news-details

هل نحن على أبواب الديكتاتورية؟| اسكندر عمل

لكل من لا يعرف معنى الديموقراطية أقول إنّ فصل السلطات هو الركيزة الأولى للديموقراطية، وعندما نقول فصل السلطات، نقصد فصل السلطات الثلاث: التشريعية، التنفيذية والقضائية، وفي إسرائيل وفي معظم الدول الديموقراطية لا يتحقق الفصل التام بين السلطتين التشريعية والتنفيذية لأنّ من يشكل الحكومة - وهي السلطة التنفيذية - هو الحزب أو الأحزاب التي تملك أكثرية في الكنيست، أي في السلطة التشريعية، ولم يبق من فصل السلطات إلّا الفصل بين السلطة التنفيذية والقضائية .

على رأس الهرم القضائي محكمة العدل العليا وهي في كل حكم ديموقراطي سليم تنجد المواطن من ظلم أرباب السلطة أو من المتنفذين في السلطة وتصل في صلاحيتها إلى محاكمة رئيس الحكومة والوزراء، صحيح أنها لم تكن كذلك بالنسبة للمواطن العربي وحكمت أحكاماً جائرة على مواطنين ومؤسسات عربية، (هناك الكثير من الأمثلة ومنها على سبيل المثال تحرير الدولة من التزامها بإعادة سكان القرية المهجرة إقرث وذلك في بحثها الموضوع عام ٢٠٠٣) لكن هي الحامي للنظام الديموقراطي وهي التي تقف في وجه السلطة التنفيذية اذا حاولت الاستبداد بالسلطة وتمنع تركيز السلطات الثلاث في يد واحدة، أي هي الحافظ للنظام الديموقراطي والمانع الوحيد للحكم الديكتاتوري في أي دولة، لذلك رغم كون محكمة العدل العليا ليست عليا للأقلية العربية في معظم الحالات، إلّا أنّ انعدام استقلاليتها يزيد من امكانيات الحكم الديكتاتوري والمعادي لكل ما هو تقدمي، فيقوم بكل ما يريد دون رادع أو رقيب.

المزعج في كل هذا الموضوع هو لوم العرب على عدم مشاركتهم المكثفة في مظاهرات الاحتجاج على الانقلاب القضائي الذي تخطط له الحكومة الحالية، والحقيقة هي أنّ هذه المظاهرات لم تصل إلى النضج الحقيقي وهو أنّه لا ديموقراطية حقيقية مع وجود الاحتلال  وعدم مساواة. ولم نسمع حتى الآن خطيباً من خطباء هذه المظاهرات يتحدث عن الاحتلال كسبب من اسباب انعدام الديموقراطية، فهم يدافعون عن الديموقراطية لليهود فقط. صحيح أنّه في نهاية المطاف ستضرّ بنا الدكتاتورية أكثر من الآخرين لأننا الأقليّة المضطهدة في ظلّ الحكم الديموقراطي الحالي.  ليس هذا فقط فـ"اليساريون" يريدون شطب كل ما يُذكر بإنهاء الاحتلال من خطابات من يريد أن يتحدث في هذه المظاهرات، أو عليه أن يتحدث بما يريدونه هم منه وإلّا فلا، هذه هي ديموقراطية الـ"يسار"، مقص الرقيب، رقيب من يدافعون عن الديموقراطية!

من نشاطات المعارضة دعوة كتل المعارضة لاجتماع تنسيقي، ولكنها نسيت كتلة هامة تمثل جمهوراً واسعاً من الذين تلومهم على عدم المشاركة في الاحتجاجات، ألا وهي قائمة الجبهة والعربية للتغيير وإن دلّ هذا على شيء فإنّه يدل على حقيقة ديموقراطية المعارضة.

 

 

لا ديمقراطية مع الأبرتهايد (تصوير: الصحيفة الزميلة زو هديرخ)

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب