news-details

بركة أمام قادة الفصائل: تاريخية اجتماع الوحدوي تتحدد باستنهاض المقاومة الشعبية

 رئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة، يلقي كلمة الداخل أمام اجتماع قادة كل الفصائل الفلسطينية الذي عقد في رام الله وبيروت أمس الخميس *شعبنا ينطلق لتشييد الأمل والثقة بالوحدة الفلسطينية، والانطلاق نحو مقاومة شعبية عامة *النظام الانتخابي النسبي يضمن تمثيل القدس، ويجعل القضية نقطة اشتباك مع الاحتلال *هناك من يتربص بشعبنا ويشمت بحالة الانقسام ليبرر خيانته
 
 أكد رئيس لجنة المتابعة للجماهير العربية في الداخل، محمد بركة، في كلمته، في الاجتماع الوحدوي التاريخي لقادة كافة الفصائل الفلسطينية، الذي عقد أمس الخميس في رام الله وبيروت، بنظام الفيديو كونفرس، برئاسة الرئيس محمود عباس أبو مازن، على أن تاريخية هذا الاجتماع الهام، تتحدد في ما تتبعه من فعاليات وحوارات، بموجب ما طرحه الرئيس وقبلت به كل الفصائل الفلسطينية. وأن استنهاض المقاومة الشعبية من شأنها أن تجعل الاحتلال مكلفا لدولة الاحتلال.
 
الوحدة والعمل المشتركة ضرورة المرحلة
 
وافتتح بركة كلمته موجها التحية للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ولأربعة من رموزهم، القائد مروان البرغوثي، والرفيق أحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وعميد الأسرى ابن من الداخل كريم يونس، وأحدثهم الذي دخل السجن مجددا في الأيام الأخيرة، الشيخ رائد صلاح، الذي حوكم على استشهاده بآية قرآنية، اعتبرتها محاكم الاستبداد على أنها تحريض على ما يسمونه "إرهابا"، بمعنى أنهم يحاكمون القرآن.
وشدد بركة على أن الأمل معقود على هذا الاجتماع الهام لكافة الفصائل، وهذا الأمل قائم على حقيقة أن شعبنا يريد إعادة تشييد  الأمل الذي بدأ يتلاشى، وشيئا من الثقة المطلوبة في هذه المرحلة الدقيقة. وأكد اتفاقه مع قول الرئيس على أن هذا الاجتماع تاريخي، فقد كان ما كان من قبله، ولكن الآن يجب أن يكون ما يجب ان يكون بعده، وهذا برز من خلال كلمات كل قادة الفصائل الذين اتفقوا على بناء قاعدة عمل متفق عليه لمواجهة المرحلة المقبلة.
وحيا كل الجهود التي بذلت من أجل انهاء الانقسام، على مدى سنوات طوال. واعتقد أن هذا الاجتماع جاء ليتوج هذه الجهود، وبناء للمرحلة المقبلة، لتقطع الطريق على المشككين والمتربصين، الذين يريدون افشال كل مسعى لإعادة الوحدة الفلسطينية. 
وقال بركة، يشرّفني أن أقف هنا أمامكم باسم 1,6 مليون فلسطيني في الجليل والمثلث والنقب والساحل، كرئيس للجنة المتابعة العليا، الاطار الجامع لجميع مكونات الشعب الفلسطيني في الداخل، واعتقد أن تجربة لجنة المتابعة المتواضعة، يمكن أن تشكل نموذجا لشكل العمل المشترك. 
وهناك أطر أخرى للعمل المشترك، مثل القائمة المشتركة، التي تمثل القوى التي تخوض الانتخابات، وأنا أعرف أن قطاعات من شعبنا ترفض هذه الانتخابات، ولكن كل من يخوض هذه الانتخابات، يشارك في القائمة المشتركة، وهذا نموذج نعتز به. وأيضا اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية، التي تضم كل رؤساء البلديات والمجالس القروية العربية، وأنا بموقعي، أرى أن مهتمي الأساسية هي الحفاظ على كل أطر العمل المشترك في الداخل وحمايتها.
العمل المشترك يصبح أكثر الحاحا في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية؛ فهناك من راهن على غانتس ليكون بديلا لنتنياهو، الذي لا يوجد حتى الآن من هو أسوأ منه، ولكن غانتس لم يخن أحدا منا، لأننا لم نعلق آمالا عليه، بل خان نفسه وزملاءه، حينما وضع يده بيد نتنياهو ليمارس ذات السياسة العنصرية الرفضية لكل حقوق الشعب الفلسطيني.
وقال بركة، عنوان هذه الحكومة، هو القانون الذي أقره الكنيست يوم 19 تموز 2018، المسمى "قانون القومية"، وهذا القانون هو وعد بلفور بكل مكوناته، الذي يلغي وجود شعب فلسطيني ويعتبره مجموعة أديان وطوائف لهم حقوق دينية وليست قومية، وحتى أن القانون الجديد يعرض الأمر بشكل أكثر صلافة، حينما يعرض فلسطين التاريخية وكأنها ما تسمى "الوطن التاريخي" لما يسمونه "الشعب اليهودي"، وأن حق تقرير المصير هو لليهود فقط، وهذا هو وعد بلفور. وهذا هو المشروع السياسي الناظم للحركة الصهيونية منذ العام 1917 وحتى اليوم.
 
