news-details

حضور واسع في مهرجان المتابعة في اليوم العالمي لدعم قضايا جماهيرنا

أكد المتحدثون في مهرجان اليوم العالمي لدعم قضايا جماهيرنا العربية، الذي دعت اليه لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، مساء السبت في قرية عرعرة، على ضرورة رص الوحدة الكفاحية من أجل التصدي بقوة أكبر لمخططات المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة، التي تستهدف جماهيرنا وشعبنا ككل.

وشارك في المهرجان الذي أقيم في قاعة ميس الريم في عرعرة، جمهور واسع من ممثلي القوى السياسية، والشخصيات السياسية والمجتمعية، وقيادة لجنة المتابعة، وقيادات حزبية. ويقام اليوم العالمي للسنة الرابعة على التوالي، بمبادرة لجنة المتابعة منذ مطلع العام 2016. وفي كل عام يخصص لموضوع مركزي من جملة القضايا التي تواجهها جماهيرنا.

ففي العام 2016، كان تحت عنوان الدفاع عن حرية التعبير والعمل السياسي. وفي العام 2017، كان موضوع اليوم العالمي قضايا الأرض والمسكن. وفي العام 2018، كان عنوانه سلسلة القوانين العنصرية التي يقرّها الكنيست ضدنا، وضد شعبنا ككل. وفي هذا العام حول قانون القومية الاقتلاعي العنصري، الذي يستهدف شعبنا في جميع أماكن تواجده.

وقد تولت عرافة المهرجان، الأخت عطاف يونس ابو عقل مديرة المكتبة العامة بمجلس عارة عرعرة المحلي. وكانت الكلمة الأولى، للبلد المضيف، رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، رئيس مجلس عارة وعرعرة مضر يونس، فقال، إن ما واجَهناه من تمييز واضطهاد وإجحاف، على مختلف المستويات، ومُنذ عشرات السنين، لم يكن قَضاءً وقَدَرًا، ولم يكن كارثة طبيعية، إنما كان وما زال نِتاجَ سياسات رسمية مَنْهَجية، أرادتنا أن نبقى أشلاء شعبٍ، بلا قضية وبلا هدف وبلا ملامح ولا هُوية وطنية.. وما حَققّناه من إنجازات وحُقوق لم يكن صُدفة أو سَهْلًا، في معركة البقاء والوُجود والحياة الحُرَّة الكريمة في وطننا، فنحن نستمِدّ شرعية وُجودنا وحُقوقنا من كَوْنِنا أبناء هذا الوطن وهذه البلاد.

إن معركتنا في هذا الاتجاه ما زالت طويلة وشاقَّة، وما نَصْبو إليه ونطمح له يتطلَّب مِنّا التفكير والتصرُّف كشعب حيّ وحَيَويّ، ويقتضي مِنّا أقصى وأوسع وِحدة وطنية جَماعية حقيقية، وأبعد حِكمة ومَسْؤولية وشَجاعة مُمْكِنَة في سبيل البقاء على قَيْد التاريخ، وليس فقط البقاء على قيد الحياة..

وحدتنا أولا

وشدد بركة على أن مطلبنا الأساس والوحيد، هو الغاء قانون القومية برمته، ونرفض أي أحاديث عن تعديل وتجميل. فهذا القانون يظهر أساسه في بنده الأول الذي يعتبر فلسطين التاريخية، ما يسمى بـ "ارض إسرائيل"، وأن حق العودة والوطن هو لليهود وحدهم. ما يعني اخراج شعبنا الفلسطيني خارج سياق الوطن والتاريخ.

وتكلم بركة عن حراك لجنة المتابعة على المستوى الدولي، من أجل محاصرة السياسات الإسرائيلية ضدنا. وكان آخر هذه التحركات يوم الخميس الماضي بلقاء العشرات من مثلي سفارات دول العالم في تل أبيب، لنعرض عليهم مخاطر قانون القومية ومجمل السياسات التي نواجها.

وتابع بركة قائلا، إننا دائما نؤكد على أن كفاحنا الأساسي هو الميدان هنا، ولكننا قررنا الخروج الى العالم لنفتح الملف الذي تسعى الصهيونية لإخفائه عن العالم، وهو قضايانا نحن كجزء حي من شعبنا الفلسطيني، وما نواجهه من سياسات عنصرية واضطهاد وقمع قومي.

وقال بركة، ولكن حينما نتوجه إلى العالم، حريّ بنا أن نكون موحدين، على مختلف الصعد، فنحن موحدين في الهيئات الشعبية، لجنة المتابعة ولجنة رؤساء السلطات المحلية العربية. وهذا المساء نزف لكم وحدة اطاري الكتاب لفلسطينيي الداخل. والوحدة مطلوبة، أيضا على مستوى العمل البرلماني. فصحيح أن في لجنة المتابعة أحزاب لا تشارك في الانتخابات البرلمانية، ولكننا معنيون ككل، بوحدة كفاحنا في مختلف الميادين.

نتمسك بانتمائنا

وقال نائب رئيس الحركة الإسلامية (الجنوبية) د. منصور عباس، "لا تنتظروا من أحد في العالم ان يساعدكم ما لم تساعدوا انفسكم وتنهوا انقسامكم وتوحدوا صفكم. فإذا لم نتضامن حقا مع أنفسنا ونتصدى موحدين لتحديات وهموم شعبنا ومجتمعنا الفلسطيني، فمن العبث ان ننتظر الآخرين ان يحملوا همنا. سياسيا اجتماعيا وإنسانيا

وأضاف عباس، رسالتنا كانت اننا نقوم بواجبنا تجاه شعبنا وامتنا والعالم لاننا نريد ان تنقلب الصورة النمطية التي رسمت وما تزال ترسم لنا اننا انخلعنا من هويتنا وانتمائنا وثوابتنا الدينية والوطنية ودائما سهل ان نتهم وان يشكك في صدق انتمائنا فنحن في بطن الحوت وفي تماس مباشر مع من احتل بلادنا وما زال يمارس كل أنواع الظلم والعدوان ضدنا من هدم البيوت واستيلاء على الأرض.

