news-details

احتمال الضغط على عصابة كاخ للانسحاب من المنافسة

عدد القوائم الأقل منذ سنين طويلة يخوض الانتخابات: 30 قائمة، وفقط 8 قوائم مرشحة للفوز بمقاعد، وأزمة متفجرة في أوساط المستوطنين والتيار الديني الصهيوني، تعكس أزمة أكبر*

 

أغلقت عند منتصف الليلة الماضية، عملية تقديم القوائم للجنة الانتخابات المركزية، في ظل عاصفة شديدة ضربت بالتيار الديني الصهيوني، وبشكل أدق، في أوساط عصابات المستوطنين في الضفة المحتلة، إذ أن المشهد الانتخابي عندهم كرّر ما كان في انتخابات أيلول، مع تغيير محدود بالأسماء، ولكن بالأساس عزل عصابة كاخ، التي تخوض الانتخابات تحت تسمية "عوتسما يهوديت"، ولكن هذا لا يعني أن الأسماء الأخرى في القائمة التحالفية لأحزاب المستوطنين، أخف وطأة من تلك العصابة.

وكانت الأزمة قد ختمت في الساعة الأخيرة لاستقبال القوائم المرشحة للجنة الانتخابات المركزية، بعد ممارسة ضغوط على حزب "المفدال" الذي باتت تسميته "البيت اليهودي" بزعامة وزير التعليم رافي بيرتس، لينضم لتحالف "اليمين الجديد" بزعامة نفتالي بينيت وأييليت شكيد، و"هئيحود هليئومي" بزعامة وزير المواصلات بتسلئيل سموتريتش.

وهذا ما تم فعلا، إذ أعلن رافي بيرتس عن فض الشراكة مع عصابة "عوتسما يهوديت"، بزعامة ايتمار بن غفير، المنبثقة عن حركة "كاخ" الإرهابية المحظورة، صوريا، وأعلنت الأخيرة عن خوض الانتخابات بقائمة مستقلة، كما في أيلول، إذ حصدت في تلك الانتخابات 83 ألف صوت، ولم تعبر نسبة الحسم.

إلا أن الضغوط التي مارسها بنيامين نتنياهو، لم تثمر بالضبط ما أراد، إذ ضغط على نفتالي بينيت كي يضم التحالف أيضا عصابة عوتسما يهوديت، الأمر الذي رفضه بينيت بشدة، لمعرفته أن قطاعا واسعا جدا من التيار الديني الصهيوني، يرفض هذه الحركة، كما أن بينيت يراهن، كما يبدو، على جذب أصوات علمانيين، إلا أن رهانه هذا سيتبدد بتحالفه مجددا مع سمرتريتش ورافي بيرتس، المتزمتين دينيا، إضافة الى تطرفهم السياسي العنصري كما هو حال بينيت.

ومن الممكن التقدير أنه ستمارس ابتداء من الآن ضغوط على ايتمار بن غفير ليسحب ترشيح قائمة، التي حرقت في انتخابات أيلول ما يزيد عن مقعدين كاملين، أضعفت معسكر الليكود وحلفائه، فمن دون هذه الأصوات، كان من الممكن أن يختلف توزيع المقاعد، بحيث يضيف لليكود مقعدا أو مقعدين.

ولكن حسب التجربة، فإن انسحابا كهذه، في ما لو حصل، فإن جمهور ناخبي القائمة، بغالبيته الكبيرة، قد لا يشارك في التصويت، فهؤلاء هم الشريحة الأشد تطرفا، ومنها تخرج عصابات الإرهاب، مثل عصابات "تدفيع الثمن"، ومنها خرج الإرهابي البائد باروخ غولدشتاين، مرتكب مجزرة الخليل في العام 1994، والذي صورته، كانت معلقة حتى مساء أمس في صالون بيت بن غفير، الذي أنزلها كي يرضي نفتالي بينيت، ولكنه بالتأكيد عاد وعلقها بعد أن عاد الى بيته مهزوما، عند فجر اليوم الخميس.

وحسب ما أعلنته لجنة الانتخابات المركزية، فقد بلغ عدد القوائم المرشحة للانتخابات 30 قائمة، 8 منها فقط مرشحة للفوز بمقاعد برلمانية. وباستثناء قائمة عصابة "كاخ" التي إن استمرت ستحصل على عشرات الأصوات، فإن باقي القوائم قد تحصل على بضع مئات من الأصوات لكل واحدة منها.

وفي الشارع العربي، ولأول مرّة منذ سنوات، فإن قائمة واحدة فقط تخوض الانتخابات، وهي القائمة المشتركة، دون ترشح قوائم صغيرة، كما حصل في انتخابات أيلول، إذ حرقت قائمتان، أكثر بقليل من 8 آلاف صوت، كان من شأنها أن تدفع للأمام نحو تحقيق مقعد إضافي للقائمة المشتركة، سوية مع الفائض الذي حققته القائمة في انتخابات أيلول، قرابة 4 آلاف صوت.

ولكن دخول 8 قوائم للكنيست، لا يعني بقائها 8 كتل برلمانية، وقد نشهد انشقاقا بالاتفاق في تحالف اليمين الاستيطاني لكتلتين، وأيضا من المحتمل أن يكون انشقاق بالاتفاق بين حزبي "العمل" و"ميرتس".

ومن أبرز الوجوه التي ستغيب عن المشهد الانتخابي البرلماني، في الحملة الانتخابية التي بدأت عمليا، وزير المالية موشيه كحلون، الذي أعلن اعتزاله السياسة مجددا، بعد أن ابلغه الليكود بفض الشراكة مع حزب المنحل "كولانو"، وعودة الليكود الى قائمته التي كانت في نيسان الماضي، بعد أن انتزع نائبا من الاثيوبيين، كان في المقعد 33 في كحول لفان، ليصبح في المقعد الـ 20 المضمون في الليكود.

كما ستغيب عن المشهد النائبة ستاف شافير، التي "طلقها" حزب "ميرتس"، الذي لجأت اليه في انتخابات أيلول، احتجاجا على عدم تحالف حزبها "العمل" مع "ميرتس"، واختياره التحالف مع أورلي ليفي اليمينية. ولكن بعد التحالف الجديد بين "العمل" و"ميرتس"، فإن "المفعول" الانتخابي المحدود لشافير قد انتهى بالنسبة لميرتس.

وسنرى أسماء أيضا في اليمين الاستيطاني غائبة عن المشهد كليا، مثل العنصري المتطرف مردخاي يوغيف الذي برز في الكنيست الـ 20 بمشاريع قواني الضم الاستيطانية.

أخبار ذات صلة