news-details

امسية حول واقع الدروز يستضيفها مركز حنا مويس الثقافي في الرامة

 

 

الرامة ـ من مفيد مهنا ـ احتضن، مساء أمس الأول السبت، مركز حنا مويس الثقافي، امسية تحت رعاية المجلس الملي الأرثوذكسي في قرية الرامة، حيث جمع بين ثلاثة اصدارات تطرقت الى واقع الدروز قبل وبعد قيام الدولة، لكل من: المحامي سعيد نفاع (بيت جن) بكتابه، "العرب الدروز والحركة الوطنية الفلسطينية حتى عام 1948". الدكتور يسري خيزران (يركا) واصداره "العرب الدروز في اسرائيل" والدكتور نبيه القاسم (الرامة) وكتابه "واقع الدروز في اسرائيل".

هذا، وادار الامسية والتقديم لها الاستاذ عبود عازر مدير المركز، مرحبا بضيوف الامسية وبالحضور، منوها الى الدور المركز على اسم حنا مويس، رجل الرامة واحد الشخصيات المرموقة في مجتمعه العربي. ودور المركز في نشر الثقافة وغيرها من الاهتمامات مقدما لمحة عن المتحدثين.

كان اول المتحدثين المحامي سعيد نفاع، الذي وضّح من خلال مداخلته، ان الكثيرين يجهلون حقيقة ودور الحركة الوطنية الدرزية واشتراكها في مقاومة الانتداب والحركة الصهيونية. مضيفا انه منذ نهايات القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر وبدأ الاستيطان اليهودي، جرى تهجير قرى درزية مثل الخالصة والجاعونة وغيرها. وان الدروز كانوا من اوائل من حملوا السلاح وشاركوا وقادوا النضال قبل بدء الثورة الفلسطينية عام 1936 وخلالها وبعدها حتى عام 1948. مضيفا ان هذه المعلومات موثقة بالأرشيف الاسرائيلي. كما وضّح المؤلف للكتاب، بالأسماء والاعداد عن اشتراك الدروز واستبسالهم واستشهادهم ضد الاحتلال الصهيوني للبلاد، في معركتيّ هوشة والكساير ويانوح جث وغيرهما. ولخصت المداخلة الى القول: مع انه وجد افرادا من المتعاونين، الا ان قادة الدولة ومؤسساتها يعرفون الحقيقة: ان الدروز كانوا ضد اقامة دولة اسرائيل.

الدكتور نبيه القاسم توقف عند بعض المحطات من حياة الدروز بعد عام 1948، وكيف خططت الدولة الى ترحيل العرب، بمن فيهم الدروز الى ليبيا او كندا، لكن لاعتبارات خاصة تراجعت عن فكرتها، وبقي الدروز جزء لا يتجزأ من مجتمعهم العربي. لكن السلطات الإسرائيلية التي ورثت سياسة سيدها البريطاني "فرق تسد" نجحت للأسف في دق اسافين التفرقة، حيث فرضوا التجنيد الاجباري على الدروز. وكذلك اقامة محاكم دينية درزية بعد ان كانت حتى عام 1956 ضمن واقعهم الاسلامي ومحاكمه الدينية. ومر القاسم على فصل المدارس والمناهج، في مطلع سنوات السبعين، واقامة ما عُرف بالمدارس الدرزية.. فزيفوا تاريخ الدروز الحقيقي وشوهوا تراثهم العربي الاصيل. ونستطيع تقديم الكثير من الامثلة في هذا المضمار الى درجة انه أصبح ما يعرف بـِ "عربي للدروز وعبري للدروز ورياضيات درزية وو..". وقال القاسم اننا لا ننكر انهم وجدوا ارضا بيننا فدعموها وروّجوا لأصاحبها، في وقت عتّموا فيه على دور الكثير من الشرفاء والنشاطات واللجان الوطنية وحتى حرضوا عليها مثل لجنة المبادرة الدرزية وغيرها. لكن لا بد، يوما للّيل ان ينجلي ويبقى دروز هذه البلاد جزءا من شعبهم العربي الفلسطيني.

اما د. يسري خيزران فأشار ان انه ليس مؤلف الكتاب بل محرره وهو من اصدار "مدى الكرمل"، وهو عبارة عن مجموعة مقالات بأقلام من ليسوا دروزا، وهذا امر في غاية الاهمية، امام الوضع غير المريح الذي تعيشه الطائفة المعروفية، حيث محّص المشاركون في نصوص الكتاب كيف حتى ان فرنسا وبريطانيا خلال انتدابهما على فلسطين وسوريا ولبنان عملوا على تقسيم السكان الى طوائف، ومعروف عن الدروز مشركاتهم في مقاومة استعمارهم.  وايضا تطرقوا، في مقالاتهم بالبراهين لحقيقة عروبة الدروز ومقامتهم للصهيونية، التي فكرت حتى بإقامة دولة درزية في الجولان المحتل وجزء من لبنان.

كما مر خيزران على واقع الدروز في هذه الايام، مشيرا الى مصادرة اراضيهم وخنق قراهم، قائلا ان على سبيل المثال، 70% من بيوت دالية الكرمل غير مرخصة.

هذا، وانتهى محرر الكتاب الى فيض من الادلة حول محاولة أسّرلّة الدروز رغم سياسة الاضطهاد اليومي والقومي التي تطالهم والتي تكللت مؤخرا بقانون القومية وما اليه من قوانين ومظالم لا تنطبق عليها سياسة فرق تسد.

يذكر ان الامسية انتهت بتقديم الاسئلة والمداخلات من الحضور وانه قام رئيس المجلس شوقي ابو لطيف والكاهن جورج حنا والاستاذ عبود عاز مدبر المركز، بتكرم الخطباء بدروع التقدير.  

أخبار ذات صلة