news-details

بحجة الحج: اسرائيل تفتح الخطوط مع السعودية

بعد أن ضاق البساط بما تحته من قاذورات التطبيع "الخفي" والمؤامرات الدنيئة بين حكومات اسرائيل ودول الخليج المتخاذلة وعلى رأسها السعودية، يأتي اعلان وزير الداخلية أرييه درعي، أمس، بفتح الخطوط الجوية "الرسمية" بين الرياض وتل ابيب. لتتيح السفر بشكل رسمي وعلني من وإلى السعودية بالجواز الاسرائيلي بعد العديد من الرحلات السرية خلال الأعوام السابقة. 

يتحدث درعي في بيانه أن السفر إلى السعودية، سيكون إما لأهداف تجارية، من عقد صفقات واستثمارات وفي هذه الحالة يستطيع المسافر أن يمكث هناك حتى 90 يومًا دون الحاجة للعودة إلى البلاد أو تجديد الاقامة. وهو السبب الرئيسي برأيي والذي سيطيّع إخراج الاتفاقيات والمخططات التجارية من تحت طاولة التآمر إلى الواجهة العلنية. 

أما الحالة الثانية وهي لتسهيل "بلع" التطبيع، تعنى باتاحة السفر المباشر للحجاج، بدون حاجة للوسيط الأردني، حيث كان الحجاج من المواطنين العرب يسافرون إلى الحج عبر الأردن بجواز سفر أردني مؤقت والذي كان يكلفهم الاف الشواقل، وحسب التقديرات فإن الهدف من هذا تقليص دور الاردن، وتمهيد لدور سعودي مباشر لإدارة شؤون المسجد الاقصى، ولمحاصرة الوصاية الاردنية، تحت اطار الصفقة الصهيو أميركية المسماة صفقة القرن.

لنضع الأمور في نصابها، تأتي هذه الخطوة اليوم نتاجًا للمماتعة "الخفية" التي جمعت نظام آل سعود المتصهين مع اسرائيل، فبالرغم من أن العلاقات حتى يومنا هذا غير مُعلنة، إلا أننا نملك الكثير من الادلة التي تدين السعودية بعلاقتها السرية المتخاذلة مع الاحتلال، والحديث هنا لا يدور على علاقات دبلوماسية جديدة بل علاقات قديمة مبنية على خنوع وتصدير للكراهية والخراب بين محراكي شر أساسيين في منطقتنا.

السعودية وعلى الرغم من تصريحاتها المعسولة اتجاه قضية شعبنا المحقة، كان داعمة على الدوام للاحتلال الاسرائيلي تحت الهواء وبأوامر من أستاذتها الصلفة أمريكا، ولمصالحها المشتركة بالهيمنة والاذلال, وخير دليل هو دعمها لما يسمى بـ "صفقة القرن" وهي المؤامرة التي تعمل عليها الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال وتروج لها دول الخليج سرًا وبالأساس السعودية بغية تصفية القضية الفلسطينية، والأنكى من هذا ان السعودية هي من ستتحمل التكاليف المالية لهذه الصفقة كما تجري العادة ولاءً لرسولها أمريكا، وأخذت على عاتقها اقناع او "اخضاع" الجانب الفلسطيني.

كان للسعودية دور أساسي في نثر الشرور والظلم والفساد في المنطقة، والتنسيق بخصوص صفقة القرن لم يكن الأول، حيث ان السعودية كانت لاعبًا اساسيًا في التآمر على سورية وتدميرها، فلم تتوانَ عن تمويل الجماعات التكفيرية وامدادها بالسلاح والتنسيق كل الوقت مع حكومة الاحتلال، ونقلت إذاعة "صوت إسرائيل" في وقت سابق خبر زيارة أمير سعودي إلى إسرائيل غير أن اسم الأمير ظلّ مجهولًا، إلا أن عددًا من الصحف والمواقع الإسرائيلية رجحت أن يكون الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي هو من قام بالزيارة السرية لإسرائيل والتقى برئيس وزراء الاحتلال اليميني بنيامين نتنياهو.

وعلى ما يبدو فان الزيارات كانت بالاتجاهين، ففي وقت لاحق، حلقت طائرة شخصية من مطار "بن غوريون"، وهبطت في عمان، حيث مكثت دقيقتين من أجل تبييض رحلتها، ثم حلقت متجهة إلى الرياض، وفقا للصحافي الإسرائيلي أفي شارف. وفي ذات السياق كتب محلل الشؤون الأمنية في صحيفة "معاريف"، يوسي ميلمان، في "تويتر"، أن وزير الحرب الأميركي، مارك إسبر، تواجد في الرياض أيضًا معبرًّا "ربما توجد علاقة. وفي تقديري، ربما مسؤول إسرائيلي رفيع، رئيس الحكومة (بنيامين نتنياهو) أو رئيس الموساد (يوسي كوهين) توجهوا بالطائرة لبحث موضوع سورية".

الخطوط الجوية ستتلوها خطوط فظة أخرى، حيث وافقت الحكومة الإسرائيلية بداية عام 2018على تخصيص 15 مليون شيكل لتنفيذ مشروع مد السكك الحديدية من إسرائيل إلى معبر حدودي بالأردن، لكن خطة وزير النقل يسرائيل كاتس تطمح إلى أكثر من ذلك. وقد صرح حينها "رؤيتي لربط السعودية ودول الخليج والأردن بميناء حيفا والبحر الأبيض المتوسط ستجعل إسرائيل مركزًا للنقل البحري وستعزز اقتصاد إسرائيل. وهذه رؤية واقعية أتقدم بها بالشراكة مع الحكومة الأمريكية والهيئات الدولية ذات الشأن".

أخبار ذات صلة