news-details

ثلثا الشباب الفلسطينيّ يتفادون المشاركة السياسيّة عبر الإنترنت!

أفاد استطلاع جديد أن حوالي 37,2% من الشباب الفلسطيني يشاركون بآرائهم السياسيّة عبر الإنترنت مقابل 62,8% أجابوا أنّهم لا يشاركون بالآراء السياسيّة. وفي السياق ذاته، أجاب 33,6% بتعرّضهم لمساءلة القانونيّة نتيجة المشاركة بالآراء السياسيّة، بينما تعرض 35,3٪ من الشباب لعقاب من الأسرة بسبب المشاركة السياسيّة على الانترنت.

جاء هذا في بحث أجرته "حملة- المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي" بعنوان “شبكة مُسْكَتَة: تأثيرات الردع على المشاركة السياسيّة للشباب الفلسطينيّ في وسائل التواصل الاجتماعيّ” حول استخدام الشباب الفلسطينيّ للإنترنت والمشاركة السياسيّة من خلال وسائل التواصل الاجتماعيّ. تكوّن البحث من جزأين متكاملين: استطلاع  رأي وجاهيّ شارك فيه 1200 شاب/ة فلسطينيّ من الضفة الغربيّة وغزّة والداخل من الفئة العمريّة 30-16 عامًا، وبحث ميدانيّ لمجموعات نقاش بؤريّة من ذات المناطق ومن الفئة العمريّة 15-25 عامًا.

أظهر الاستطلاع أنّ 100٪ من الشباب الفلسطينيّ يستخدمون الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعيّ، 43,1% منهم يستخدمه بشكل كبير، 43,3% بشكل متوسط، 13,6% بشكل قليل، ويستخدم 76,3% من الشباب الفلسطيني الانترنت بواسطة الهاتف الذكي، يليه 16,8% بواسطة حاسوب شخصيّ، 12,2% حاسوب مشترك مع العائلة، 11,7% جهاز لوحيّ (تابلت).

منصة فيسبوك هي أكثر المنصات والتطبيقات استخدامًا، حيث تصل نسبة استخدامها إلى 71,3% من الشباب الفلسطينيّ، يليها واتسآب بنسبة 66%، ومن ثم يوتيوب 51,1%، أمّا إنستغرام 45,7%، سناب تشات 32,7%، فايبر 16,4%، وتصل نسبة استخدام تويتر إلى 15,8%، أما تيك توك فتصل إلى 15%، سكايب 10,1%، تيليغرام 8,1%، سيغنال 3,5%، ولينكدإن بنسبة 3,8%..

ويظهر التقرير بالأساس أنّ للبيئة القانونيّة والسياسيّة الحالية تأثير كبير على النشاط السياسيّ للشباب الفلسطينيّ على الإنترنت، خصوصًا بعد أن واجه العديد من الفلسطينيّين تجربة إزالة المحتوى، والمضايقات، والاستجوابات والاعتقالات بسبب ممارستهم لحقهم في حرية التعبير في الإنترنت. عامة، يساهم هذا فيما يعرف بمصطلح “Chilling Effect” الذي تُرجم بالتقرير إلى: تأثيرات الردع، حيث يخشى الشباب من ممارسة حقوقهم ويمارسون الرقابة الذاتيّة والردع الذاتيّ، مما يقلّل من نشاطهم عبر الإنترنت ويساهم في تقليص مساحة المشاركة السياسيّة بشكل عام.

ويشير تقرير “شبكة مسكتة” إلى أنّ  الضغط والرقابة من جانب أفراد الأسرة والعائلة الموسّعة يساهمان في قمع المشاركة السياسيّة للشباب وحرية التعبير عن الرأي في الإنترنت. كذلك فإنّ ردع الآخرين، نتيجة للمشاركة السياسيّة، يخيف الشباب ويدفعهم إلى عدم التعبير عن آرائهم عبر الإنترنت، وهو ما يُسمّى في أدبيات الحقوق الرقميّة “تأثيرات ردع ثانوية” حيث تُردع نشاطات المستخدمين عبر الإنترنت، حتى عندما لا يتعرضون بأنفسهم لذلك الردع، إنّما عندما يتعرض آخرون في شبكاتهم الاجتماعيّة للقمع. وقد وجد هذا التقرير أنّ الفلسطينيّين حدّدوا أنواعًا من تأثيرات الردع، وشملت مخاوف من القمع الذي تعرّض له صحفيّين وكتّاب، أو صديق أو فرد من الأسرة، من اعتقالات واستجوابات ومضايقات عبر الإنترنت.

كذلك، أظهرت نتائج مجموعات النقاش أنّ التنمّر عبر الإنترنت يؤثّر بشكل كبير على المشاركة السياسيّة، كما تواجه النساء على وجه الخصوص مستويات عالية من التنمّر الإلكترونيّ والعنف المبنيّ على النوع الاجتماعيّ. وفي هذا السياق، يذكر أنّ   مركز “حملة” كان قد أصدر العام الماضي تقرير “شبكة معنفة” الذي كان مخصّصًا لموضوع  العنف المبني على النوع الاجتماعي في شبكة الانترنت.

بالإضافة إلى ذلك، يشير تقرير “شبة مسكتة” إلى المخاوف التي  برزت عند الشباب الفلسطينيّ في الداخل على نحو خاص، بأنّ تؤدي مشاركتهم السياسيّة عبر الإنترنت إلى فقدان فرص العمل والتعليم، والتي نتيجة لها قرّر العديد منهم الشباب أنّه من الأفضل عدم التعبير عن أنفسهم عبر الإنترنت حتى “ما يتضرر مستقبلهم".

كلام الصورة: الضغط والرقابة من جانب أفراد الأسرة والعائلة الموسّعة أيضًا يساهمان في قمع المشاركة السياسيّة للشباب (صورة توضيحية من مؤتمر الانترنت العالمي في الصين قبل أسبوع - رويترز)

أخبار ذات صلة