news-details

قراءة أولية لتقرير الفقر: الفقر تراجع وبين العرب 5 أضعافه بين اليهود

*المخصصات الاجتماعية انتشلت 44% من فقراء اليهود، و26% من فقراء الحريديم وحدهم، وفقط 10% من فقراء العرب، دلال على عمق فقرهم *وتيرة تراجع الفقر بين العرب ضعيفة مقابل زيادة انخراطهم في سوق العمل، وارتفاع المستوى الأكاديمي*

 

دل تقرير الفقر الرسمي الصادر عن مؤسسة التأمين الوطني الرسمية الحكومية، اليوم الثلاثاء، على أن الفقر في العام الماضي 2018 سجل تراجعا طفيفا على مستوى العائلات، بينما حافظ على حاله على مستوى الأفراد، مع تسجيل ارتفاع محدود بين الأطفال والمسنين. وعلى الرغم من أن الفقر سجل تراجعا محدودا بين العرب، إلا أنه يبقى أكثر بما بين 4 إلى 5 أضعاف معدلات الفقر بين اليهود من دون الحريديم.

ويقول التقرير، الذي تأخر صدوره للسنة الثانية على التوالي، وهو يعكس صورة الفقر في العام 2018، أن الفقر بين الأفراد بشكل عام، حافظ على نسبته 21,2%، مقارنة بالعام 2017، بينما الفقر على مستوى العائلات فقط انخفض من 18,4% في 2017، إلى 18% في 2018. وسجل الفقر بين الأطفال ارتفاعا من 29,6% في العام 2017، إلى 30% في العام الماضي 2018. وكذا بالنسبة للمسنين، فإن الفقر ارتفع بينهم من 17,2% الى 18,8% في العام الماضي 2018.

واللافت من المعطيات، أن من رفع الفقر بين الأطفال والمسنين، هو ارتفاعه بين الحريديم. إلا أن الفقر بين العرب يبقى أشد عمقا من سائر شرائح الفقراء، والدليل على هذا، هو أن المخصصات الاجتماعية، أنقذت 44,3% من العائلات اليهودية، و26,3% من عائلات الحريديم، بينم ذات المخصصات انتشلت في حدود 10% فقط من العائلات العربية الفقيرة، وهذا الدليل الأوضح على عمق الفقر بين العرب، رغم ارتفاع مشاركتهم في سوق العمل، وتراجع معدل الولادات، وبالتالي تراجع معدل عدد افراد العائلة الواحدة.

ويقول التقرير، إن الفقر بين العائلات العربية تراجع من 47,1% في العام 2017، إلى نسبة 45,3% في 2018، وعلى مستوى الأفراد، تراجع الفقر من 50,3% إلى 47,4% في 2018، وبين الأطفال كان التراجع من 60,7% إلى 57,8%. أما بين المسنين العرب فقد ارتفع الفقر من 52,5% إلى 55,9% مع نهاية العام 2018.

ولأن إسرائيل تسعى دائما الى تجميل صورتها، ففي العام الثاني على التوالي تعرض مؤسسة التأمين الوطني في تقريرها السنوي، جداول للفقر من دون القدس الشرقية المحتلة منذ العام 1967. فمن دون القدس المحتلة تتراجع نسبة الفقر بين العائلات من 47,1% إلى 44,2%.

ويشار الى أن وتيرة تراجع الفقر بين العرب طفيفة من عام الى آخر، وهذا على الرغم من كسر العرب لحواجز سياسة التمييز العنصري، واختراق أبواب الدراسات العليا الإسرائيلية، الى جانب الآلاف الذين يتعلمون في الضفة والخارج، وعلى الرغم من التراجع الحاد في معدلات الولادات. وهذا يعكس كما ذكر سابقا، عمق الفقر بين العرب، وعدم وجود سياسات لانتشالهم من البؤس الاجتماعية، لأنه هذا هو هدف المؤسسة الصهيونية الحاكمة.

وهذه المعطيات تقول، إن الفقر بين اليهود من دون الحريديم في حدود 8% إلى 8,5%، وهذا بمستويات شمال أوروبا، ما يعني أن الفقر بين العرب يصل الى 5 اضعاف وأكثر من اليهود.

من ناحية أخرى، فإن المؤسسة الإسرائيلية من المفروض أن يعم فيها القلق، وهي ترى نسب الفقر بين الحريديم ترتفع، رغم المخصصات الاجتماعية الضخمة التي يتلقونها. ولكن من ناحية أخرى، تجدر الإشارة، إلى أن التقرير الرسمي يتعامل مع السجلات الرسمية، بمعنى مدخولات العائلات المسجلة، في حين أن في مجتمعات الحريديم المنغلقة تتدحرج مليارات الشيكلات، في الاقتصاد "الأسود" غير المسجل، وكل هذا تحت سمع وبصر المؤسسة الحاكمة، التي تفضل أن تغض الطرف عن الجمهور الذي يشكل ساسته بيضة القبان للحكومات المتتالية.

وقال التقرير، إن الفقر بين الحريديم تراجع من حيث النسبة فقط على مستوى العائلات، من 43,1% إلى 42,3% في العام الماضي، بينما ارتفع فقرهم على مستوى الافراد من عام الى آخر، من 48,7% إلى 51,8%. وبين الأطفال الحريديم من 55,4% إلى 60,4% في 2018.

أخبار ذات صلة