يتحدث البروفيسور الفلسطيني مازن قمصية، وهو عالم وراثة وكاتب ومدافع ناشط عن حقوق الإنسان، في هذه المقابلة التي أجراها معه لصحيفة "الاتحاد"، الزميل المحرر هشام نفاع، عن عدد من المسائل المرتبطة بالمشهد الطبيعي لفلسطين، ما بين الأضرار السابقة والتهديدات الراهنة وطاقات الاستدامة الكامنة، بتأثير السياسات والممارسات الاستعمارية والنيوليبرالية من جهة، ودور الفرد والمجتمع في الحفاظ على انسجام مع بيئتهم وطبيعتهم، من جهة أخرى.
قمصيّة الذي أسس ويدير متحف فلسطين للتاريخ الطبيعي ومعهد فلسطين للتنوع الحيوي والاستدامة، في جامعة بيت لحم، يعتبر مشاريع الحفاظ على البيئة والاستدامة مشاريع مقاومة لأنها تساعد في بقاء الإنسان على أرضه، في ظل إصرار الاستعمار الإسرائيلي على اقتلاعنا من أرضنا، وتهويد تراثنا الطبيعي، كما يقول.
الأستاذ بجامعتي بيت لحم وبيرزيت حاليًا، ومن سبق أن درّس في جامعات تينيسي وديوك وييل في الولايات المتحدة، يجيب باستفاضة وتعمّق على أسئلة تتعلق بالوحدة الجغرافية الموحدة لفلسطين وشعبها كله بغض النظر عن ديانته؛ مركزية هذه البقعة الجغرافية بكونها تربط القارات ومنها هاجر الإنسان الأول من أفريقيا إلى أوروبا وبقية العالم؛ والدور الثوري الرائد لشعب فلسطين الذي هجّن النباتات والحيوانات وانتقل إلى الزراعة.
البروفيسور قمصية يجيب أيضًا على أسئلة راهنة لافتة، منها: هل لا تزال ذئاب في فلسطين؟ ما حكاية النمور التي سكنت جبالنا؟ ولماذا امتلأت البلاد بالخنازير البرية "فجأة"؟