ألا يخجل المتواطئون على فلسطين؟
 
وأشار بركة إلى أن هذه الحكومة الأكثر تطرفا، والأكثر فسادا، ويحاكم رئيسها امام محكمة إسرائيلية. وقال، هنا يُطرح السؤال، إذا كان الإسرائيليون يتظاهرون يوميا وأسبوعيا ضد نتنياهو، وإذا كانت هذه الحكومة تتبع مشروعا سياسيا، هو مشروع ما تسمى "أرض إسرائيل الكاملة"، ألا يخجل أولئك الذين يقيمون علاقات، وينطقون باللغة العربية، أن يختاروا من كل حكومات إسرائيل منذ العام 1948، وحتى اليوم، الحكومة الأكثر تطرفا والأكثر وساخة والأكثر فسادا ليطبّعوا معها ويقيموا معها علاقات. هذا عار المطبعين المتواطئين على فلسطين.
وقال، نحن لا نسعى لأي خصومة مع الشعوب العربية الشقيقة، لا مع الإمارات ولا مع غيرها، هذه الشعوب هي جزء اصيل من أمتنا العربية، وننظر اليها كحليف وكداعم وأخوة، ولكن أن نطعن بهذا الشكل والقدر؟ باعتقادي أن هذا يجب أن يحرك شيئا، في ضمائر الناس الموجودة هناك. 
إن العلاقات التي تنسج مع الحركة الصهيونية، برعاية أميركية هي قفز على حقوق الشعب الفلسطيني، هي قفز على المبادرة العربية، وهي تقفز بطائرة "العال" من فوق مكة المكرّمة والمدينة المنوّرة، وهذا إسفاف خطير جدا، وأخشى أنه هناك من يستعمل غياب وحدة كلمتنا من أجل تبرير خيانته. 
لذلك بكل المفاهيم يجب أن نكون موحدين، لاننا أصحاب قضية واحدة يجب أن نكون موحدين، وأمام تحديات خطيرة يجب أن نكون موحّدين، ومن أجل أن نرد على شماتة العدو، يجب أن نكون موحدين، أذكر حينما كنت أقف على منبر الكنيست، وأسمعهم يقولون عن الحالة الفلسطينية الداخلية، أنهم يتمنون النجاح للطرفين، ولا أذكر أكثر ايلاما من هذه الشماتة، فأغيثونا كي نقطع الطريق على المتربصين والشامتين.
 
الدولة والقدس ووحدانية التمثيل
 
وقال بركة، إننا متفقون أن لا دولة من دون القدس، ولا دولة من دون غزة، ولا دولة في غزة، ومتفقون على أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ويجب أن تشمل كل الفصائل، نحن متفقون على الالتزام بحق العودة وفق قرارات الشرعية الدولية، ونحن متفقون على، ويجب أن نكون متفقين على الالتفاف حول السيد الرئيس أبو مازن، بمواقفه التي تشكل بوابة للشرعية الدولية، وتشكل سدا منيعا أمام الصفقات التي تهدف للنيل من حقوق شعبنا الفلسطيني. 
وهذه مهمات تتجاوز التقسيمات الفلسطينية، وكل هذا من أجل الوصول إلى المسار الذي طرحه الرئيس أبو مازن، لإقامة حوار وطني شامل، وقيادة المقاومة الشعبية، ولكن اعتقد أن كل هذا يجب أن يوصل إلى الانتخابات. وبما أنه يوجد اتفاق على أن النظام النسبي المعتمد، بمعنى أن تخوض الانتخابات قوائم وليس على أساس تمثيل شخصي، فهذا النظام الانتخابي يضمن تمثيل القدس في كل الأحوال.
وعلى هذا الأساس أجرؤ على القول، إنه حتى لو لم توافق إسرائيل على اجراء الانتخابات في القدس، فمن خلال النظام النسبي نحن نستطيع تمثيل القدس وجعل الانتخابات نقطة اشتباك مع الاحتلال في القدس إذا لم يوافق، وليكن الاشتباك كي نعيد القدس كمحور أساسي في الصراع، في الوقت الذين يحاولون فيه شطب القدس من جدول الأعمال، وينقلون سفارة واكثر اليها.
وختم بركة قائلا، إنه لا يوجد ما يدفع إسرائيل للانصياع للشرعية الدولية ولحقوق الشعب الفلسطيني، أولا لأننا منقسمين، وثانيا، وهي كبيرة، لأن الاحتلال بات مربحا لدولة الاحتلال، فهم يستولون على أراض مجانا ويقيمون عليها مستوطنات، ويحصلون على قوة عاملة فلسطينية رخيصة، و5 ملايين فلسطيني في الضفة والقطاع هي سوق لبضائع إسرائيلية، عدا السيطرة على مسارات البضائع نحو الضفة والقطاع وجباية عمولات على استيرادها، والسيطرة على موارد المياه في الضفة، وعلى مخزون الغاز قبالة شواطئ غزة.
وشدد على أنه بالمقاومة قادرين على جعل الاحتلال ليس فقط ليس مربحا، وإنما مكلفا للاحتلال، ويمكن القيام بهذه المهمة من خلال تشكيل قيادة موحدة لقيادة المقاومة الشعبية كما جاء في بيان الرئيس. وهذا الاجتماع اجتماع تاريخي فعلا، لكن نحن لا نستطيع ان نقرر منذ اليوم أنه تاريخي، وإنما إذا كان لهذا الاجتماع ما بعده، وأنا واثق بأن الإرادة والعزيمة، كما برز هذا في كلمات كافة الفصائل الفلسطيني تقود إلى هذا المسار.

أخبار ذات صلة