news-details

واجبُ تقرير المصير بيدٍ حرّةٍ من حرير..

كانت ضربةُ المعلّم، أيمن عودة، إعلانُه استعدادَه أن يكون جزءًا من ائتلاف حكوميّ، لكن بشروط، بمثابة صخرة بولس الرّسول الّتي بنى\سيبني عليها المسيح – عليه السّلام – كنيسته\ دولته[رحمك اللهُ سميحَ القاسم، أبا محمّد: "بنى المسيحُ على صخرٍ كنيستَه \ ودولتي أنا أبنيها على حَجَر"..]. وقد ألقى القائد الرّامي في البعيد تلك الصّخرة\ ذلك الحجر في مياه المعترك الانتخابيّ الإسرائيليّ الرّاهن، الرّاكدة والآسنة، فحرّكتها\ فحرّكها من الأعماق، لتطفو على السّطح عرايا دُمى اليسار الإسرائيليّ الصّفراء والزّرقاء واللّا- بيضاء، الّتي تمارس فعل البغاء في صحراء العرب العُرباء.. كما جعلت ثعابين اليمين تكشّر عن أنيابها أكثر وأمرّ[إنّ الأفاعي وإن لانت ملامسُها \ عند التّقلّب في أنيابِها العَطَبُ (عنترة بن شدّاد)]، وأيضًا، قبْلًا وبعْدًا، أفصحت ضربة المعلّم تلك عن تأتأة "رافضي الأسرلة"، من أعضاء الكنيست الإسرائيليّ العرب[!!!] ورؤيتهم الضّبابيّة في جميع ما يتعلّق بمعادلة وجودنا، نحن – أصحاب المكان – في دولة هذا الزّمان، بَلْهَ (دعك من) المتربّصين في الزّوايا المظلمة من أبناء جلدتنا وبين ظهرانَينا، حيث يتحيّنون الفرص لممارسة مهنة الرّقص الممتهَنة.. ضربةُ المعلّم تلك قد آتت أُكُلَها حينها وستؤتي أُكُلَها بعد حين وكلّ حين، وستُبدي لنا الأيّام ما كنّا جاهلين..

أمّا بعد، فلعّلها هذه الانتخابات في موعدها الثّاني هذا العام، هي فرصتنا الأخيرة، حيث لا حقّ لكَ ولا حقّ لكِ في التّنازل عن حقّكْ؛ فليس من حقّ أحد أن يتنازل عن حقّ بلد؛ وبيدنا الآن، إذا ما أردنا أن نهزم السّلطان، وأن نغيّر، فعلًا، ما بنا، شرطَ أن نغيّر ما بأنفسنا من قبلُ ومن بعد؛ بأن نُصلح بُنيتنا العُلويّة (نسيجنا الأخلاقيّ والاجتماعيّ) قبل بُنيتنا التّحتيّة؛ بيدنا، الآن، أن نقلب الدّنيا رأسًا على عَقِب، ونقطع دابر الطّغيان، نحرق كلّ مغتصِبِ [رحمك اللهُ توفيقَ زيّاد، أبا الأمين]، وأن نُملي على بقيّة اللّاعبين شروط اللّعبة السّياسيّة؛ بما ترضاه قرانا المهجّرة، وأراضينا المصادرة، وبيوتنا المهدّدة، وزراعتنا المنهوبة، وصناعتنا المسلوبة؛ ومناهج تعليمنا المغتصَبة، المشوَّهة المشوِّهة، ولغتنا العربية المتآمَر بنا عليها.. وبها علينا، تلك الباقية الخالدة، رغم الدّاء والأبناء والأعداء؛ وبلداتُنا المفتقرةُ إلى مسطّحات البناء،والبُنى التّحتيّة، والشّوارع المعبّدة، والأرصفة،والمدارس، والمستشفيات، والمؤسّسات، والميزانيّات،والخدمات؛ والباحات الخضراء، والسّلامة على الطّرقات، وإلى أمن الإنسان والمكان؛المفتقدةُ أبسطَ مقوّمات العيش الحرّ الكريم.

وإنّه "على قدْر أهل العزم تأتي العزائمُ \ وتأتي على قدْر الكرام المكارمُ \ وتكبُر في عين الصّغير صِغارُها \ وتصغُر في عين العظيم العظائمُ" [أبو الطّيّب أحمد بن الحسين، المتنبّيّ]، فهلمّوا وهلمُمْن يا أولي العزائم والمكارم، بنفوس كبيرة وهمم عالية، علّنا ننتقل، يومًا، من مرحلة رواية التّاريخ، وتاريخنا كلّه محنة وأيّامنا كلّها كربلاء [رحمك اللهُ نزارًا، أبا توفيق] إلى مرحلة صناعة التّاريخ.

في الواوِ رؤيتُنا في الضّادِ عزّتُنا \ في العَينِ حاضرُنا في الميمِ ماضينا \ والميمُ تجمعُنا والعَينُ ترقُبنا \ والضّادُ تنصرُنا والواوُ تحمينا. [أسعد عودة]

صوْتي أنا العربي: "و ض ع م"؛ وكلّ اجتهاد عربيّ آخرَ، الآن، إسفين، والآخرون.. دعك من الآخرين..


 

//الـﭙـروفسور قيس ماضي فرّو، أبو غسّان، في ذمّة الرّحمن..