 

نضالنا لإسقاط القانون

وقال عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد محمد كناعنة، لقد أرادَ نتنياهو وغيرهِ لهذا القانون أن يُوَحّدَ "أرض إسرائيل" تحت قانون دَولَةِ إسرائيل وبهذا أيضًا هو لَم يَدَقَّ المُسمار الأخير في نَعشِ مشروع حَلّ الـ "دَولتين"، بَل أحكمَ الطَوق حولَ هذا النَعش القابعِ في حُجرَةِ المَوتى منذُ ولادَةِ الحركة الصَهيونيّة، هذا الحَل الذي لَم يَسع لَهُ لا يَسار ولا يَمين الساسة في إسرائيل وهو بهذا أعادَ أيضًا تَوحيد نضال الشَعب الفلسطيني، فنضالنا من أجلِ إسقاط هذا القانون يَعني النضال من أجلِ إسقاط أساسِ هذا القانون كَقانون أساس: "إسرائيل دولَة يهودِيّة".

 

شاركوا في الانتخابات

وقال الصحافي التقدمي غدعون ليفي إن "حلم اليمين هو أن يكون الكنيست يهوديا، وليس مقبولا أن تمنحوهم هذه الفرصة، وأنا أتوسل إليكم أن تهرعوا إلى الانتخاب، كي لا نحقق هذا الحلم لليمين، بأن يغلقوا بابا هاما لكم. فقد أخرجوا الحركة الإسلامية الشمالية عن القانون، ويريدون أن يخرجوا حزب التجمع وكل العرب من الكنيست"،

وأضاف ليفي أن "قانون القومية" جاء ليقول للعالم إنّ هذه دولة اليهود فقط، وإن الشعب الفلسطيني هذا مؤقتٌ هنا، وليس متساويا في الحقوق. وقال إن المعركة ليست على الأرض فقط، بل هي فكرية وسياسية أكثر، قائلا إن اليسار والصهيونية لا يتماشيان معا، وأن اليسار أخطر من اليمين الصهيوني.

وأضاف ليفي لو نظرنا إلى الخارطة السياسية اليوم، لرأينا يمينا متطرفا ضد يمين متطرف آخر، لا تصدقوا غانتس ويعالون، فغانتس مجرم حرب كيف له أن يقود سلاما؟ وأضاف أن كل من تعامل مع اليهود من العرب تعرّض للعنصرية ولديه قصة شخصية.

 

أزمة اجتماعية

وقال رئيس الحزب الديمقراطي العربي طلب الصانع: "يجب ان ندرك اننا نعيش ازمة اجتماعية وسياسية من عوارضها العنف وجرائم القتل التي تهدف الى ضرب المناعة الاجتماعية لتسهيل تمرير المخططات السلطوية وقانون القومية العنصري الذي يشكل تهديد للوجود وليس فقط للحقوق.

مواجهة الازمة الاجتماعية تتطلب مسؤولية وإدراك على المستوى الفردي والجماعي وثورة حقيقية في نهجنا وسلوكنا وتعزيز الانتماء الوطني والمجتمعي ولا يمكن ان نطالب العالم ان يتضامن معنا ونحن متناحرين متقاتلين.

 

نواجه خطرًا مشتركًا

 وقالت عضو المكتب السياسي للحركة العربية للتغيير، سندس صالح، إن الوحدة الوطنية الكاملة والأساسية هي تحت سقف لجنة المتابعة حيث يتواجد كافة الأحزاب والأطر السياسية الناشطة في المجتمع العربي الفلسطيني. في هذه المرحلة الحرجة علينا ان نؤكد على أن نضالنا واحد وان همنا واحد حتى وإن اختلفت آليات العمل والمواقع. وأن ندرك تماما اننا نواجه خطر واحد مشترك وهو حكومة اليمين المتطرفة. وان لا نوجه الأسهم لمعارك داخلية لان هذا لا يقدمنا ولا يقدم لنا شيئا.

 

أهمية العمل الوحدوي

وتكلم د. يوسف جبارين، رئيس لجنة العلاقات الدولية في القائمة المشتركة في كلمته، عن الجهود المهنية والسياسية المبذولة لطرح قضايا الجماهير العربية امام المحافل الدولية، مثل الامم المتحدة ومجلس حقوق الانسان والاتحاد الأوروبي، مؤكدًا انه في السنوات الأخيرة تحققت قفزة نوعية في طرح قضايانا دوليًا، وخاصًة في مواجهة قانون القومية اليهودية.

وأشار جبارين الى أهمية العمل الوحدوي في الساحة الدولية كممثلي اقلية قومية اصلية تعاني التمييز العنصري والاقصاء، مضيفًا "ان العمل الوحدوي من خلال لجنة المتابعة والقائمة المشتركة فتح لنا ابوابا هامة في المحافل الدولية ربما ما كانت لتُفتح لنا لولا كوننا نمثل بشكل جماعي الجماهير العربية".

هذا، وقد تخلل البرنامج، وصله فنية للأستاذ يوسف جمال والطالبة ملاك اغبارية، وصلة فنية للطالبة دانية موفق يونس.

أخبار ذات صلة