news-details

مظاهرة رقمية للمتابعة في الذكرى الـ20 لهبة القدس والاقصى: لن ننسى ولن نغفر

احيت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، مساء اليوم الخميس، الذكرى الـ 20 لهبة القدس والاقصى، بفعالية رقمية افتتحت بالنشيد الوطني الفلسطيني، بسبب الظروف الصحية والاغلاق العام في البلاد.

وقال رئيس لجنة المتابعة للجماهير العربية، محمد بركة: "إسرائيل بعد هبة القدس والأقصى، أعادت بعض حساباتها، فبدلًا من المراهنة على القمع المباشر، انتهجت مسلكًا آخر وهو محاولة تفكيك وتفتيت المجتمع العربي الفلسطيني في البلاد". وأضاف: "ان إسرائيل فهمت، في أكتوبر 2000، أنها لا يمكن أن تكسر التزامنا بحقوقنا وبهويّتنا وبقضيّة شعبنا".

واستطرد قائلًا: "لذلك لاحظنا، خلال السنوات العشرين انتشار تجارة السلاح وانتشار العنف بدون رقيب أو حسيب وبدون عقاب، انتشار الخاوة، وانتشار دعوات الخدمة المدنية والخدمة العسكريّة. لاحظنا تهييج مشاعر طائفية وعائلية وزجّ عالم الإجرام في العديد من السلطات المحليّة".

وتابع: "شاهدنا ظواهر تتعلّق بتسفيه العمل السياسي. بدأ هجوم على العمل السياسي، على الأحزاب، على التمثيل. فجأة هم الذين يقمعون، هم الذين يقتلون، هم الذين يميّزون، هم الذين يمارسون العنصريّة، ويقولون لقيادات شعبنا ونوّابنا: ماذا فعلتم لشعبكم؟ السؤال ليس ماذا فعلنا لشعبنا، السؤال ماذا فعلوا هم بشعبنا وبأبنائنا، قبل هبّة القدس والأقصى وبعد هبة القدس والأقصى".

وأضاف: "في السنوات الأخيرة انسحبت إسرائيل من فكرة المواطنة ورفعت الحرج عن نفسها، لذلك حينما اقرت في عام 2018 قانون القومية الذي يقول إن ما يسمى بارض إسرائيل هي وطن تاريخي لليهود وان حق تقرير المصير هو لليهود فقط، دون ان يكون، لا من قريب ولا من بعيد، ذكر لوجودنا ولحقوقنا وللغتنا ولكينونتنا، هذا يعني ان إسرائيل لم تعد بحاجة الى تبرير قمعها، هي اسفرت عن وجهها، الذي كان معروفًا من قبل، بانها دولة ابارتهايد ودولة عنصرية تحاول ان تخرج الانسان الفلسطيني، بغض النظر عن مكان تواجده سواء كان في الضفة او في القدس او في غزة او في الداخل الشتات، خارج التاريخ وخارج الجغرافيا، خارج الوطن وخارج الرواية وخارج الحق التاريخي".

واختتم: "هذا يستوجب منا أن نكون موحّدين ومتآلفين. هناك تعدديّة ستكون جيّدة إن كانت مصدر إثراء وإغناء لا مناكفة وتصادم. لذلك علينا أن نعزّز من وحدتنا الوطنيّة من هيئاتنا الوحدوية، مثل لجنة المتابعة واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحليّة والقائمة المشتركة".

وقالت النائبة عن الجبهة والحزب الشيوعي في القائمة المشتركة، عايدة توما في كلمتها: "جرح 20 عامًا، جرح هبة القدس والاقصى، ينضم إلى سلسلة جراح شعبنا منذ النكبة، التي لم تندمل، لأن كل السياسات العنصرية، والاضطهاد زادت استفحالًا وشراسة. وهي تلقى اليوم دعمًا أكثر من ذي قبل، من العالم والمنطقة، والتقارب مع الحكومة ليس على أجندتها، سوى إزالة القضية الفلسطينية عن الوجود وتضييق الخناق على شعبنا، وهو تقارب يعني الدعم لكل هذه السياسات، إن كان دعمًا تقليديًا من الإدارة الأميركية، أو من خلال اتفاقيات التتبيع، وليس فقط التطبيع، المبرمة في الأيام الأخيرة، وكما يبدو لن تكون نهاية مطاف هذه المرحلة".

 وأضافت: "إن سياسات تضييق الخناق على شعبنا كله، ونحن بضمنه، في وطننا التاريخي، تندرج ضمن استكمال مخططات الحركة الصهيونية منذ نشوئها، لاقتلاع شعب البلاد من وطنه.  ولكن هيهات، فنحن اليوم قد نكون في واحدة من أكثر الفترات حلكة بعد النكبة، ولكننا أقوى مما كنا في النكبة".

