مكانتنا الاقتصادية ليبقينا رعايا وليس مواطنين كاملي الحقوق.

إن أي اجتهاد لاختصار الطرق والتعامل مع المؤسسة الإسرائيلية والتركيز على المطالب المدنية هو اجتهاد خاطئ، يشوه الوعي ويخلق حالة من التضليل لأبناء شعبنا، الذين -وبحق- يريدون أن يعيشوا بكرامة، ويفتشون عن العيش بأمان وأمن، ويريدون مدنهم وقراهم متطورة.

إن كل هذا لن يتحقق طالما بقيت قواعد اللعبة كما هي.

واجب الساعة أن نراكم القوة فوق القوة ونشارك في السياسة، نلتف حول أحزابنا، نشارك ضمن الهامش الديموقراطي في صياغة الوعي المبني على أننا لن نفرض مكانتنا دون أن نصبح أقوياء، دون أن ترانا المؤسسة موحدين مناضلين نرفع صوتا قويا ضد العنصرية والفاشية والاحتلال.

علينا أن نبني جسورا وشراكات مع ما تبقى من القوى الديموقراطية لنعزز قوتنا السياسية.

لنؤثر حسب شروطنا، وليس حسب شروطهم.

نفرض المكانة ولا نفتش على مكان، نفرض الشرعية ولا نستمدها من حكومة هذا او ذاك، لأن هذه الشرعية ستكون مرهونة بمصلحة هذه الحكومة أو تلك، وستصبح مؤقتة.

شرعيتنا في وحدتنا وفي مراكمة القوة وفرض مكانتنا.

 

تصوير قسم الناطق بلسان الكنيست

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب