news-details

الجوع يقتل أطفال اليمن في صمت ‏

حذر ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، من أنه "ما لم يتم تلقي الأموال الموعودة في مؤتمر المانحين لشهر فبراير في الأسابيع المقبلة، فسيتم تخفيض حصص مساعدات الغذاء لـ 12 مليون شخص وسيتم حرمان 2,5 مليون طفل على الأقل من الذين يعانون من سوء التغذية من الخدمات الطبية الضرورية التي تبقيهم على قيد الحياة".

رفعت الفتاة اليمنية سعدية إبراهيم (11 عاما) يدها على رأسها شعورا بدوخة بعد أن وصفها الطبيب بأنها "جلد وعظام".

وتزن الفتاة حوالي 12 كيلوجراما، وتعاني من سوء التغذية الحاد.

وترقد سعدية على سرير في مستشفى السبعين في العاصمة اليمنية صنعاء، لتلقي العلاج حيث يحاول الأطباء ووالداها إنقاذ حياتها.

وأحضرت الأم فتاتها الصغيرة قبل أيام من قرية في منطقة "الحدا" بمحافظة ذمار التي تبعد نحو 100 كيلومتر جنوب صنعاء.

وقال فؤاد الريمي، وهو أحد الأطباء في جناح معالجة سوء التغذية في المستشفى المزدحم بالأطفال المرضى: "وصلت سعدية إلى هنا قبل ثلاثة أيام مصابة بسوء التغذية الحاد، والآن تتلقى العلاج الطبي".

وأضاف الطبيب لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن "سعدية كانت تزن 12 كيلوجراماً عند وصولها، والآن زاد وزنها قليلا إلى نحو 12.6 كيلوجرام".

ووضع الأطباء الفتاة تحت الرعاية الطبية لعدة أيام حتى تتحسن.

وتعد سعدية واحدة من الفتيات المحظوظات اللاتي تم نقلهن إلى المستشفى لتلقي العلاج لأن آلاف الأسر في القرى النائية غير قادرة على تحمل رسوم سيارات الأجرة أو دفع تكاليف العلاج.

وتبدو سعدية ضعيفة للغاية وبالكاد تستطيع رفع يدها لتلمس شعرها الجميل عندما تشعر بالدوار.

وقالت الأم بينما كان الحزن يثقل عليها حين رؤية ابنتها ملقاة على سرير المستشفى "كنا على وشك أن نفقدها".

وتابعت الأم أنها أخذت ابنتها قبل نحو أسبوعين إلى مركز صحي صغير في محافظة ذمار حيث قضت بضعة أيام تتلقى العلاج هناك، لكن صحتها تدهورت كثيرا، ونقلتها فورا إلى المستشفى في صنعاء في محاولة لإنقاذ حياتها.

وشرحت الأم رحلة المعاناة لإنقاذ طفلتها قائلة "لم تتحسن صحتها على الرغم من الأيام التي أمضيناها في المركز الصحي (في ذمار).. للأسف تدهورت حالتها الصحية أكثر فأكثر".

ودمرت الحرب الطاحنة بين الحوثيين والحكومة المدعومة من التحالف الذي يقوده نظام السعودية، نظام الرعاية الصحية في اليمن وعطلت جزءا كبيرا من البنية التحتية لشبكة المياه النظيفة والصرف الصحي.

وسجلت الكوليرا في اليمن أعلى رقم قياسي في العالم منذ عام 2017 بعدوى أكثر من مليون شخص ووفاة أكثر من 2000، معظمهم من الأطفال، وذلك بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية.

وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن المستوى الحالي للجوع في اليمن قد وصل الى مرحلة خطيرة مسببا مشقة العيش لملايين الناس فيما أصبح حوالي 20 مليون يمني على حافة المجاعة.

وفي شهر أغسطس الماضي، حذر ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، من أن "22 برنامج مساعدات أمميا في اليمن ستغلق في الشهرين المقبلين ما لم يتم تلقي التمويل من الدول المانحة".

وقال دوجاريك "ما لم يتم تلقي الأموال الموعودة في مؤتمر المانحين لشهر فبراير في الأسابيع المقبلة، فسيتم تخفيض حصص مساعدات الغذاء لـ 12 مليون شخص وسيتم حرمان 2,5 مليون طفل على الأقل من الذين يعانون من سوء التغذية من الخدمات الطبية الضرورية التي تبقيهم على قيد الحياة".

وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في 31 يوليو الماضي أن حوالي 357 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد في اليمن.

وتصنف الأمم المتحدة اليمن بأنه يواجه "أسوأ أزمة انسانية في العالم". وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فإن نحو 24 مليون يمني (من أصل 30 مليونا) بحاجة للمساعدات.

 

في الصورة: الضحايا أطفال والمجرمون ملوك وأمراء رجعيون ورؤساء امبرياليون (تصوير: شينخوا)

 

 

أخبار ذات صلة