news-details

النائبة عايدة توما تجيب على سؤال: "كيف لنا أن نصوت ضد حكومة بديلة لنتنياهو؟ "

علّقت النائبة عايدة توما سليمان (الجبهة-القائمة المشتركة) على التصويت على حكومة نفتالي بينيت مساء اليوم الاحد، في الهيئة العامة في الكنيست، متطرقة إلى موقف القائمة المشتركة المعارض للحكومة، وذلك في منشورعلى صفحتها على منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" جاء فيه:

جماهير شعبنا،

يعتقد البعض أنه يحرجنا عندما يتساءل كيف تصوتون ضد الحكومة التي سوف تطيح بنتنياهو؟ ولهم نقول نحن ونحن فقط من نحمل الحق الأخلاقي والسياسي بالتصويت ضد هذه الحكومة وهذا ما فعلناه وذلك لأننا نحمل الأسباب الكافية والحقيقية لحماية جماهيرنا العربية الفلسطينية من أوهام تحاول هذه الحكومة تسويقها عبر شركائها الجدد ممن كانوا حتى الأمس شركاءنا في القائمة المشتركة.

ما حصل هو أننا عملنا على مدار السنوات الأخيرة لمنع بنيامين نتنياهو من تشكيل حكومته، ونجحنا أكثر من مرة، ليس لأننا نعتقد بأن نتنياهو شخص سيء، مرتشٍ وفاسد فقط، إنما لأننا نعارض سياسات نتنياهو اليمينية المتطرفة والعنصرية والاستيطانية ضد جماهيرنا العربية وشعبنا الفلسطيني، واستبدال نتنياهو ببينيت، رئيس مجلس المستوطنات سابقًا ومن تفاخر بقتله للعديد من العرب، لا يعني استبدال هذه السياسات، بل تعميقها وشرعنتها أمام كل الأحزاب الموجودة على الحلبة السياسية الاسرائيلية لا سيما وأن وزارات كبيرة مثل الداخلية، القضاء، والمالية سيشغلها سياسيون يمينيون متطرفون لهم مواقف عديدة داعمة للاستيطان ويحملون ايديولوجيات تؤمن بأرض اسرائيل الكبرى وترى بنا نحن سكان الأرض الأصلانيين، رعايا غير متساوي الحقوق مع "الأسياد" المواطنين اليهود.

في خطابه اليوم، أكد بينيت ما قلناه مرارًا وتكرارًا، أكد أن هذه الحكومة متجهة في نفس المسار الذي انتهجه بنيامين نتنياهو. خلال خطابه أكد نفتالي بينيت بأن الحكومة ستقوم بتوسيع الاستيطان اليهودي في كل ما أسماه أرض اسرائيل، هدد وتوعد شعبنا الفلسطيني إذا ما استمر بمقاومة الاحتلال، تطرق للمخطط المرتقب في النقب والقاضي "بتجميع" بدو النقب في مكان واحد ويذكرنا تمامًا بمخطط برافر الاقتلاعي للاستيلاء على الأراضي في النقب. هذا الخطاب يؤكد أن هذه الحكومة تريد أن تعمق طبيعة العلاقة التي أرساها قانون القومية بين الدولة والمواطن العربي وتقوم فقط على الولاء المطلق وعلى قبول منطق الاستعلاء بدون مواطنة جوهرية فيها المساواة الكاملة والاكتفاء ببعض الميزانيات لنا، وللأسف الدخول في هذه الحكومة يعني قبول هذه الفرضية وتذويتها والقبول بالتعامل معنا كالأيتام على مائدة اللئام ينتظرون سقوط الفتات لتلقفها.

من جانب آخر، إذا ما نظرنا إلى الكابينت الحربي المرتقب، سنجد فيه أغلبية يمينية متطرفة، لا مشكلة لديها في ازهاق الأرواح وقتل الأطفال وشن أعتى الغارات على شعوب المنطقة، وبالأساس على شعبنا الفلسطيني. فكيف لنا أن ننظر إلى أعين أبناء شعبنا إذا ما صوتنا لحكومة كهذه أو ساهمنا بأي شكل أن يستمد هذا الكابينت الحربي الشرعية منا؟ هل من أجل ذلك أرسلنا جمهورنا لتمثيله في الكنيست؟ هل الميزانيات التي هي حق اساسي ثمن يعادل دم اهلنا؟

المعركة كما تتجلى اليوم في الخارطة السياسية الاسرائيلية هي على من يقود اليمين في اسرائيل، ونحن لا نسعى لتجميل صورة اليمين المتطرف ومنحه على شاكلة بينيت وساعر وليبرمان الشرعية حتى بالوقوف جانبًا، نحن ضد اليمين بكل صوره وجئنا لنسمع الصوت اليساري الحقيقي، الصوت الوطني الذي يناضل ضد الاحتلال ومن أجل المواطنة الكاملة والمتساوية غير المنقوصة أو المشروطة.

أبناء وبنات شعبنا،

نعلم جيدًا بأننا نمر بفترة صعبة على جميع المستويات ازاء سياسات نتنياهو العنصرية وتراكم تبعاتها على مدار السنوات، ونعلم أن قضايانا جميعًا، قانون القومية وقانون كمنيتس وقضايا البناء ومحاولات التهجير والحرمان من الميزانيات وتركنا ننزف من عصابات الاجرام، هي سياسات موجهة على أساس قومي ولأننا جزء حي وفعال من شعبنا الفلسطيني، لذا فإن التنازلات من خلال فصل القضايا القومية عن المدنية من أجل وهم تحصيل الحقوق التي لن تعطى يومًا لمن لا يملك عمودًا فقريًا سياسيًا، هي قبول واستسلام للفوقية العرقية اليهودية واعتراف بأننا لا نستحق أكثر.

إلى هنا نص المنشور.

الكنيست لم تكن يومًا مربط فرسنا، وإنما احدى ساحات النضال. مقارعة السلطة لا تحدث فقط هناك، إنما من خلال الدمج مع النضالات الجماهيرية والشعبية وأيضًا تلك التي تكون من على المنابر الدولية، والتأثير الذي نريده في الكنيست هو التأثير على مكانتنا نحن الجماهير العربية الفلسطينية مواطني الدولة.

نعدكم أهلنا أننا سنكون معارضة حقيقية، نشطة وفعالة لصد كل المؤامرات وللضغط والنضال من أجل تحصيل حقوقنا.

عدم معارضة هذه الحكومة كان سيكون خطًأ فادحًا وقبل كل شيء صفعة لأبناء شعبنا الذين يتوقعون منا تمثيلهم بكرامة.

أخبار ذات صلة