news-details

الحزب الشيوعي: قرار التوصية لا يعني دعم الحكومة تلقائيا ولا التزاما بكتلة مانعة

  • قرار التوصية هو أكثر من كونه تكليف غانتس، جاء لمنع استمرار حكم نتنياهو واليمين الفاشي المتطرف 

  • من يسعى لاستبدال السلطة عليه عرض البديل الكلي لسياسة الاحتلال والضم، والجرائم ضد الإنسانية، ويؤكد تمسكه بقيم المساواة المدنية والقومية

  • في أي شراكة برلمانية أو سياسية لن يتنازل الحزب الشيوعي عن برنامجه السياسي التاريخي بكل ما يتعلق بالقضية السياسية وحقوق الجماهير العربية القومية والمدنية، والتمسك بقيم الديمقراطية

  • الحزب الشيوعي يرفض هجمة التحريض الظلامية الرجعية على الحزب الشيوعي والرفيقة عايدة توما سليمان

أكد المكتب السياسي للحزب الشيوعي في اجتماعه الذي عقد في حيفا، على أن بنيامين نتنياهو وحلقته الضيقة، يحاولون السيطرة على الحكم بشكل مطلق، باستغلال أزمة انتشار الفيروس، والالتفاف على قرار الناخب في شهر آذار 2020، من خلال نهج اقصاء وزن الجماهير العربية والقوى التقدمية التي تمثلها القائمة المشتركة. 

ويؤكد المكتب على أن القرار بالتوصية لتكليف رئيس تحالف كحول لفان، بيني غانتس، لتشكيل الحكومة، هو أكثر من كونه لتكليف غانتس، جاء لمنع استمرار نتنياهو في الحكم، وهو قرار لا يسري على تشكيل الحكومة، وأن موقفنا من مسألة الدعم الخارجي، للحكومة سيكون مرهونا ببرنامج سياسي قائم على حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين والقرارات الدولية، إلى جانب قضايا وحقوق المواطنين العرب اليومية والقومية.

وكان المكتب قد عقد اجتماعه على ضوء التطورات السياسية من ناحية، والصحية من ناحية أخرى، وقد التزم أعضاء المكتب بالتعليمات الضرورية للوقاية من انتشار فيروس كورونا، باستخدام جانب من وسائل الاتصال الكترونية. وصدر عن الاجتماع البيان التالي:

  • يرى المكتب السياسي بالتوصية لدى رئيس الدولة، لتكليف بيني غانتس، كمرشح تلقى عليه مهمة تشكيل الحكومة المقبلة، خطوة مطلوبة على ضوء نتائج الانتخابات البرلمانية، ولكن لا علاقة لهذا الموقف بدعم الحكومة، ولا تعد التزاما بكتلة مانعة ولحكومة ضيقة يرأسها لاحقا بيني غانتس. فتوصية القائمة المشتركة لدى رئيس الدولة، فهي أكثر من كونها التوصية بغانتس، هي خطوة لقطع الطريق أمام نتنياهو، كي لا تلقى عليه مهمة تشكيل الحكومة.

إن التوصية على غانتس، عدا كونها تخلق فرصة لتغيير السلطة، فإنها تشكل أيضا شرطا ضروريا، لتحرير الكنيست من قيود رئيس الكنيست الموقت، ومن عربدة المعسكر الفاشي، الذين يعملون بشكل منهجي لمنع رقابة الكنيست على السلطة التنفيذية، التي تعمل كحكومة انتقالية.

  • ما من شك، أن خطوة التوصية على غانتس، تستكمل تعزيز قوة القائمة المشتركة جماهيريا وكمّا، من حيث عدد المقاعد، من 13 مقعدا إلى 15 مقعدا، وتحول هذا الإنجاز الكمي، إلى انجاز نوعي، وزيادة تأثير القائمة المشتركة، دون الغرق بأوهام الشراكة في الائتلاف. ومن الأهمية بشكل خاص، التأكيد على أن المقعدين الاضافيين، اللذين حققتهما القائمة المشتركة، كثمرة دعم عشرات آلاف المصوتين الجدد من العرب واليهود، هما المقعدين الناقصين لنتنياهو كي يستكمل الأغلبية التي سعى لها من 61 نائبا، لتكون لصالح اليمين الاستيطاني الفاشي، الذي يقوده بهدف إدامة سلطته، وتصعيد الفاشية لتكون شاملة كل مناحي في الحياة في إسرائيل. 

  • إن الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وباقي أحزاب القائمة المشتركة، فعلوا كل مستطاع من أجل لجم اندفاعة اليمين الفاشي بقيادة نتنياهو، وقطع الطريق عليه، للوصول الى الحكم مرّة ثانية. وهذا من شأنه أن يخلق ظروفا ضرورية، لاسقاط حكم نتنياهو الخطير، والمتواصل منذ أكثر من عقد من الزمن.

