news-details

 بركة: لن نتسول حقوقنا من فتات أحزاب السلطة ومداهنة الحركة الصهيونية

أكد رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، اليوم الثلاثاء، أن حقوقنا المدنية، هي حق مشتق من كوننا أصحاب وطن، وأصحاب بلد وبيت، ولن نتسول حقوقنا من فتات أحزاب السلطة ومداهنة الحركة الصهيونية، محذرا من محاولات خفيّة، لتطبيق ما أراده ليبرمان في العام 2009، بأن تكون الحقوق المدنية مرتبطة بمدى الولاء للمؤسسة الإسرائيلية الحاكمة.

وجاء هذا في كلمة بركة، في المهرجان الخطابي الذي اختتمت به المسيرة المركزية الحاشدة، التي جرت بعد ظهر اليوم في قرية كفركنا، بدعوة من لجنة المتابعة العليا، احياء للذكرى الـ 19 لهبة القدس والاقصى.

وافتتح بركة كلمته موجها التحية للشهداء وأهاليهم، وقال، إننا نرى بهذه الثلة من الشهداء تاجا على رأس أمة، وتاج على رأس شعب، ونتعهد ونلتزم بالطريق التي من أجلها قدموا أرواحهم. ونحن نبدأ بفلسطين الجريحة تحت وطأة الاحتلال، ولا نستطيع ان نبدأ دون أن نقف عند أسوار القدس ومآذن القدس وكنائس القدس، لنقول إن للقدس شعب يحميها في وجه طغيان العدو ومؤامرات المتآمرين. ونقول هم أقوى منا بعتادهم ومعداتهم، ولكننا أقوى منهم بإرادتنا، ولا توجد قوة في هذا الكون، على وجه الكرة الأرضية يمكن أن تفرض ثوبا على فلسطين والقدس والاقصى والقيامة، لا يلق بها، إلا ثوب الألوان الأربعة، الأبيض والأحمر والأخضر والأسود.

وتابع بركة، هناك من يريد ان نتعامل فقط بقضايا اليومية، ونحن نريد حقوقنا اليومية، ولكن لا نريد أن ندفع ثمن ذلك بتغيير ملامح وجهنا وانتمائنا وفلسطينيتنا، ولغتنا، إنما نريد أن نبقى رافعين رأسنا بهذا الانتماء، ونريد حقوقنا اليومية، لأننا نحمل هذا الانتماء، ولأننا أصحاب الأرض، وأصحاب البلد والوطن، ولسنا شكلا من أشكال المرتزقة المتسولين، لفتات الأحزاب والحركات الصهيونية، وهذا الأمر يجب أن يكون الأمر واضحا، نحن لا نتسول حقوقنا، بل نحن نصر على حقوقنا من منطلق أننا أصحاب وطن.

وقال بركة، في العام 2009، وضع أفيغدور ليبرمان شعار أن لا حقوق من دون ولاء للسلطة الحاكمة، والآن هناك من يريد أن يطبق جوهر هذا الشعار بديباجات، وصياغات الحداثة، ونحن لن نسمح بهذا، فحقنا بالمواطنة، ليس مرهونا بمداهنة الحركة الصهيونية.

وتكلم بركة عن الملاحقات السياسية، وخصّ بالذكر الشيخ رائد صلاح، الذي يقبع بالمعتقل والحبس المنزلي منذ ما يزيد عن عامين، والرفيق رجا اغبارية، القابع بالحبس المنزلي منذ نحن عام، على مجرد اقوال سياسية مشروعة، وهذا محاولة بائسة لقمع العمل السياسي وحرية الكلمة والخطاب.

وتابع بركة قائلا، إننا من هنا نقول لأصحاب الصفقات، ولأصحاب القرون، أن لا صفقة القرن، ولا ترامب ولا نتنياهو، يمكن أن تعطي هذا الوطن اسما آخر، لأنه كان وسيبقى فلسطين. نحن ندرك حجم المؤامرة، وحجم المصاعب التي تواجهنا كجماهير وشعب، ولكننا لا نطير في أوهام ولا سراب، عندما نقول لهذا البلد وجه وملامح، لأنه لا توجد قوة على الأرض يمكن أن تغير لون جلدك، ويمكن أن تغير هويتك وتاريخك، وحتمية مستقبلك.

وقال بركة، إن ما يطرحه بنيامين نتنياهو وحكومته من تحديات خطيرة، من ضم واعتداءات مستمرة على القدس والمسجد الأقصى، هي تحديات كبيرة، ولكن نحن لها، وقادرون على الصمود، وحماية القدس، الى جانب أهلها، بعد أن فصلوها عن شعبنا في الضفة والقطاع.

وتابع بركة قائلا، إننا لا يمكن أن نتحدث فقط عن العدو الذي يواجهنا، بل أيضا عن العدو الذي فينا، ومن هذا المهرجان ندعو باسم جميع جماهيرنا فردا فردا، وكل مكونات جماهيرنا السياسية والمجتمعية والدينية، الى وقف حالة الانقسام المشين على ساحة شعبنا الفلسطيني. أوقفوا الانقسام حالا. وتابع، سمعنا من الأخوة أنهم زعلوا قبل انتخابات نيسان بسبب شق القائمة المشتركة، وهذا صحيح، ولكن لا يمكن أن تزعلوا على شق القائمة المشتركة، وتقبلون باستمرار الانقسام.

وقال بركة، إن هدم البيوت العربية، في النقب والمثلث والجليل، بلغ ذروة لا يمكن استمرارها، ففي النقب كل 6 ساعات يتم هدم بيت في النقب، ونحن مطالبون بأن نقف الى جانب أهلنا في النقب، فهذه ساحة المواجهة الأساس حاليا في ما يتعلق بقضية الأرض والمسكن. وتكلم بركة عن مخططات السلطة، إذ يريدون منا أن نتكدس في بنايات متعددة الطبقات، دون أراضي احتياط، وأراضي مرافق عامة، مشددا على أن قانون كامينتس، الذي جاء وكأنه جزءا من خطة 922، هو قانون مدمر. ويجب مواجهة هذه القضية، كتهديد على مستقبلنا كشعب في وطننا.

وتوقف بركة عند ظاهرة استفحال العنف، وقال، إن الغالبية الساحقة جدا من جماهير شعبنا، مسالمة، ولربما أن المنخرطين في العنف، لا يتعدون 2% أو 3%، من شعبنا، وهذه القلة تحظى بحصانة من المؤسسة الحاكمة، وتتركها تعيث فسادا في مجتمعنا. وقال إن الأجهزة الإسرائيلية تعرف تفاصيل المشروع النووي في ايران وتعرف ما يجري في العراق، ولكن هل يعقل أنها لا تستطيع أن تعرف من يطلق النار ويرتكب الجرائم. وهم يعرفون كل حملة السلاح، ويغضون الطرف عنهم، ولا تمييز بين السلاح المرخص وغير المرخص، لأن غير المرخص معروف للسلطة الحاكمة.

ودعا بركة، من يشاركون في دائرة العنف والاجرام، لأن يعودوا الى مجتمعهم وأخلاقه. وقال إن لجنة المتابعة وضعت مخططا علميا لمواجهة العنف، وسنبدأ في تطبيقه في الشهر المقبل.

أخبار ذات صلة