news-details

ايران: اتهامات واشنطن مثيرة للقلق.

رويترز-  قالت إيران اليوم الجمعة إن إلقاء الولايات المتحدة اللوم عليها بشأن هجمات على ناقلتي نفط عند مدخل الخليج أمر خاطئ ويبعث على القلق، وذلك بعد أن تسببت الحادثة في تأجيج المخاوف بشأن مواجهة جديدة في ممر شحن النفط الحيوي.

ونشرت واشنطن مقطع فيديو تقول إنه يظهر أن الحرس الثوري الإيراني يقف وراء هجمات يوم الخميس التي استهدفت الناقلة فرنت ألتير النرويجية، ما تسبب في اندلاع النيران فيها، والناقلة اليابانية كوكوكا كاريدجس.

وقال الجيش الأمريكي إن مقطع فيديو بالأبيض والأسود التقطته مقاتلة أمريكية يظهر أفرادا من الحرس الثوري على متن أحد قوارب الدورية الخاصة بهم وهم يقتربون من كوكوكا كاريدجس بعد أن شهدت الناقلتان لانفجارات ويزيلون لغما لاصقا لم ينفجر من هيكل السفينة.

وأبلغ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الصحفيين أن "حكومة الولايات المتحدة خلصت إلى تقييم هو أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسؤولة عن الهجمات التي وقعت في خليج عُمان".

وأضاف أن هذا التقييم يستند إلى معلومات مخابرات ونوع الأسلحة المستخدمة ومستوى الخبرة اللازمة لتنفيذ هذه العملية والهجمات المشابهة التي وقعت في الآونة الأخيرة.

وكانت واشنطن قد اتهمت طهران أو مجموعات تعمل بالوكالة لصالحها بالمسؤولية عن هجمات وقعت في 12 مايو أيار وتسببت في تعطل أربع ناقلات للنفط في ذات المنطقة. وقالت أيضا إن طهران مسؤولة عن هجمات بطائرات مسيرة في 14 مايو أيار على محطتين لضخ النفط في السعودية. ونفت إيران جميع هذه الاتهامات.

 وصرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الجمعة إن مضيق هرمز لن يغلق في أعقاب الهجوم على ناقلتين للنفط في خليج عُمان وإن حدث فلن يستمر ذلك طويلا. وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز اتهم ترامب إيران بالهجوم الذي وقع أمس الخميس. وردا على سؤال بشأن كيف يعتزم التعامل مع طهران ومنع تكرار مثل تلك الحوادث مستقبلا قال ترامب "سنرى".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس موسوي "هذه الاتهامات تثير القلق"، مضيفا أن إلقاء اللوم على إيران بشأن هجمات الخميس كان أبسط وأنسب وسيلة لبومبيو وغيره من المسؤولين الأمريكيين".

ونقلت الإذاعة الرسمية عن موسوي قوله "نحن المسؤولون عن الحفاظ على أمن المضيق وقمنا بإنقاذ طاقم الناقلتين اللتين تعرضتا للهجوم في أقصر وقت ممكن".

وقالت إيران كذلك إن الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة، مثل السعودية والإمارات غريمتي إيران بالمنطقة، "تدق طبول الحرب" من خلال توجيه تلك الاتهامات.

وفي تعليقات موجهة إلى إيران، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في تغريدة على تويتر "وقف تصعيد الموقف الحالي يتطلب أفعالا تتسم بالحكمة وليس كلمات جوفاء".

وحذر مسؤولون أمنيون من الولايات المتحدة وأوروبا وكذلك محللون في المنطقة من استباق النتائج، ما يترك المجال مفتوحا أمام احتمالية أن تكون مجموعة تعمل بالوكالة لصالح إيران أو جهة أخرى تماما هي المسؤولة عن تنفيذ هجمات الخميس.

وقال جون ألترمان المحلل في مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية "هناك دائما الاحتمال بأن يكون هناك من يحاول تحميل الإيرانيين المسؤولية".

وأضاف "لكن ثمة احتمالا أكبر أن تكون هذه (الهجمات) محاولة لتعزيز دبلوماسية إيران من خلال افتعال ما تبدو أنها مسألة ملحة دوليا لدفع الولايات المتحدة وإيران للحوار".

وتصاعدت حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو أيار من العام الماضي من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 بين إيران وقوى عالمية ومنذ ذلك الحين، شددت واشنطن العقوبات على النظام الإيراني وسعت إلى دفع مشتري النفط من إيران إلى تقليص وارداتهم.

وانخفضت صادرات النفط الإيرانية إلى نحو 400 ألف برميل يوميا في مايو أيار من 2.5 مليون برميل يوميا في أبريل نيسان العام الماضي.

وبدورها قالت وزارة الخارجية الصينية اليوم الجمعة إنه لا أحد يريد حربا في خليج عُمان ودعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس بعد الهجوم على ناقلتين للنفط في تلك المياه وحثت على الحوار لحل الخلافات.

وقال شوانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية إن الصين تشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد التوتر. وأضاف في إفادة صحفية دورية في بكين "لا أحد يريد حربا في الخليج. هذا ليس في مصلحة أحد" وأضاف أن الصين تأمل أن تتمكن كافة الأطراف من حل الخلافات عبر الحوار.

ومضى قائلا "نأمل أن تلتزم كافة الأطراف المعنية بالهدوء وأن تمارس ضبط النفس وتتجنب حدوث المزيد من تصعيد التوتر، ونأمل أن تتمكن جميع الأطراف من الحفاظ على أمن الملاحة في المياه المذكورة وكذلك السلام والاستقرار في المنطقة". وذكر أن الصين ستواصل حماية أمن الطاقة الخاص بها والحقوق القانونية لشركاتها.

ونقلت الوزارة في وقت سابق عن الرئيس شي جين بينغ قوله لنظيره الإيراني حسن روحاني على هامش قمة إقليمية في قرغيزستان إن الصين ستسعى لتعزيز تطوير علاقاتها مع إيران بغض النظر عن التغيرات التي تطرأ على الوضع الدولي.

 بدوره قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس اليوم الجمعة إن مقطع فيديو نشرته الولايات المتحدة لا يكفي لإثبات أن إيران تقف وراء الهجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان.

وقال ماس للصحفيين خلال زيارة لأوسلو "مقطع الفيديو لا يكفي. نستطيع أن نفهم ما يعرض بالطبع لكن بالنسبة لي هذا لا يكفي لوضع تقييم نهائي".

تصوير رويترز - ناقلة النفط تشتعل في خليج عمان.
أخبار ذات صلة