والآن تقع المسؤولية على كل أولئك الذين يعرضون أنفسهم كبديل للحكم، فهم مُطالبون بعرض سياسة بديلة، كي يكون باستطاعتهم تشكيل الائتلاف التالي. ويؤكد المكتب السياسي أن المخرج من أزمة الحكم الإسرائيلي، لا يكمن في تنازلات تكون القائمة المشتركة مُطالبة بعرضها، ولا بالتزامها تجاه ائتلاف عنصري كهذا أو ذلك، ولا بالتزامها بكتلة مانعة مهما كانت. فتغيير الحكم الفاشي، واسقاط نتنياهو مرهونان بتصرف أولئك الذين يسعون لاستبدال السلطة، ولكنهم لا ينجحوا في السيطرة على أعضاء حزبهم، ولا على تحالفاتهم الانتهازية الغريبة التي سبقت الانتخابات. 

  • ويقدّر المكتب السياسي للحزب الشيوعي، أن وجهة كحول لفان، ليست نحو حكومة ضيقة تستبدل الحكومة القائمة، وإنما حكومة وحدة قومية، أو حكومة طوارئ قومية مع نتنياهو والتكتل اليمين المتطرف الحليف لنتنياهو. ومن هنا، فإن توصية المشتركة على غانتس، لا تعني وجود الظروف التي تسمح للمشتركة بفحص إمكانية دعم حكومة برئاسة غانتس، أو أن تنضم لكتلة مانعة، تسمح بدعم حكومة برئاسة غانتس، على أي من خطوط الحكومة، وفي أي حال من الأحوال. 

  • يؤكد المكتب السياسي أنه لا يمكن اسقاط حكم اليمين المتطرف من خلال تبني سياسة يمينية، وبرنامج لضم المستوطنات، وتأييد "صفقة القرن"، التي أطلقها ترامب، وهي مخطط ضم المستوطنات. ولا من خلال تبني قانون القومية، وعلى من خلال استمرار سياسة الحصار الاجرامي على قطاع غزة.

إن المكتب السياسي يؤكد مجددا على سياسة الحزب التاريخية والمستمرة، الساعية لاسقاط كل حكومة إسرائيلية تشعل الحروب ضد الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، وتعمل على اسقاط كل حكومة ترتكب جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وتواصل سياسية الحصار التجويعي ضده.   

  • ويقرر المكتب السياسي أن اسقاط حكومة اليمين المتطرف، تلزم بعرض بديل ديمقراطي، تقدمي نحو السلام والمساواة، وفي مركزه، انهاء الاحتلال، والاعتراف بالحقوق القومية للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير، وإقامة دولته على حكومة الرابع من حزيران 1967، إلى جانب دولة إسرائيل، واجراء مفاوضات مع القيادة الفلسطينية على أساس قرارات الأمم المتحدة، والقانون الدولي ذي الصلة.

  • يقرر المكتب السياسي للحزب الشيوعي، أن من يطمح للتعاون مع القائمة المشتركة، عليه أن يرفض نهج اقصاء الأقلية اليومية العربية، واقصاء ممثليه المنتخبين، وأن يعترف بهم كممثلين شرعيين، وملزم بأن يثبت بأنه ملتزم بمكافحة الفاشية، المستفحلة تحت حكم نتنياهو وفريقه، ويلتزم بالكفاح من أجل انقاذ الحريات، والديمقراطية، وقيم المساواة، من هجمة اليمين المتطرف عليها.

  • في كل تعاون برلماني أو شعبي، فإن الحزب الشيوعي لن يتنازل عن مطلب الاعتراف بالجماهير العربية في إسرائيل كأقلية قومية، والاعتراف بحقوق مواطني إسرائيل العرب بالمساواة المدنية والقومية الكاملة. بما في ذلك سن قانون يمنع كل أشكال التحريض العنصري ضد المواطنين العرب، وممثليهم ومنتخبيهم، وضد التحريض على شرعية مواقفهم المعارضة للاجماع القومي الصهيوني، وضد التحريض لمنع مشاركتهم في إقرار السياسيات والتأثير السياسي، والاقتصادي والاجتماعي. 

  • في هذه الأيام الصعبة، في ظل أزمة سياسية رهيبة، وأزمة صحية عالمية ثقيلة حبلى بالكوارث، يرى المكتب السياسي للحزب الشيوعي ببالغ الخطورة، محاولات جهات أصولية رجعية محبطة، معروفة في أوساط الجمهور العربي، لحرف نظر واهتمام الجمهور عن القضايا الأساسية الصعبة التي يواجهها في مجابهة الفاشية المهووسة، والتحريض السلطوي المنفلت، لجرنا نحو معارك جانبية ظلامية، من خلال نهج تحريض ضد الحزب الشيوعي، وضد الرفيقة النائبة عايدة توما سليمان، عضو المكتب السياسي للحزب، على خلفية نشاطها السياسي والاجتماعي الوطني والتقدمي.

إن الحزب الشيوعي يؤكد امتعاضه من المحرضين المعروفين في أوساط الجمهور، ويرى بهم، أنهم يقومون بدور السلطة، ويفعلون فعلها، ويدعو الجمهور أن يزيد يقظته، وأخذ دوره في الكفاح، لمواجهة المخاطر الماثلة أمامنا. 

أخبار ذات صلة