news-details

للمرّة الثانية: العرب يرفعون نسبة التصويت العامة وصوتوا بنسبة 65,5%

قراءة وتحليل لنسب التصويت

*ارتفاع بنسبة 16% في تصويت الجماهير العربية بين نيسان 2019 وآذار 2020 عكس نفسه على توزيع المقاعد عامة، ومنع الليكود وحلفاءه من الوصول الى 61 مقعدا *نسبة التصويت بين اليهود تراجعت بنصف في المائة في أيلول وارتفعت بنسبة 0,3% في آذار*

 

وقف العنصري الأزعر الشرس المدعو بنيامين نتنياهو، مرّة أخرى مساء الأربعاء، أمام الرأي العام، بوجه متجهم، غاضب على جماهيرنا العربية الفلسطينية، ليسحب منها شرعية عملها السياسي. ومن باب السخرية، سأقول "هذه المرّة أتفهم غضبه"، لأنه تأكد نهائيا، من أنه وصل الى السقف الأعلى الذي من الممكن أن يصل اليه، في حين أن الجماهير العربية فعلتها للمرّة الثانية خلال ستة أشهر، ورفعت نسبة التصويت، بينما التصويت لدى اليمين الاستيطاني راوح مكانه، لأنه لم يعد بإمكانه أن يزيد أكثر، سوى أنه نجح في منع حرق كميات كبيرة من الأصوات. وهذا هو الاستنتاج لقراءة دقيقة، وفحص ومقارنات لنسب التصويت بين العرب واليهود، أجريتها استنادا للمعطيات الرسمية، التي نشرتها لجنة الانتخابات المركزية.

والنتيجة الأولى التي تم التوصل لها من هذا الفحص، هو أن نسبة التصويت بين الجماهير العربية ارتفعت في انتخابات 2 آذار 2020، إلى 65,5%، وهذا يشمل قرابة 1,5% صوتوا في صناديق خارج أماكن سكانهم، حوالي 16 ألف مصوت.

في حين أن نسبة التصويت في نيسان 2019 قفزت بأعشار قليلة عن 50%ٍ، وفي أيلول بلغت نسبة تصويت العرب 60,5%، بما فيها المغلفات المزدوجة، إذ كانت نسبة العرب الذين صوتوا في حينه، خارج أماكن سكناهم، 1,25%، وهذا استنادا لما حصلت عليهم القائمة المشتركة، بما يلامس 12 ألف صوت.

ونشير هنا، إلى أن نسبة ذوي حق الاقتراع العرب في آذار 2020 بلغت 15,8%، من أصل 6,453 مليون في سجل الناخبين، من بينهم 9% (نسبة عامة) هم في عداد المهاجرين، أو في إقامة دائمة في الخارج. وحسب التقديرات، فإن نسبة اليهود في سجل الناخبين، المقيمين في الخارج حوالي 10%، مقابل 4,5% من العرب، وبضمن هؤلاء آلاف الطلاب العرب في جامعات خارج البلاد.

وبالأرقام، فإن عدد ذوي حق الاقتراع العرب بلغ حوالي مليون و18 ألف ناخب، من بينهم 46 ألفا إلى 47 ألف شخص خارج البلاد.

ومن أجل الوصول إلى نسب التصويت، أخذت عينات، ثبتت أنها طابقت تقريبا نسبة تصويت العرب القطرية في جولتي الانتخابات السابقتين. ومن هذه العينات، هي منطقة الناصرة، في الخط الواصل من قرية يافة الناصرة ومدينة الناصرة، وصولا الى قرية طرعان، ومعها قرى مرج بن عامر.

فنسبة التصويت في هذه المنطقة، كانت مطابقة لمعدل نسبة التصويت في المدن والبلدات العربية، من دون أولئك الذين صوتوا خارج أماكن سكناهم. ففي هذه المنطقة كانت نسبة التصويت في نيسان 2019، حوالي 49,5%، وفي أيلول 59,2%، تضاف لها نسبة 1,25% لمن صوت خارج أماكن سكناه. وفي انتخابات آذار الأخيرة، بلغت النسبة بالمعدل، 64,1%، يضاف لها حوالي 1,5% صوتوا خارج أماكن سكناهم.

وفي المقابل، فإن نسبة تصويت اليهود كانت في نيسان 2019، حوالي 72,5%، وتراجعت في أيلول 2019 إلى 72%، ثم ارتفعت بشكل طفيف في انتخابات الثاني من آذار الجاري، إلى 72,3%.

ومن أجل الوصول الى هذه المعطيات، فقد أخذت عينة مؤلفة من 20 مدينة يهودية كبيرة وصغيرة، لا يسكنها عرب، من مناطق جغرافية مختلفة، وبتركيبة طائفية يهودية متنوعة، وتبين أن نسبة التصويت بين اليهود راوحت مكانها في هذه المدن، مع ميل الى تراجع طفيف، ولكن في المقابل، كان ارتفاع في عدد من صوتوا خارج أماكن سكناهم، ومن هناك جاءت النتيجة بأن نسبة التصويت بين اليهود ارتفعت بنسبة طفيفة 0,3%، مقارنة مع انتخابات أيلول.