 وتابعت: "في هذا اليوم نستذكر شهداءنا الـ 13، الذين تم قتلهم مع سبق الإصرار والترصد، وتم تحديد الجناة، ولكن بنظرنا، ليس الجناة المباشرون وحدهم هم من تورطوا، وإنما مرسلوهم، من رأس الهرم الحاكم. حقا ان الذكرى الـ 20 تحل في ظروف صعبة جدا على شعبنا، وعلى جماهيرنا، وليس أمامنا سوى رص الصفوف، إن كان على مستوى الساحة الفلسطينية العامة، أو على مستوى جماهيرنا العربية، هنا، ومعنا قوى يهودية تقدمية حقيقية، تعي تمامًا وتدعم حقوقنا في وطننا، وحقوق شعبنا الأساس: الحرية والاستقلال والدولة والعودة".

وقال أمين عام التجمّع الوطني الديمقراطي، مصطفى طه: "رسالتنا في ذكرى هبة القدس والاقصى هي أنّنا كسرنا حاجزي الصّمت والخوف دون رجعة؛ وحسمنا ولاءنا لأبناء شعبنا الفلسطيني بما لا يدع مجالًا للشك حين التحمنا كجزء من الشعب الفلسطيني وليس كمجّرد مواطنين إسرائيليين؛ وحملت الهبة إسقاط وهم حكومات اليسار أو المركز التي مثّلها في حينها إيهود باراك ووزير أمنها الداخلي الذي يوصف بالحمائمي، شلومو بن عامي". كما دعا إلى "إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينيّة من جديد لتشمل كل أبناء الشعب الفلسطيني وإعادة تفعيل كل مؤسّساتها".

بينما قال النائب السابق عن القائمة الموحدة في القائمة المشتركة، مسعود غنايم: "إنّ الردّ على اتفاقيّات التطبيع الأخيرة وعلى المهرولين نحو إسرائيل ومحاولة الالتفاف على الحقّ الفلسطينيّ يأتي عبر الوحدة الوطنيّة".

ووجّه الناطق بلسان اللجنة القطرية للرؤساء، رئيس بلدية عرّابة، عمر واكد كلمة لأبناء شعبنا قال فيها: "نحيي اليوم الذكرى العشرين لهبّة القدس والأقصى التي اندلعت في مثل هذه الأيام من العام 2000، بعد دخول زعيم المعارضة الإسرائيلية العنصري أريئيل شارون إلى باحات المسجد، وقام بتدنيس حرمة المسجد والاعلان عنه موقعًا لبناء الهيكل. في مثل هذه الأيام والساعات، ارتقى الشهداء ورووا بدمائهم أرضهم، وضحوا بأرواحهم من أجل المحافظة على المقدسات والهوية ومقومات البقاء في وطننا".

وأضاف: "نحن نحيي هذه الذكرى في عرابة ونحني هاماتنا أمام ضريحي الشهيدين علاء نصار وأسيل عاصلة، ونعاهد الشهيدين وسائر شهداء شعبنا بأننا ماضون على هذا الدرب، درب المحافظة على الهوية والأرض".

وافتتح سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة الرفيق منصور دهامشة كلمته بتحية نضالية وكفاحية لشعبنا الفلسطيني قائلا: "تحل اليوم الذكرى العشرين لهبة القدس والأقصى والتي راح ضحيتها 13 مناضلًا، مكافحًا وشهيدًا، دفاعًا عن هذه البلاد والوطن، وعن المشروع السياسي للشعب العربي الفلسطيني في حق تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة".

وأضاف: "لقد قامت هذه الانتفاضة ردًا على الاستفزاز الصهيوني وحكامه اليمينيين المتطرفين، خلال اقتحام أريئيل شارون لساحات المسجد الأقصى لتدنيس القدس والمشروع الفلسطيني وليقول للشعب العربي الفلسطيني وللعالم أجمعه أنه يريد السيطرة على القدس العربية التي تمثل بشكل واضح القضية الفلسطينية ومشروعها".

وتابع: "رد شعبنا على هذه الاستفزازات والسياسة المتطرفة بالنضال والكفاح والوقوف بكل شهامة ورأس مرفوع دفاعًا عن هذا الوطن والمشروع الفلسطيني ليقول كلمة عادلة، بأننا نناضل ونكافح لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".

واختتمت المظاهرة الرقمية برسائل مصورة من اهالي شهداء هبة القدس والاقصى، أكدوا فيها على مطالبهم بمحاسبة المجرمين والقتلة الذي ما زالوا طلقاء بعد 20 عامًا من الجريمة دون اي حساب او عقاب. وشددوا على التمسك بذكرى الشهداء والالتزام بالقضية الوطنية التي استشهدوا من أجلها.

أخبار ذات صلة