news-details

انتخاب هوروفيتس رئيسا لميرتس مؤشرا على تحولات سياسية

*النائب السابق نيستان هوروفيتس عادة فجأة للسياسية، وانتخابه يدل على "أزمة ضياع" في صفوف ميرتس *أيضا انتخاب زاندبرغ بدلا من غلؤون كان مؤشرا سياسيا واضحا في مرتس*


انتخب المؤتمر العام لحركة ميرتس، الذي يضم الف عضو، مساء أمس الخميس، النائب السابق نيتسان هوروفيتس، رئيسا للحركة، متغلبا على رئيسة الحركة الحديثة نسبيا، (منذ عامين) تمار زاندبرغ. بحصوله على 459 صوتا مقابل 389 صوتا لزاندبرغ. 
وهذا مؤشر آخر لسعي كوادر ميرتس، للابتعاد عما يسمى "اليسار الصهيوني". وكان المؤشر الأول لهذا السعي حينما تم انتخاب زاندبرغ رئيسة للحركة، وأطاحت بذلك برئيسة الحركة السابقة زهافا غلؤون، التي رسمتها وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنها "متطرفة سياسيا". 
ولم يكن نيستان هوروفيتس عضوا في حركة ميرتس من قبل، بل تحالف مع الحركة حينما قرر خوض الانتخابات بقائمة مستقلة، في العام 2009، إلا أن هذا التحالف لم يثمر بشيء، لا بل حصلت "ميرتس" يومها على 3 مقاعد، بدلا من 5 مقاعد كانت لها في انتخابات 2006.
واستمر التحالف في الانتخابات التالية 2013، التي كانت برئاسة زهافا غلؤون، وحصل الحزب على 5 مقاعد، إلا أنه في منتصف تلك الولاية القصيرة (عامان) غادر هوروفيتس السياسة. وحتى أنه غادر البلاد لفترة.
وخلال سنواته في الكنيست، كان يبرز هوروفيتس بمواقف تبعد عن مركز مواقف ميرتس السياسية، بقصد كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، رغم ما في هذه السياسة من نواقص. وكان يبدي اتجاهات نحو ما يسمى "الوسط".
وفي الآونة الأخيرة قرر الانتساب لميرتس، كي ينافس على رئاسة الحركة. وحتى الآن كان كل رؤساء الحركة ممن كانوا في صفوفها لسنوات، وبالذات مؤسسيها. وهم على التوالي شولميت ألوني، يوسي سريد، حاييم أورون، زهافا غلؤون، وحتى تمار زاندبرغ، التي انتسبت للحركة في سنوات التسعين شابة في أول العمر.
وبالامكان القول، إن انتخاب هوروفيتس، يعكس رغبة في كوادر ميرتس، في ترك خانة ما يسمى "اليسار الصهيوني"، وهناك من يسميهم "يسار متطرف". سعيا لإنقاذ الحركة من الزوال. وهذا انعكس في ميرتس قبل هوروفيتس، حينما تمت الإطاحة بزهافا غلؤون، صاحبة الخطاب الأكثر جرأة في الحركة، وكل هذا نسبيا، وأيضا حينما تم انتخاب قائمة الحركة لانتخابات نيسان الماضي، باستبعاد النائب موسي راز، الحليف الأقوى لغلؤون.
وهذا الميل في الحلبة السياسية ظاهر في كل الأحزاب، فهي تشد نفسها نحو ما يسمى "الوسط" واليمين، واليمين المتطرف، بحسب الخانة التي تموضعت فيها، وهو انعكاس مباشر لحالة التطرف في الشارع الإسرائيلي، الذي يرى أنه ورقة رابحة، طالما يلقى تعزيزا من كبرى دول العالم، وأولها الولايات المتحدة الأميركية، وخفض صوت الاتحاد الأوروبي، ليتبع ذلك مشاهد التطبيع والتذلل في دول الخليج.
ووحدة الحركة ستتضح عند انتخاب القائمة، لأن في ما جرى أمس، ستصبح زاندبرغ خارج القائمة الانتخابية. وترى كوادر الحركة أن تركيبة القائمة لانتخابات نيسان، لم تعكس مزاج الحركة، إذ حلّ في المكان الرابع عيساوي فريج، وفي المكان الخامس علي صلالحة من بيت جن. بينما موسي راز حلّ سابعا.
وبالامكان التقدير، أن إعادة انتخاب القائمة، قد تؤدي الى ادراج زاندبرغ ثانية، مع احتمال تقريب راز الى مقاعد أكثر واقعية، في حال قرر خوض الانتخابات.
وقد اعلن هوروفيتس، إنه سيسعى لتحالف في الانتخابات المقبلة. وخيار اللا مفر أمام ميرتس، هو حزب العمل، الذي هو أيضا لا خيار له إلا بالتحالف مع ميرتس، إذا أراد الابتعاد عن الصراع مع نسبة الحسم. 
وانتخاب هوروفيتس، سيسهل المهمة على حزب "العمل" ويجعل التحالف أسرع، كما أن تحالفا كهذا، قد يعيد تسيبي ليفني الى الواجهة مع الحزبي، رغم أنها حتى الآن تلتزم الصمت، ولم تعلق على دعوات في صفوف حزب "العمل" لاستعادة التحالف معها، بعد أن فضّه رئيس الحزب المستقيل آفي غباي

أخبار ذات صلة