news-details

مؤشر التمثيل: تغطية أكبر للمجتمع العربي بدون ردع للتحريض ونزع الشرعية

بيّنت النتائج الأخيرة لمؤشر التمثيل الذي تقوم عليه جمعية "سيكوي" وموقع العين السابعة إبان فترة الانتخابات تحت عنوان "حاضرون_غائبون"، ارتفاعًا حادًا بتغطية المجتمع العربي مقارنة بالفترات الإنتخابية السابقة العام الماضي، لكن هذه التغطيّة للمجتمع العربي لم تترجم بعدد أكبر من المتحدّثين العرب وكذلك كانت تغطية سلبيّة طوعيّة قادتها بالأساس حملة الليكود "بيبي أو طيبي".

 

تغطية أكبر
يُبين الفحص الذي أجرته شركة يفعات للبحوث الإعلامية، أنه خلال شهر شباط (أوج الحملات الإنتخابية) تم نشر 6631 مادة إعلامية انتخابية في الإعلام المركزي (اذاعات، قنوات تلفزيونية، مواقع وصحف)، 1658 منها ( اي %25) تطرقت بشكل أو بآخر للمجتمع العربي أو للنواب العرب. وهذه النتائج الأكبر على الإطلاق من الجولات الإنتخابيّة الاولى والثانية التي جرت العام الماضي 2019 (%11 نيسان و%12في ايلول). كذلك بيّنت النتائج أن 904 من المواد الإعلامية (%14) ركزت بشكل خاص على المجتمع العربي والنواب العرب، بالتالي هي قفزة نوعية في التغطية مقارنة مع انتخابات 2019 .

 

لكن ما يفسر هذه القفزة بالأساس كانت حملة الليكود، إذ احتل هذا الموضوع %36 من المواد الإعلامية التي ركزت على المجتمع العربي. بالتالي في الحملة الانتخابيّة الأخيرة، كرّر المتحدّثون عن حزب الليكود الرسالة التحريضيّة- "بيبي أو طيبي"، التي تحذّر من تشكيل حكومة بالتعاون مع القائمة المشتركة- وقد التزم الإعلام الصمت أمام هذه التصريحات، بل وشكّل منبرًا لها. حيث تكررت هذه التصريحات في %53 من المقابلات التي أجريت مع المتحدّثين عن حزب الليكود، وفي %84 من هذه المقابلات لم يعترض الإعلاميون على هذه الرسالة ولم يطرحوا أي سؤال نقدي. حتى في المقابلات التي صدرت خلالها تصريحات تحريضيّة ضد النواب العرب و ناخبيهم (%20 من المقابلات)- قوبل الأمر بالصمت، عدا عن بعض الحالات الفردية.
"في الفترات الانتخابيّة الثلاث اهتم الإعلام بما يحدث في المجتمع العربي، لأسباب مختلفة في كل مرّة، ولكن هذا الاهتمام لم يترجم لتغطيّة إعلاميّة مهنيّة، ولم يجعل وسائل الإعلام باللغة العبريّة منصة أكثر إنصافًا وعدلًا". تقول كاملة طيون مركزة مشروع تمثيل المواطنين العرب في الإعلام، في جمعية سيكوي، وتتابع طيّون: "ما يؤكده مؤشر التمثيل مرّة تلو الأخرى، هو أن وجود ومشاركة متحدثين عربًا في البرامج الحواريّة المختلفة يؤثر أيضًا على فحوى ومضمون الحوار، إذ يجعل التغطيّة الإعلاميّة أكثر اتزانًا وأكثر مهنيّة أيضًا. لذلك فإن الأمر من وجهة نظرنا ليس سؤالًا كميًّا فقط، بل أن الأمر الأهم هو إعطاء منصة متساويّة ومنصفة لكل المواطنين، بدلًا من إعطائها لمجموعة من المحرضين".

 

متحدثون أقل
على الرغم من النسبة المرتفعة لحجم التطرق للمجتمع العربي ومحاولات نزع الشرعيّة عن المواطنين العرب وممثليهم، في أوج الحملة الانتخابيّة، إلا أن المجتمع العربي وممثليه لم يحصلوا على فرصة الى الإجابة أو الرد على هذه الادعاءات، فقط في %4 من مجمل الحوارات الانتخابية في شهر شباط شملت متحدث عربي.

 

يوم الانتخابات وإعلان النتائج
هذه النتائج استمرت أيضًا في يوم الانتخابات، في الاستديوهات الإخبارية المركزية وإبان إعلان النتائج الأوليّة من العينات، شارك 469 متحدثًا في القنوات الثلاث العبرية المركزية، من بينهم فقط 16 متحدثًا عربيًا، ومن ضمنهم موظفان اثنان في القنوات أي في المجمل فقط %5 من المتحدثين العرب شاركوا في تغطية الانتخابات وتحليل نتائجها. وذلك على الرغم من نسبة التصويت المرتفعة نسبيًا في الشارع العربي وعلى الرغم من حصول المشتركة على 15 مقعدًا. 

"بدل الحديث والحوار مع المواطنين العرب، خاصة في ظل التحريض المستمر ضدهم، يواصل الإعلام العبري تجاهلهم والحديث عنهم وليس معهم، وذلك دون إعطاء منصة حقيقيّة للرد على محاولات نزع الشرعية عنهم من قبل اليمين والليكود خاصة". يقول عيدان رينغ، مدير مشارك قسم المجتمع المشترك في جمعية سيكوي، ويتابع: "كان لدى الإعلام فرصة لتغيير الصورة وتحقيق توازن في إعطاء منصة لمتحدثين عرب في الرد واسماع صوتهم لكن على ما يبدو ان الإعلام العبري يصر مرة تلو الأخرى على التوجه السلبي وغير المهني. المهنيّة الصحفيّة تتطلب إعطاء فرصة متساوية ومنصفة للمواطنين العرب وممثليهم. وزيادة قوتهم في الانتخابات الأخيرة تعزز ضرورة ذلك، حتى هذه اللحظة الإعلام لا يفي بهذه المعايير المهنيّة".

 جدير بالذكر أن وسائل الإعلام التي شملت العدد الأكبر من المواد المتعلقة بالمجتمع العربي وممثليه كانت إذاعة "كان-بيت" 160 خبرا وبعدها إذاعة "جالي تساهل" مع 146 خبرا ومن ثم موقع "هآرتس" مع 76 خبرا، يشار الى أن موقع "هآرتس" قام أيضا بتغطية معمّقة لقضايا المجتمع العربي من ناحية المضامين.

 بالمقابل تصدرت "كان 11 " المواد مع مشاركة متحدث عربي ب 8 مواد، بالمقابل 7 مواد "لريشت" و5 "لكيشيت" .

 

أخبار ذات صلة