news-details

تزايد الضغوط لتوحيد أحزاب المستوطنين

*كتّاب يعتبرون ليبرمان "خان" اليمين الاستيطاني، ويحذرون من خوض الانتخابات بعدة قوائم*

تتزايد في الأيام الأخيرة، الضغوط في وسائل الإعلام ذات التوجهات اليمينية المتطرفة، من أجل وحدة كافة أحزاب اليمين الاستيطاني، في اعقاب خسارة هذا اليمين أصواتا تقدر بأكثر من 6 مقاعد، بعد فشل قائمتي "اليمين الجديد"، و"زهوت". وتعتبر هذه الأصوات أن أفيغدور ليبرمان "خان" اليمين الاستيطاني، حينما أفشل قيام حكومة بنيامين نتنياهو الخامسة.

وحتى الآن، لا يبدو أن وحدة بين "اتحاد أحزاب اليمين"، الذي فاز بخمسة مقاعد، وحزب "اليمين الجديد" بزعامة نفتالي بينيت، الذي لامس نسبة الحسم ولم يجتازها (3,22% وعادلت 138500 صوت)، هي إمكانية قائمة، وعلى الأغلب بسبب المنافسة على تركيبة القائمة، والأولويات في الحقائب الوزارية. كما بدا أن بينيت، الذي يغازل الجمهور العلماني في اليمين الاستيطاني، اهتم في ابعاد نفسه عن تصريحات النائب المستوطن الشرس يتسلئيل سموتريتش، الذي قال إنه يريد حقيبة القضاء، ليعيد إسرائيل الى حكم الشريعة، "كما كان في أيام داود الملك وسليمان الملك". إذ قال بينيت في تصريحات لوسائل الإعلام، إن الخلاف قائم، فسموتريتش يريد دولة شريعة، بينما "نحن نريد دولة تقارب" بين شرائح المجتمع.  

وكما يبدو فإن الخيار الأمثل الباقي أمثال بينيت، هو حزب "زهوت" بزعامة العنصري الشرس موشيه فيغلين، الذي سعى للظهور في انتخابات نيسان، بليبرالية ما، إذ قال إنه سيوافق على السماح باستخدام "القنب" (الحشيش)، ما حقق له 118 ألف صوت، قسم منها من أوساط علمانية.

ولكن بينيت يقف الآن، أمام قرار شريكته السياسية في السنوات الأخيرة أييليت شكيد، حتى قبل دخولهما معا الى الكنيست في انتخابات 2013، حينما أسسا قبل سنوات الحركة العنصري "يسرائيل شيلي". خاصة وأن أصوات في الليكود معنية بضمها لقائمة الحزب، وهو ما رفضه بنيامين نتنياهو.

وكما ذكر، فإن الكثير من المقالات بأقلام اليمين الاستيطاني، تنتشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية، الداعية لوحدة أحزاب المستوطنين

 خيانة ليبرمان

ويقول الكاتب ايتان اوركيفي، في مقال له هذا الأسبوع في صحيفة "يسرائيل هيوم"، تحت عنوان، "يا زعماء اليمين لا تخونوا ناخبيكم"، "ان الغضب الذي يعتمل في دم المعسكر الوطني الان، لا يوجد ما هو احق منه. فليبرمان، في احدى مناورات الخداع الأحقر في تاريخ السياسة الاسرائيلية نزع من معسكره الايديولوجي انتصارا انتخابيا غير مسبوق. هذا اكثر بكثير من "مناورة نتنة" لإسقاط حكومة؛ بل ان هذا ليس اختطافا سياسيا. هذا سطو على الديمقراطية، امام الكاميرة. انقضى اسبوع ولا يزال من الصعب هضم هذه السخافة المثيرة للحفيظة: لقد اعتاد مصوتو اليمين على الخوف من ان مراكز القوى في الجهاز القضائي، في النيابة العامة، في وسائل الاعلام سيسرقون منهم حسمهم الديمقراطي الواضح؛ اما عمليا فهذا سرق منهم من داخل البيت. حيثما نخاف – يأتينا، ولكن من واحد آخر".