غيّب وجهُ الموت، أمس الأوّل، الأربعاء، وجهَ العالم المؤرّخ والباحث المجدّد الجادّ، وأحد إخواننا الموحّدين المعروفيّين الدّروز الأحرار، ابن عسفيا البارّ، البلد الجار، الـﭙـروفسور قيس ماضي فرّو، أبا غسّان، وهو على رأس يوبيل عمره الماسيّ، بعد رحلة طويلة ومشرّفة في ميادين الدّراسة والتّدريس، والبحث والتّدوين، في علم التّاريخ ومعرفته، حتّى تمّ إدراج اسمه وغيض من سيرته الذّاتيّة والعلميّة الحَسَنة في كتاب صادر عن جامعة كامبريدج، إحدى أرقى جامعات العالم المعاصر، عام 2010، ضمن ألفين من أبرز مثقّفي القرن الحادي والعشرين. وممّا يُحسب للـﭙـروفسور قيس ماضي فرّو، مثلًا، لمن لا يعلم، إشرافه على أطروحة الماجستير الخاصّة بالطّالب – حينها، في تسعينيّات القرن الماضي –تِدي كاتس، المقدّمة في قسم تاريخ الشّرق الأوسط في جامعة حيفا، عن معركة\مذبحة الطّنطورة عام 1948، والّتي رفضتها الجامعة مرّتين، مرّة في نسختها الأصليّة وأخرى في نسختها المعدّلة.

أنزل الله عليك، أبا غسّان، شآبيب رحمته، وتقبّلك اللّهمّ قبولًا حَسنًا؛ وإنّها كلّ نفس ذائقة الموت، فما البقاء إلّا لله وحدَه، وإنّه ليموت ابن آدم فينقطع عمله إلّا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له. وثقتي أنّك بتلك الثّلاث قد كُلّلت الآن، فنم قرير العين أبا غسّان!

 

//سُئلت، وأرجو أنّي أجبت؛

بعد التّحيّة والسّلام جاءني السّؤال من إحدى المعلّمات المركّزات العتيقات العزيزات، الحريصات المشكورات على اللّسان الأقدس، لسان الضّاد، كما هو آت: "استشارة لغويّة: في جملة "مصدر الفكرة مأخوذ\ة ..." هل يجوز اعتبار [اعتماد] "مأخوذة" على أساس أنّها تعود إلى الفكرة؟" فتذكّرتُني وأنا دون العشرين من عمري أجيب أبي ومعلّمي الأوّل، الأستاذ موسى أسعد عودة، عن مثيل هذا السّؤال، فقلت: "هذا درسُ "اكتسابُ المضاف المذكّر\المؤنّث التّأنيثَ\التّذكير من المضاف إليه المؤنّث\المذكّر"، كقوله تعالى، مثلًا: "إنّ رحمة الله قريبٌ من المحسنين" (قريب وليس قريبة). ولكنّ ذلك بشرط أن يكون المضاف صالحًا للحذف وإقامة المضاف إليه مقامه.. وبالتّالي، إذا ما ذهبنا إلى إمكانيّة حذف كلمة "مصدر" في الجملة أعلاه، جاز لنا أن نقول: مصدر الفكرة مأخوذة...لكن لئلّا نثير البلبلة أفضل أن نقول: مصدرُ الفكرةِ مأخوذٌ، رغم جواز أن نقول: مصدرُ الفكرةِ مأخوذةٌ؛ باعتبار إمكانيّة حذف "مصدر" وإقامة "الفكرة" مكانها". ثمّ سألتني في شأن كلمة "عضوات"، فقلت إنّه لا قِبَل للعربيّة بـ "عضوة" ولا بـ "عضوات"، وإنّما الكلمة هي عضو وجمعها أعضاء، فنقول، مثلًا: خمسة وثلاثون عضوًا وخمسة أعضاء، حيث المعدودون ذكور؛ ونقول: خمس وثلاثون عضوًا وخمس أعضاء، حيث المعدودات إناث. ألا هل بلّغت؟ اللّهمّ فاشهد. 

 

//قَناعات لا قِناعات؛

فليتك تحلو والحياةُ مريرةٌ \ وليتك ترضى والأنامُ غِضابُ \ وليت الّذي بيني وبينك عامرٌ \ وبيني وبين العالمينَ خَرابُ \ إذا صحّ منك الوُدّ فالكلّ هيّنٌ \ وكلّ الّذي فوق التّراب ترابُ.[أبو فراس الحمدانيّ]

تموت الأُسدُ في الغابات جوعًا \ ولحمَ الضّأنِ تأكلُهُ الكلابُ \ و [ذي] جهلٍ ينامُ على حريرٍ \ و [ذي] علمٍ مفارشُهُ التّرابُ.[الإمام الشّافعيّ]

أتهزأُ بالدّعاء وتزدريهِ \ وما تدري بما صنع الدّعاءُ \ سهامُ اللّيلِ لا تُخطئْ ولكنْ \ لها أمدٌ وللأمدِ انقضاءُ.[الإمام الشّافعيّ]

ولِي عودة منكم إليكم أيّها الأعزّة – إن شاء ربّ العزّة – للحديث، أبدًا، عن لُغتنا ونحْن.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب