news-details

الاحتلال يستعد لعدوان على الضفة والقطاع ردا على انتفاضة ضد الضم

التقارير العسكرية تؤكد وجود شبه قطيعة تامة في العلاقة بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية وجيش الاحتلال

قالت تقارير لمحللين عسكريين إسرائيليين، مصادرها في قيادة جيش الاحتلال، أن الجيش شرع في استعدادات مكثفة لشن عدوان على الضفة، بشكل خاص، وأيضا على قطاع غزة، ردا على انتفاضة شعبية مفترضة ضد فرض ما تسمى "السيادة الإسرائيلية" على المستوطنات ومناطق شاسعة في الضفة.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، إن جيش الاحتلال لا يتساهل مع السيناريوهات المحتملة، ولا يحاول التخفيف مما قد يحصل، مثل إذا سيكون ضم جزئي أو رمزي، وهو يستعد للاحتمالات الأخطر، خاصة وأنه منذ يوم الخميس من الأسبوع الماضي، توجد قطيعة تامة بين كل مستويات العمل الاسرائيلية والفلسطينية.

وقال المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، "في غضون نحو اسبوعين من تحت أنف الكورونا والازمة الاقتصادية، ستعلن في قيادة المنطقة الوسطى حالة تأهب عليا استعدادا لإمكانية مواجهة مسلحة مع السلطة الفلسطينية، مع أجهزة الامن الفلسطينية، مع الارهاب او اعمال اخلال جماهيرية بالنظام. كل شيء ممكن في ضوء الإعلان المرتقب عن ضم مناطق في الضفة. السيناريوهات المترجمة الى خطط عسكرية تتحدث عن مستويات مختلفة من العنف – من انتفاضة شعبية وحتى مواجهة شاملة في السيناريو المتطرف" وفق تعبير الكاتب.

(قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات واسعة في بلدة يعبد غرب مدينة جنين عقب مقتل جندي في البلدة.(عدسة: عدي دعيبس /وفا)

وأضاف فيشمان، "في الايام الاخيرة أنهى الجيش الاسرائيلي سلسلة تدريبات لأطر عسكرية كبرى. ووجهت التعليمات للقادة. فالحديث يدور عن استعداد عشرات الاف الجنود في النظامي والاحتياط يفترض بهم أن يخنقوا النار، اذا نشبت. في الأسبوعين الاخيرين زار رئيس الاركان قيادة المنطقة الوسطى عدة مرات، التقى بالقادة وأقر الخطط. كما أن رئيس شعبة الاستخبارات "امان" ورئيس شعبة العمليات هما ضيفان مقيمان في قيادة المنطقة الوسطى لإبقاء الاصبع على الزناد".

وحسب فيشمان، فإن القطيعة الحاصلة بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية وجيش الاحتلال منذ أسبوع، "لا تبشر بالخير. بخلاف التهديدات السابقة للقيادة الفلسطينية التي اعلنت عن قطيعة اسرائيل، هذه المرة تقع هذه التصريحات على أرض اقتصادية متهالكة على نحو خاص. المرارة التي تراكمت في الشارع في ضوء قيود الحركة، اغلاق المساجد، فساد السلطة حول الاموال المخصصة لمصابي الكورونا، العدد الكبير للعاطلين عن العمل، هم اكسجين آخر لجمرات الضم المشتعلة. اجواء النقص في الشارع هي ايضا أحد اسباب الارتفاع في حجم العمليات ضد إسرائيل".

وعرض المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، سياقا شبيها جدا، وذكر أن "رئيس الاركان افيف كوخافي قال مؤخرا في خطاب له أمام ضباط كبار بأنه سيصدر للجيش "تحذيرا للقادة" حول تصعيد محتمل في المناطق قبل شهر تموز. وهذا على خلفية نية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ضم المستوطنات في الضفة الغربية.

ونقل هارئيل، عن مصادر مسؤولة في جيش الاحتلال قولها، إن "هذه هي طريقة رئيس الاركان في أن يقول كونوا مستعدين: التصعيد هو حقيقي جدا". أقوال كوخافي تتطرق للضفة وبدرجة أقل لقطاع غزة. في هذه المرحلة لم يتم تعزيز قوات الجيش في الضفة رغم ارتفاع عدد محاولات تنفيذ عمليات هناك في الاسابيع الاخيرة. وقبل تموز استعد الجيش لتطبيق خطط عملياتية من اجل الدفع قدما بإمكانية اندلاع أحداث عنيفة. جزء منها يشمل امكانية تعزيز كبير للقوات. كوخافي أجرى أول أمس نقاشا تمهيديا آخر برئاسته وفيه تم طرح السيناريوهات المختلفة".

 

وكان ضباط كبار احتياط في جيش الاحتلال، قد حذروا بكثافة من مخطط الضم، ونشروا مقالات في الصحافة الإسرائيلية، وفي الأيام الأخيرة، نشر الجنرال احتياط يوآف مردخاي والعقيد احتياط ميخائيل ملشتاين، مقالا في موقع معهد واشنطن لابحاث الشرق الأوسط، قالا فيه، إن "تهديد رئيس السلطة محمود عباس هو جدي اكثر من أي وقت مضى وهو يعكس ضائقته الاستراتيجية". وحسب قولهما فان خطوة عباس تمت على خلفية أزمة اقتصادية شديدة في الضفة. وهما يعتقدان بأن هناك خوف من تضافر قابل للانفجار لإحباط من جانب السكان بسبب التشديد في ظروف الحياة مع ازمة سياسية، التي أساسها رفض صفقة القرن للإدارة الأميركية وخطة نتنياهو للضم.

أخبار ذات صلة