news-details

عدوانيَّة الولايات المتَّحدة على كوريا الشَّماليَّة منذ الخمسينات


ما تقوم به الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة اليوم من عقوبات وحصار لكوريا الشَّمالية ما هو إِلَّا استمراريَّة لعدوانها على النِّظام الاشتراكي الذي كان سيسود كلَّ كوريا منذ بداية خمسينات القرن الماضي.

للتَّذكير، بعد انتهاء الحرب العالميَّة الثَّانية عام 1٩٤٥، تعهَّد الحلفاء في مؤتمر القاهرة بمنح كوريا استقلالها، وفِي مؤتمر بوتسدام اتَّفق الحلفاء على تقسيم شبه جزيرة كوريا إلى قسمين عند الخط ٣٨، كوريا الشَّماليَّة وكوريا الجنوبيَّة. لكن بوصول قوَّات الاحتلال الأمريكيَّة  إلى كوريا الجنوبيَّة كانت قد تأسَّست جمهوريَّة شعبيَّة يتزعَّمها الشُّيوعيُّون في سيئول، وبما أنَّ هذا يعني أن يحكم الشُّيوعيُّون في كوريا الموحَّدة، قام الأمريكيون بضرب الأحزاب اليسارية وإقامة حكومة محافظة من مُلّاك الأراضي، وفشلت كل الجهود لتوحيد كوريا، وبناء عليه قامت دولتان كوريتان جنوبية تؤيدها الولايات المتحدة وشمالية يؤيدها الاتحاد السوڤييتي.

بعد جلاء القوات الأجنبية من كوريا بناء  على طلب الأمم المتحدة عام ١٩٤٩، تكررت حوادث النزاع على الحدود بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية في ظلال الحرب الباردة التي كانت بين المعسكرين الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة والاشتراكي بقيادة الاتحاد السوڤييتي.

ولَم يطل الوقت حتى تحوّل النزاع إلى حرب ساخنة ومواجهة غير مباشرة بين الاتحاد

السوڤييتي والصين الشعبية من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى.

رداً على عدوانية الولايات المتحدة وقضائها على الأحزاب اليسارية في كوريا الجنوبية قامت كوريا الشمالية في ٢٥ حزيران ١٩٥٠ باحتلال عاصمة كوريا الجنوبية سيئول وذلك في خطوة لتصحيح ما قامت به الولايات المتحدة وتوحيده كوريا.

استصدرت الولايات المتحدة قراراً من مجلس الأمن إلى الحكومة الأمريكية لتكوين قيادة من الدول المستعدة لمحاربة كوريا الشمالية تحت علم الولايات المتحدة. وقد نجحت الولايات المتحدة في أستصدار القرار لأنّ الاتحاد السوڤييتي كان مقاطعاً لجلسات مجلس الأمن كوسيلة للضغط لقبول عضوية الصين الشعبية في مجلس الأمن.

بالمناسبة هذا الأسلوب استمرت في انتهاجه في عدوانيتهاعَلى  العرق وليبيا وغيرها ، توظيف الأمم المتحدة في ضرب حركاتالتحرر.

قامت  الولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات بهجوم على القوات الكورية الشمالية وقد كانت الصحافة الإسرائيلية متحيزة للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وأكّدت في عناوينها أنّ كوريا الشمالية دولة معتدية أمّا الصحافة اليسارية فقد كتبت عن حرب أهلية وأنّ الهجوم  الكوري الشمالي كان بعد ثلاثة اعتداءات كان الجنوب قد قام بها.

ومن العبارات التي تدل على هوية الصحيفة والحزب الذي يقف وراءها كتبت "الاتحاد"  قامت الصين بإرسال "جيش متطوعي الشعب الصيني" وصحيفة كول هعام الناطقة باسم الحزب الشيوعي باللغة العبريةكتبت "الجيش الشعبي الكوري ضد جيش الاحتلال الجنوبي".

‏أمّا صحافة حزب مبام الذي كان في ذلك الوقت ماركسياً لينينياً فقدكتبت في صحيفة "عال- همشمار"، "الجيش الشعبي حررخمسةآلاف مجمع سكني في كوريا الجنوبية".

دامت الحرب ثلاث سنوات من العام ١٩٥٠ حتى العام ١٩٥٣ وكانت سجالاً أي بعد احتلال الولايات المتحدة لكل الأراضي التي حررتها كوريا الشمالية وحلفاؤها كالصين والاتحاد السوڤييتي، قامت كوريا الشمالية وبدعم من الصين والاتحاد السوڤييتي بالسيطرة على مناطق واسعة في كوريا الجنوبية ولكن الولايات المتحدة والدول التي وافقت المشاركة في العدوان على كوريا الشمالية نجحت في اشتداد هذه المساحات وعندما وقعت اتفاقية وقف إطلاق النار كانت الحدود التي اتفق عليها من قبل أي خط العرض ٣٨ الحد النهائي بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية.

في حيفا تظاهرالمئات من الشيوعيين ضد العدوان الإستعماري الأمريكي على كوريا الشمالية وهتفوا ضد هذا العدوان الذي شنّه ترومان ومن الهتافات التي يذكرها برهوم البلشفي وقدشارك هو شخصياً فيها "ترومان بوم، ستالين صقر، هِد عليي" وكان ردهم على اعتداءات أعوان حزب مباي تحويل أعقاب الأعلام الحمراء إلى عصي صدّا عدوانية نشيطي حزب مباي الذين كانوا من الداعمين للعدوان الأمريكي وأرسلوا بالبنسلين وعصيرالبرتقال للمعتدين على الشعب الكوري.

إنّ عدوانية الولايات المتحدةاستمرت خلال عقود فهي تقوم وكوريا الجنوبية بتدريبات عسكرية مرتين في السنة والهدف من هذه التدريبات تهديد كوريا الشمالية وكان رد كوريا الشمالية عرض قدراتها النووية الخاصة، أو إلقاءتصريحات للرأي العام العالمي عن عواقب العدوانية الأمريكية.

ترامب منذ تسلمه الحكم في الولايات المتحدة قام بالإخلال بهذا التوازن إذ هدد بشن حملة النار والغضب كما لم يشاهدها العالم من قبل، وهذا إن دلّ على شيئ فهو يدل على عدوانية الإمبريالية الأمريكية.

 

//ص

دونالد ترامب وكيم جونغ اون في لقائهما على حدود الكوريّتين، أمس (رويترز)

أخبار ذات صلة