news-details

إسرائيل ترفع مستوى التأهب وتتوقع شمولها بالرد الإيراني

تقول التقديرات العسكرية الإسرائيلية، إن المؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، تتوقع أن يشملها الرد الإيراني على جريمة اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بنيران الجيش الأميركي في العراق. وفي حين اختصر بنيامين نتنياهو زيارته الى اليونان ببضع ساعات، فإن جيشه اعلن حالة الاستنفار، خاصة في شمال البلاد، إضافة الى رفع حالة التأهب والحراسة على السفارات والممثليات الإسرائيلية في العالم.

وكان وزير الحرب نفتالي بينيت، قد عقد قبل ظهر اليوم الجمعة اجتماعا طارئا لقيادة الجيش والمخابرات لتقييم الوضع، في أعقاب جريمة اغتيال سليماني. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن الجيش أعلن حالة التأهب القصوى في شمالي البلاد، وفي مرتفعات الجولان السوري المحتل. وأغلق جيش الاحتلال جبل الشيخ المحتل اما الزوار، حتى اشعار آخر.

وقال المحلل العسكري في موقع "واينت" الاخباري، التابع لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، رون بن يشاي، في مقال له، "إن اغتيال قاسم سليماني لن يضع حدا لنشاط إيران في الشرق الأوسط أو تطلعاتها للهيمنة. ستستمر إيران، وستصعد المواجهة مع الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، نتيجة للعملية الليلية في بغداد، ولكن على الرغم من الخطاب العدائي، من المرجح أن يتجنب الإيرانيون التحركات التي ستؤدي إلى حرب مع الأميركيين أو إسرائيل".

 ويتابع بن يشاي حسب تعابيره، "يجب التأكيد: إن تصفية السليماني، إلى جانب الميليشيات الشيعية العليا في العراق، هي ضربة خطيرة ومعنوية ومرموقة للحرس الثوري، والنظام في طهران. لكنها لن تغير الإستراتيجية الإيرانية في الشرق الأوسط، وقد تعزز أيضا جهود التصدير الشيعي الثوري، وهي منطقة يسيطر عليها مباشرة سليمان، ورغبة إيران في هيمنة الشرق الأوسط".

ويقول بن يشاي، "من المحتمل أن إيران لن تخوض حربا مع الولايات المتحدة، لكنها ستبذل كل ما في وسعها لاستعادة مكانتها ولا سيما معنويات شعبها والقائد الأعلى، الذي تأثر بشدة، ولم يكن سليماني أحد الأشخاص المهمين في نظام آية الله".

أما المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، فقد قال في مقال له نشره في موقع الصحيفة اليوم الجمعة، إن "الرد الإيراني العنيف سيأتي، وقد يستغرق الأمر وقتا طويلا ليمتد عبر العديد من الساحات. يجعل الاغتيال الولايات المتحدة وإيران أقرب إلى حرب لا تريدها الدولتان حقا، صراع أمامي قد يعقد إسرائيل أيضا".

ويتابع هارئيل، أنه "وفقا لتقارير وسائل الإعلام الغربية، قدمت إسرائيل إسهامها الخاص في تفاقم الاحتكاك بين الولايات المتحدة وإيران، بسلسلة من الغارات الجوية التي نسبتها إليها ضد الميليشيات الشيعية في الصيف الماضي، وبعضها في غرب العراق وبعضها في شرق سورية. زادت الهجمات من حدة التوترات بين الحكومة في بغداد والأميركيين، الذين ما زالوا يحتفظون بحوالي 5 آلاف جندي في العراق، وهي آخر آثار حرب الخليج عام 2003".

وحسب هارئيل، فإن "الرد الإيراني الأول متوقع قريبا. سيكون الحقل المطلوب للحملة في العراق ويركز على الأرجح على الأهداف الأميركية. قد تستوعب المملكة العربية السعودية، كعدو طهران المباشر والفوري".

ويقول هارئيل، إن "السؤال المقلق، فيما يتعلق بإسرائيل، هو ما إذا كانت إيران ستحاول إشراكها أيضا من خلال هجمات انتقامية. في العام الماضي، حاول سليماني تسخير حزب الله لتحركاته ضد إسرائيل. يبدو أن حسن نصر الله لم يكن متحمسا، وكان على السليماني الاعتماد على المقاتلين، بعض اللبنانيين، الذين أرسلهم الإيرانيون إلى جنوب سورية. قد ترد إيران أيضا، من خلال مزيد من الانتهاكات للاتفاقية النووية، وهي خطوة تم التخطيط لها على أي حال، لكن سيتم تسريعها الآن".

ويرى هارئيل، أنه "في الأيام المقبلة، من المحتمل أن يتهم الإيرانيون إسرائيل بالتورط في عملية الاغتيال. لم يمر أسبوع دون أن يهدد مسؤول إسرائيلي إيران، أو أن وسائل الإعلام في البلاد تنشر تفاصيل جديدة حول النشاط الإسرائيلي السري ضد المصالح الإيرانية في المنطقة. وفي هذه الحالة، من المستحسن عدم إغراء السياسيين في البلاد بالرضوخ أو المطالبة بائتمان غير ضروري لأنفسهم. لدى إسرائيل كل الأسباب لمحاولة الابتعاد عن النزاع الناشئ. سيحاول النظام في طهران فعل عكس ذلك، على خلفية كراهيته الأيديولوجية لنا".

أخبار ذات صلة