news-details

الاحتلال يقر التلفريك في القدس المحتلة رغم تحذيرات الخبراء

القطار الهوائي (تلفريك) يمر يمحاذاة المسجد الأقصى المبارك

صادقت اللجنة الوزارية للبناء والإسكان في حكومة الاحتلال، برئاسة وزير المالية موشيه كحلون، على مشروع القطار الهوائي "التلفريك"، في القدس المحتلة، الذي سيمر بمحاذاة المسجد الأقصى المبارك، وصولا الى جبل الزيتون. وهذا على الرغم من تحذيرات خبراء من خطورة المشروع على المدينة التاريخية.

صادقت ما تسمى "الهيئة الوزارية لشؤون السكن" الإسرائيلية، على خطة "القطار الهوائي" الذي يربط جبل الزيتون بحائط البراق.

ويمر المخطط، بحسب تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، بين "حديقة الجرس" المحاذية لحي الطالبية، وموقع في قرية سلوان، حيث تخطط جمعية "إلعاد" الاستيطانية لبناء مركز كبير للزوار هناك. وبين هاتين المحطتين سيكون للقطار الهوائي محطة أخرى في موقف جبل الزيتون

وبحسب الهيئة الوزارية، التي تضم 9 وزراء على رأسهم وزير المالية الاسرائيلي موشيه كاحلون، فإن القطار الهوائي سيكون قادرا على نقل نحو 3 آلاف مسافر في الساعة في كل اتجاه. ويستغرق السفر نحو أربعة دقائق ونصف الدقيقة في عربات قادرة على استيعاب 10 مسافرين.

يشار الى أن هذا المخطط الاستيطاني يندرج في سياق عملية التهويد الاسرائيلية المتواصلة للبلدة القديمة في القدس المحتلة، والمساس بحيزها وحضارتها التاريخية العربية والاسلامية. 

وكانت حكومة الاحتلال قد أقرت قبل أكثر من عام، على مشروع قطار هوائي (تلفريك) يربط محطة القطارات في القدس بحائط البراق، بهدف تسهيل وصول 130 ألف مستوطن إلى الحائط. وهذا المشروع تم عرضه على شركات عالمية لتنفيذه، وكانت شركة فرنسية قد اعلنت انسحابها في العام الماضي من هذا المشروع، بسبب اختراقه للمنطقة المحتلة منذ العام 1967.

وكان رئيس بلدية الاحتلال السابق نير بركات قد أعلن في وقت سابق، عن انطلاق التخطيط لمشروع التلفريك، ليشمل محطات في قلب أحياء فلسطينية، وبشكل خاص في حي سلوان المجاور للحرم القدسي الشريف والمسجد الاقصى المبارك. إذ تبين ايضا أن بلدية الاحتلال ماضية في المخطط رغم الاعتراضات الدولية عليه.

وتبين من عرض الكتروني أعدته بلدية الاحتلال، أن التلفريك سينطلق من القدس المحتلة منذ العام 1948، وستكون محطته التالية عند باب الاسباط، القريب من ساحة حائط البراق، والمحطتان التاليتان ستكونان عند جبل الزيتون. وتزعم بلدية الاحتلال أن المشروع يهدف الى التخفيف من مشكلة حركة السير ووصول السياح الى البلدة القديمة ويقلل جدا تلوث الهواء من المواصلات في المنطقة. ولكن لأسباب مختلفة لا تنجح البلدية في دفع المشروع الى الامام. وتقدر كلفته بما يقارب 60 مليون دولار.

وكان المهندس موشيه سافديا من كبار المخططين في اسرائيل، قد قال في وقت سابق، إن الخطة خاطئة حتى من ناحية تشغيلية وبسبب تأثيرها على المنظر الطبيعي والحفاظ على البلدة القديمة ايضا. وحسب اقواله ليس هناك سابقة لأن مدينة قديمة مثل القدس تنشئ مشروعا كهذا في قلب منطقتها التاريخية. 

وقال في رسالة وجهها الى سلطات الاحتلال، "حسب معرفتي، وبعد البحث في الموضوع، لا توجد أي مدينة تاريخية في العالم سمحت باقامة شبكة قطارات معلقة في منطقة الحوض المقابل لمنطقة تراثها التاريخي"، واضاف "شبكة القطارات المعلقة التي تكاد تلامس اسوار البلدة القديمة وطريق يحلق فوق الوادي التاريخي ومناطق حساسة، التي بدون شك ستثير معارضة وانتقاد دولي".

كما يقول سفاديا ايضا إن "خطوط القطار المعلق تمر فوق عدد من المناطق التاريخية الحساسة. وفي المسار الاخير للخطة يحلق على ارتفاع منخفض فوق حي سكني بصورة ستشكل مكرهة ضوضائية ومس بالخصوصية". وهو ايضا يتهم القائمين على المشروع بأن الصور التوضيحية التي أعدوها للمشروع منحازة ولا تعبر عن شكل العربات. حسب اقواله العربات في الرسوم التوضيحية اصغر من التي ستقام في الواقع. 


 

أخبار ذات صلة