news-details

مبادرة مصنع محلي تدعم المزارعين في غزة وتوفر فرص عمل نادرة للنساء

غزة - (شينخوا) وفرت مبادرة محلية فرصة غير مسبوقة لإنشاء مصنع في قطاع غزة يدعم المزارعين لتقليل خسائرهم من وفرة محصول البطاطس، وإتاحة فرص عمل نادرة للنساء لا سيما الشابات الخريجات.

ويعمل مصنع (روزيتا) لصناعة البطاطس الجاهزة الذي تم إنشاؤه بمبادرة من (الجمعية التعاونية الزراعية) في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، على استخدام أصناف بطاطس جديدة، مختلفة عن تلك التي يصنعها المزارعون المحليون.

وبحسب القائمين على المصنع، فإن مبادرتهم تستهدف تمكين النساء اقتصاديا عبر فرص عمل لهن، خاصة للخريجات في ظل واقع قطاع غزة الذي يعاني من معدلات قياسية من البطالة.

وتقوم آلية عمل المصنع على استقبال البطاطس ومن ثم فرزها وتنظيفها وتقطيعها وتغليفها تمهيدا لتوريدها.

وتعمل رهيفة حمد (24 عاما) وهي أم لطفل، على آلة فرز الشوائب داخل مصنع روزيتا سعيا لكسب المال بما يساعدها على تحسين الوضع المالي لعائلتها.

وتقول حمد لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنها رغم إتمام دراستها الجامعية في مجال الرياضيات، عانت من البطالة ثم وجدت في الالتحاق بالمصنع فرصة مناسبة خاصة أن زوجها لا يعمل حاليا.

ويصل إنتاج المصنع في يوم العمل الواحد من 800 كيلو جرام إلى طن، ويعمل في المصنع حاليا 10 نساء أغلبهن من الخريجات يعملن فترتين خلال النهار، بالإضافة إلى 10 رجال يتم استدعاؤهم للعمل في فترة مسائية متأخرة في أوقات زيادة الطلب على المنتج.

وتتراوح عدد أيام العمل في المصنع ما بين الـ 15 إلى 20 يوم عمل، فالإنتاج يتم بحسب الطلب، كما أنه مرتبط بجدول الكهرباء اليومي بفعل أزمة انقطاع الكهرباء المستمرة منذ سنوات في غزة.

ويصل معدل رواتب العاملين من الإناث والذكور في المصنع إلى 40 شيقلا إسرائيليا يوميا (12 دولارا).

وتقضي الشابة رؤى قاسم (25 عاما) ثماني ساعات يوميا في عملها داخل المصنع، منذ نشأته بغرض مساعدة عائلتها ماليا.

وتقول قاسم وهي خريجة "سكرتارية دولية"، إن لديها الكثير من الاحتياجات على الصعيد الشخصي والعائلي، ورغم أن فكرة العمل في مجال غير تخصصي صعبة لكني مع الوقت تقبلتها.

وتضيف أن الوضع الاقتصادي الصعب في غزة "أجبرنا على البحث عن أي فرصة عمل".

وتحاصر إسرائيل القطاع الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة منذ منتصف عام 2007.

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن 61 في المائة من الخريجين الشباب في قطاع غزة يعانون من البطالة.

في الوقت ذاته، تظهر الإحصائيات فجوة هائلة في معدلات البطالة بين الذكور والإناث، بحيث تصل إلى 37 في المائة للذكور و72 في المائة للإناث.

وتقول مهندسة الصناعات الغذائية والمشرفة على المشروع في المصنع ريهام المدهون لـ (شينخوا)، إن فكرة المصنع الذي يحمل اسم أحد أصناف البطاطس الشهيرة "روزيتا" بدأت قبل نحو عام.

وتوضح المدهون أنه بعد تجربة 16 نوعا من البطاطس المستوردة، تم اعتماد ثلاثة أنواع منها هي (ديزيريه وانيفيتر وتشالنجر) من أجل حث المزارعين على زراعتها في بلدة بيت حانون.

وفعلا أدى جني محصول الأنواع الثلاثة المذكورة من البطاطس في بدء تشغيل المصنع في شهر يونيو الماضي.

وتقول المدهون، إن الهدف من إنشاء المصنع دعم المزارعين واستغلال كميات الفائض من محصول البطاطس، بالإضافة إلى التقنين من استهلاك البطاطس المجمدة التي يتم استيرادها.

وبحسب وزارة الزراعة في غزة، فإن 13 ألف دونم تزرع بالبطاطس في القطاع الساحلي، تنتج نحو 55 ألف طن فيما يصدر منه 3 آلاف طن إلى الخارج.

وتوضح المدهون، أن مشكلة انقطاع التيار الكهربائي تؤثر على عمل المصنع، ففي ساعات القطع يتم استخدام المولدات الكهربائية، فحتى حين يكون العمل متوقفاً فالمصنع بحاجة للكهرباء ليقوم بتخزين كميات البطاطس في ثلاجات خاصة واستخدامها في صناعة البطاطس الجاهزة التي يتم بيعها للمطاعم فقط في غزة.

ونظراً لزيادة إنتاج الأنواع الجديدة من البطاطس وعدم وجود آلات التجميد لدى المصنع، تم تصدير شحنتين منها إلى دولة الكويت مؤخرا.

ويتجه المصنع بحسب المدهون لإنتاج البطاطس المجمدة خلال شهرين وذلك بعد وصول آلات التجميد السريع للبطاطس بغرض الحصول على جودة أكثر من المستوردة.

ويؤمل أن يعمل ذلك على زيادة الإنتاج في المصنع وزيادة أيدي العمل من النساء الخريجات إلى أكثر من الضعف.

أخبار ذات صلة