في فحص نسب التصويت لدى اليهود، استثنيت من الفحص مستوطنات وتجمعات المتدينين المتزمتين "الحريديم"، ومستوطنات التيار الديني الصهيوني في الضفة، لأن هناك نسب التصويت في كل الجولات هي ثابتة، وهي في الحد الأقصى الذي من الممكن أن تصل اليه، لأن نسبة من يصوتوا خارج أماكن سكناهم لدى اليهود، أعلى من تلك التي لدى العرب، وهذا نابع من عدد الجنود، وممن هم في وظائف رسمية ومهمات رسمية في الخارج، وغيرها من الأسباب.

ما يعني أن نسبة التصويت كانت في نيسان 2019، حوالي 68,46%، وارتفعت في أيلول إلى 69,83%، بفعل ارتفاع نسبة التصويت بين العرب بنسبة 10%، وتراجع التصويت بين اليهود بنسبة نصف بالمائة.

وفي انتخابات آذار، بلغت نسبة التصويت 71,31%، ولربما تصل الى 71,5%، بعد دمج أصوات الصناديق الخاضعة للفحص. وهذا ناجم عن ارتفاع نسبة التصويت بين العرب بنسبة 5%، وبين اليهود بنسبة 0,3%، وفي أقصى حد لها 0,4%.

ما حصل في انتخابات نيسان 2019، ومنع الليكود وبنيامين نتنياهو من الحصول على الأغلبية المطلقة، هو حرق 366 ألف صوت، ذهبت إلى قوائم لم تجتاز نسبة الحسم، من بينها أكثر من 264 ألفا من معاقل اليمين الاستيطاني. لأن الليكود وحلفاءه المباشرين، حصلوا على 60 مقعدا، وإلى جانبهم 5 مقاعد لحزب أفيغدور ليبرمان، "يسرائيل بيتينو".

أما في انتخابات أيلول 2019، فقد تقلص حرق الأصوات إلى قرابة 110 آلاف صوت، من بينها حوالي 90 ألف صوت من اليمين الاستيطاني. ولكن في المقابل، فإن نسبة التصويت ارتفعت بين العرب بنحو 10%، وقلصت أصوات الأحزاب الصهيونية بقرابة 30 ألف صوت، اتجهت للقائمة المشتركة. فحسب التقديرات، حصلت الأحزاب الصهيونية في نيسان 2019، على أكثر من 135 ألف صوت عربي، وتراجعت الى حوالي 108 آلاف في أيلول 2019.

أما في آذار، فإن العرب أضافوا 52 ألف صوت، مقارنة بأيلول، في حين أن الأحزاب الصهيونية والدينية الحليفة لها، تلقت ضربة أخرى، وهبطت إلى محيط 90 ألف صوت، وهذا عدد سيتم فحصه لاحقا، للوصول الى الدقة.

وفي الاستنتاجات نقول، إن الكتلتين اللتين خاضتا انتخابات نيسان 2019، حصلت على 10 مقاعد، استفادت من حرق الأصوات في الشارع اليهود، بعدد غير مسبوق في أي انتخابات، وأيضا من حيث النسبة.

وحينما تشكلت من جديد القائمة المشتركة في أيلول 2019، استفادت القائمة من ارتفاع نسبة التصويت بين العرب بـ 10%، وتفادت انخفاض عدد أصوات القوائم التي لم تعبر نسبة الحسم، بحوالي 260 ألف صوت.

وفي آذار، استفادت القائمة المشتركة برفع آخر لنسبة التصويت 5%، ولم تتأثر من تراجع إضافي في عدد الأصوات المحروقة، إذ بلغ عددها أكثر من 36 ألف صوت.

وبذلك قلص العرب الفجوة في التصويت بينهم وبين اليهود، من 22% في نيسان 2019، وهذه تعادل 3,5 مقاعد خسرها العرب، إلى 11% في أيلول 2019، إلى أقل من 7% في الانتخابات الأخيرة، وهذه نسبة تعادل مقعد برلماني، بمعنى أن تمثيل العرب في حال نسب تصويت مطابقة، يلامس 19 مقعدا، وقد حصلت القائمة المشتركة تقريبا على 15 مقعدا، و40% من المقعد الـ 16، ما يعني أن الأحزاب الصهيونية حصلت على حوالي مقعدين ونصف المقعد، بدلا من 4,5 مقاعد في انتخابات نيسان 2019، وهذه تقديرات ستحتاج لفحص أدق لاحقا.

كما أنه لاحقا سيكون فحص لقوة المشتركة في الشارع اليهودي، ولكن منذ الآن بالإمكان القول، بعد فحص عينات أجريته في الشارع اليهودي، ومن قبلي وسائل إعلام إسرائيلية، إن المشتركة ضاعفت قوتها في انتخابات آذار الأخيرة، حتى باتت قوة ملموسة في الشارع اليهودي، تعترف بها وسائل الإعلام العبرية.

أخبار ذات صلة