وأضاف اوركيفي، "اذا كان هناك شيء لا يمكن لليمين ان يسمح لنفسه به الان، فهو الانجرار الى اليأس؛ والمؤشرات على ارهاق الروح قائمة هنا وهناك على قارعة الطريق. خسارة لان هذه الليمونة يمكنها أن تصبح ليمونادة اذا ما تمكن اليمين من الصحوة. فلتسموا هذا بعض الاصلاحات او الموعد الثاني أو "اصلاح الانتخابات"، فالرسالة متشابهة: لقد حظي اليمين بفرصة اغلى من الذهب لإصلاح الاخطاء الرهيبة التي وضعت الاساسات لسطو الناخبين الاكبر الذي قام به ليبرمان".

ويقول اوركيفي، "لا جدال في اليمين حول جوهر هذه الاخطاء: الاعيب الانشقاقات وكثرة الاحزاب على يمين الليكود هي قصورات. احزاب الدكاكين التي ادعت انها تعرض على الناخب الواعي حزبا مثاليا، يتناسب وذوقه تماما، (الكاتب يشير الى حزب موشيه فيغلين) اثبتت بان هذا هو السبيل المؤكد لضياع المقاعد بالجملة؛ مئات الاف الناخبين ممن اسكت صوتهم السياسي".

وأضاف، "لقد شد مصوتو اليمين خيانة صادمة من جانب ليبرمان. محظور على قادة الاحزاب ان يسمحوا بهذا مرة اخرى. يمكنكم ان تسموا هذا "كتلة فنية"، "اتحاد لحظي"، "زواج راحة" – ولكن اتحدوا، وتنافسوا معا وفقط معا! كل اطار سياسي آخر، كدي، اناني، متعال – غير حزب اليمين الموحد الواحد – يكشف المعسكر الوطني ويعرضه لضربة حطمت وجهه في الانتخابات الاخيرة، فيما ستكون هذه المرة فتاكة".

الانقسام ضرر حقيقي

ويقول الكاتب حاييم شاين، في مقال له في صحيفة يسرائيل هيوم، في عددها الصادر اليوم الجمعة، وتحت عنوان، "الانقسام في اليمين – ضرر حقيقي"، إنه "بعد نتائج الانتخابات، واضح لكل من له عينان في رأسه بان الامل في أن نرى في أزرق أبيض بديلا سلطويا، قد تبدد. فالجمهور الذي كان مستعدا لان يغفر للتشوش، للتلعثم، لغياب الطريق والرؤية، لقيادة من أربعة رؤوس وغيرها، لن يكرر مرة اخرى الخطأ ذاته".

وأضاف شاين، "من اجل الانتصار في الانتخابات يجب عرض اهداف ورؤيا؛ فاليسار الاسرائيلي لا يعرض اي رؤيا منذ سنوات طويلة. فاليمين سينتصر اذا لم يتنافس الفاشلون مرة أخرى. لأن في اسرائيل توجد اغلبية لليمين. الاغلبية التي انتصرت في الانتخابات لم تنجح في تشكيل حكومة مستقرة بسبب ضياع خمسة مقاعد ذهبت هباء جراء الغرور والاعتداد من جانب ليبرمان، الذي انتخب بأصوات اليمين وادار الدفة الى اليسار".

ويختم شاين، أن الانقسام السياسي اليميني يلحق ضررا حقيقيا. "ينبغي أن نضع قيد الانتخاب كتلة يمينية بقيادة الليكود، وكتلة يسارية بقيادة أزرق أبيض. من ينتصر يمكنه أن يدير الدولة دون أن يكون عرضة للنزوات السياسية هذه او تلك. انتصار اليمين مضمون اذا كان امتنع المتنافسون الفاشلون عن التنافس مرة اخرى واذا ما اتخذ اولئك الذين انتخبوا جانب الحذر فلا يترك العنان لالسنتهم وان يتخلوا عن اعتدادهم بأنفسهم".

احتفالات المستوطنين في ذكرى احتلال القدس - تصوير رويترز

 

أخبار ذات صلة