news-details

الامبريالية تنتحل اسم "الاخوان المسلمين" في تآمرها الدنس ضد الأنظمة الوطنية!!

 

كشف تقرير لـ"بي بي سي" عن وثائق، وصفت بـ"بالغة السرية"، للحكومة البريطانية عن استغلال بريطانيا، بعلم وموافقة الإدارة الامريكية، جماعة الاخوان المسلمين لشن حروب نفسية ودعائية سرية على اعدائها الوطنيين أمثال الزعيم المصري الوطني جمال عبد الناصر والرئيس الاندونيسي احمد سوكارنو وضد أنظمة وطنية وأخرى شيوعية في العالم.

وتكشف الوثائق أن فكرة إصدار منشورات توهم قراءها بأنها صادرة عن الإخوان جاءت بعد زيارة مسؤول في الخارجية البريطانية إلى واشنطن. ويقول هذا المسؤول في أحدى هذه الوثائق، بعد عودته: "تشاورت مع الآنسة ستيفنسون ووافقت على أنه من المرجح والطبيعي أن مثل هذا التنظيم (تقصد الإخوان) يرسل هذا المنشور".

وكانت أجهزة الحرب السرية البريطانية تنشر المنشورات من نقاط توزيع مختلفة شملت دولا عربية ومسلمة وغير مسلمة في أفريقيا وآسيا. وأرسلت المنشورات إلى صحفيين وكتاب ومراكز بحثية وتعليمية ومنظمات دينية مسلمة وجمعيات أهلية ومؤسسات حكومية في هذه الدول.

ومن الثابت تاريخيا أن رئيس الوزراء البريطاني دوغلاس هيوم أمر في تموز 1964 وزير خارجيته راب باتلر بالانتقام من عبد الناصر، بعد أزمة السويس ودعم مصر العسكري للجمهورين في اليمن بما يهدد مصالح بريطانيا النفطية بشكل خاص، عن طريق "جعل الحياة جحيمًا بالنسبة له باستخدام بالمال والسلاح".

وطُلب من الوزير العمل على أن يكون التحرك سريًا وأن " يُنكر ذلك إن أمكن"، في حالة انكشافه. وبعدها تشكلت لجنة عمل سرية بمشاركة مختلف الأجهزة والوزارات المعنية لإدارة السياسة البريطانية في المنطقة.

وتكشف الوثائق أن لندن أرسلت، في أوائل الستينيات من القرن الماضي، فريقا يضم خبراء من إدارة بحوث المعلومات في وزارة الخارجية وجهاز الاستخبارات الخارجية "إم أي 6" وإدارة الحرب النفسية في الجيش البريطاني إلى سنغافورة لشن حرب دعائية مناهضة للزعيم الإندونيسي. وفي منتصف الستينات، بلغ عدد الفريق الشامل 400 شخص. وكان لبريطانيا دورٌ حاسمٌ في الإطاحة بسوكارنو بسبب مواقفه الوطنية التي اُعتبرت مناهضة للغرب ومشروع تأميم الصناعة الإندونيسية خلال فترة الحرب الباردة. ونجحت بريطانيا في تمكين الجيش الإندونيسي من الانقلاب عليه وتولي سوهارتو السلطة، الذي نفذ أبشع حملة قمع دموية، قتل فيها مئات الآلاف من الشيوعيين ومن اشتبه بهم كشيوعيين.

وهذه المعلومات الخطيرة والفاضحة هي من وثائق اضطرت الخارجية البريطانية للإفراج عنها، وفق قانون حرية المعلومات، تكشف مدى انحطاط السياسة الإمبرياليَّة لمواصلة فرض هيمنتها على العالم وعدم تورُّعِها عن استخدام أبشع أساليب الاحتيال والابتزاز والتحريض والكذب وإشعال الحروب وتفجير الصراعات في سبيل تحقيق ذلك والامثلة بالمئات على ذلك وفي مختلف انحاء العالم. وهذه الحقائق، رغم انها لا تعكس كامل الصورة لقلة ما يكشف عنه، لكنها كافية لتحديد النزعة العدوانية لنظام الهيمنة والابتزاز، الذي ما زال قادرًا على المناورة بشكل مباشر، لا تنقصه الوسائل والأدوات، ومن خلال نشاط عملائه الداخليين، الكثيرين حتى في أنظمة وطنية مثل نظام عبد الناصر، وبمساعدة الأنظمة العميلة في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية، التي تنشط بالسر والعلن، لتنفيذ مخططات عدوانية حقيرة في مختلف بقاع الأرض خدمة لحماتها الإمبرياليين.

لكن المريب في الامر هو صمت جمعية الاخوان الدولية عن إنتحال اسمها في إصدار مثل هذه المناشير رُغم انها على قدرٍ معينٍ من التنظيم! ويبدو ان ما تضمنته هذه المناشير من تحريض رخيص وغير مسبوق وبلغة عربية بليغة ضد قادة وطنيين أمثال الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر قد يتفق تمامًا مع شعارات واهداف هذه المنظمة وربما رأت فيه مساعدة لها في نشر فكرها بدون أي ثمن. بمعنى آخر ان السياسة الامبريالية العدوانية التقت مع نهج الجماعة فيما يتعلق بالموقف من الأنظمة الوطنية ومن الفكر الشيوعي!! وقد يكون هذا الصمت ناجم عن تنسيق مسبق بين الطرفين!!

ان ما كشفته الوثائق البريطانية الرسمية لا يقتصر على مجرد كونه دليلًا فاضِحًا للسياسة الإمبريالية وحلفائها ومدى وقاحة وعدوانية هذه السياسة وإنما يجب النظر الى هذا النهج الحطيط على انه لا يزال قائمًا ومنهجًا لهذه الدول،الامر الذي يستدعي الحذر في تلقي ما يصدر عن وسائل الاعلام من بيانات واخبار، خاصة وان الإعلام العالمي لايزال يرزح تحت قيود الامبريالية. كما ينبغي عدم الانسياق وراء شعارات طنانة تصدر عن هذه الدولة او تلك، مثل شعار "حقوق الانسان" او شعار "الدمقراطية" وغير ذلك – حين تُروّج من قبل ناهبي خيرات الشعوب وداعمي مستبديها..

فهذه الدول التي تصمت صمت القبور على الجرائم التي تنفذها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني او جرائم تحالف العدوان بقيادة السعودية في اليمن وحتى أنها تتمادى في دعمها العسكري والمعنوي لإسرائيل والسعودية، تذرف دموع التماسيح على ما يجري في فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا وسوريا وإيران، لمجرد ان هذه الأنظمة لا تسير في ركاب دول العمالة والولاء!! فالفظائع والجرائم التي ارتكبتها الدول الامبريالية منذ نشؤ النظام الرأسمالي وحتى يومنا هذا لا تعد ولا تحصى: الاستعمار والاستعباد ونهب الثروات وشن الحروب، بضمنها حربين عالمتين. اما الديمقراطية التي تتغنى بها هذه الدول فهي دمقراطية الاستغلال والابتزاز والنهب. وأنَّ أي محاولة للتمويه على هذه الحقائق، ماهي إلا تبرير لسياسة عدوانية خطيرة تهدد الأمن والسلم العالميين. وان الدعاية المحمومة والتحريض الارعن ضد الدول الوطنية والشيوعية اليوم ما هو الا تغطية على ما اقترفته وتقترفه الإمبريالية من موبقات وجرائم بحق الشعوب.

 

أخبار ذات صلة