news-details

تعليق | "تسامح وسخاء" نتنياهو دليل أزمته | هشام نفاع

العثور على خطاب أو مقابلة لبنيامين نتنياهو يخلوان من التحريض، شيء نادر. أشبه بالعثور على وادٍ أو نبع لم يضربه التلوّث في هذه البلاد.
ظهور نتنياهو الإعلامي قبل قليل حول الإجراءات والخطوات المقترحة والمخططة لمواجهة ارتفاع إصابات الكورونا الحاد، تضمّن ربما لأول مرة منذ سنين الكلمة النادرة "مواطنين عرب" بدلا من "غير اليهود".
لم يحرّض على اليسار ولا على الإعلام ولا على المستشار القضائي. ولا حتى على العرب. أيمكن تخيُّل هذا؟
زعيم اليمين استخدم دائمًا وقود التحريض لجعل عربته الحكومية تمشي. فما باله تنازل عن مصدر طاقته (الملوّث) هذا.
لا يساوي هذا "التسامح" الصاعق، سوى عقده مؤتمرا صحفيا يشمل أسئلة من صحفيين. لقد أدمن الرجل الامتناع عن هذا والظهور كخطيب دكتاتور. لا بل قد قاطع الإعلام وخاطب الرأي العام من منصات التواصل الاجتماعي فقط لسنين.
انعطافته هذه تدلّ على انه فقد "السحر"، وأيقن أن الـ"فرِّق" لم تعد تجعله "يسُد".
هذا اللسان الناعم والاكثار من ترديد مفردات "الوحدة" لا يعودان الى أنه امتلأ بالمسؤولية فجأة.
لا، بل دليل على انه خائف. أدوات السحر لا تنفع مع التدهور الاقتصادي وانعدام الحلول واستحالة التلاعب وفرض انتخابات جديدة.
السَاحر انقلب على سحره. 
المحرّض فقد مفعول السمّ.
ما فشل فيه جميع خصومه، ها هو ينجح فيه فيروس. بالأحرى مفاعيل هذا الفيروس. نتنياهو يوزّع المال على الجماهير بسخاء استعراضي. الهدف: تحريك الاقتصاد. أحد أكبر متطرّفي رأسمالية السوق الحرة يقرّ بالبث المباشر أن من يقدر فقط على إنقاذ السوق الآن هو المال العام، جهاز الدولة.

أخبار ذات صلة