news-details

تقديرات الاحتلال الإسرائيلي: انتهاء جولة حربية مع استمرار التأهب

قال المحللون العسكريون الإسرائيليون في الصحف الصادرة اليوم الاثنين، إن التقديرات في جيش الاحتلال الإسرائيلي، تقول إن الجولة الحربية أمام حزب الله انتهت حاليا، ولكن هذا لا يمنع إبقاء حالة التأهب. وسعى المحللون، الذين ينقلون عادة رسائل جيشهم، بما في ذلك اصطناع رأي عام مؤيد للسياسة العدوانية، للاستخفاف بضربة حزب الله، وإبراز ما أسموها الخدعة الإسرائيلية على الحدود، التي ساهمت في أن لا تقع إصابات في صفوف جيش الاحتلال.

من السابق لاوانه تنفس الصعداء

وقال المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أليكس فيشمان، تحت عنوان "من السابق لاوانه تنفس الصعداء"، إنه "كان لنصر الله فرصة واحدة، وقد تكبد فشلا ذريعا. كانت له شرعية من الحائط الى الحائط في لبنان لاطلاق باغة رصاص واحدة. غير أن هذا لم يتسبب لاسرائيل بذات الالم الذي يستهدف ردعها عن مواصلة الهجمات التي نسبت لها في لبنان. في هذا الوقت ليس لديه شرعية لاطلاق باغة رصاص أخرى، لا في داخل لبنان ولا خارجه بل العكس: باغة رصاص أخرى ستعرضه كمن يترك أمل لبنان لمصيره ويعطي اسرائيل شرعية لتوسيع النار".

وحسب فيشمان، فإنهم "في اسرائيل يفهمون المعضلة التي علق فيها نصرالله: فهو لم يحصل على الثمن الذي طلب جبايته ولهذا فان الجيش الاسرائيلي لم يخفض مستوى التأهب. وسيتابعون الان في اسرائيل خطواته. اذا نجح في اقناع الجمهور اللبناني بانه سجل "انجازا عملياتيا" بضرب موقع الجيش الاسرائيلي، معقول الافتراض بانه سينزل عن الشجرة. اما اذا تحول الحدث الى سلاح سياسي ضده داخل لبنان، فمن شأنه ان يحشر في الزاوية وان يرتكب الخطأ الذي يشعل الحدود اللبنانية".

نتائج مخرجا من التوتر

وقال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، إن "التوتر على الحدود الشمالية اقترب أمس من نهايته كما يبدو. حزب الله اغلق من ناحيته الحساب مع اسرائيل باطلاق صواريخ مضادة للدبابات على موقع للجيش الاسرائيلي وعلى سيارة اسرائيلية، قرب مستوطنة افيفيم على الحدود اللبنانية. اسرائيل نجحت في انهاء الحادثة بدون اصابات، كما تظهر الامور الآن، وربما أن ذلك ايضا هو نهاية لجولة العنف الحالية، رغم أن الجيش الاسرائيلي سيضطر الى الحفاظ على مستوى تأهب مرتفع على طول الحدود، على الاقل خلال بضعة ايام من اجل التأكد من أن حزب الله لا يعد له مفاجآت أخرى".

ويتابع هارئيل، "هذه ليست المرة الاولى التي يساهم فيها الغموض في تهدئة النفوس. في شهر كانون الاول 2015 قتل سمير قنطار، القاتل الذي شارك في عملية نهاريا والذي انشأ في هضبة الجولان السورية شبكة ارهاب تابعة لحزب الله. المنظمة هددت بالانتقام، وهكذا قامت بوضع كمين من الصواريخ المضادة للطائرات وقامت باطلاقها على سيارة هندسة تابعة للجيش في مزارع شبعا. بعد ذلك تبين أن السيارة كانت فارغة، لكن خلال بضعة ايام اعتقدوا بالخطأ في لبنان أنه كان لاسرائيل قتيل في الحادثة وأن الجيش يخفي خسائره بشكل متعمد. في نهاية المطاف الجميع كان راضيا".

ويختم هارئيل كاتبا، "حسب رأي متخذي القرارات في اسرائيل، هذه المعضلة يمكن أن تعود. هل نهاجم في لبنان ونخاطر بالتصعيد الى درجة امكانية اندلاع حرب، بهدف منع تعزز قوة العدو؟ حتى الآن اتبعت اسرائيل خطوات عدائية الى حد كبير ضد مخططات نووية (العراق في 1981، سوريا في 2007). هل الخوف من نقل مئات الصواريخ الدقيقة الى حزب الله، الآن حسب التقدير يوجد لديه بضع عشرات – يبرر فتح هجوم يمكن أن يؤدي الى اندلاع حرب؟"

استمرار حالة التأهب

ويقول المحلل العسكري في صحيفة معاريف، طال ليف رام، "صباح هذا اليوم ايضا، من السابق لاوانه انهاء حالة التأهب العالي في الشمال واجمال احداث يوم امس. ساعات الليل التي ستمر منذ وقت كتابة هذه السطور كفيلة بأن تشير الى الاتجاهات اللاحقة. فمن شأن التطورات والمفاجآت الاخرى أن تقع بالذات في هذه الاوضاع. ولكن كما يبدو الوضع في هذه اللحظة، فان نتائج الحدث الذي انتهى بلا اصابات في طرفنا تسمح للقيادة السياسية، الامنية عندنا بأن تعيد علامات الاستفهام مرة اخرى الى حزب الله".

وقال رام، "مثلما في كل جبهة قتال، لاختبار النتيجة آثار على اختيار طريقة عمل اسرائيل. في هذه اللحظة على الاقل يمكن أن نفهم التصريحات من الجانب الاسرائيلي بانه اذا لم يفعل حزب الله مرة أخرى، فان هذا الحدث يكون قد صار خلفنا أو على الاقل هذا الفصل. إذ انه حيال مشروع التدقيق فان اسرائيل أغلب الظن ستواصل العمل اذا كانت حاجة لذلك".

استعدادات مسبقة 

ويقول المحلل العسكري يوآف ليمور في صحيفة "يسرائيل هيوم، إن "قيادة المنطقة الشمالية وفي فرقة الجليل أعدوا جيدا منطقة الحدود في الاسبوع الماضي منذ خطاب حسن نصر الله الحماسي والمليء بالالتزامات، يوم الاحد الماضي، وحتى الرد الذي جاء أمس. مركبة محصنة وصلت الى الموقع العسكري (مركبة قتالية من طراز "دافيد" تستخدم ايضا كسيارة اسعاف عسكرية)، والجنود، مقاتلون من لواء الكوماندو الذي نقل الاسبوع الماضي الى جبهة الشمال، كجزء من الاستعداد العملياتي الخاص، انزلوا منها قبل وقت قصير قبل اطلاق الصواريخ".

وتابع ليمون، أن "التضليل تضمن تعتيما اعلاميا على مسألة المصابين بما في ذلك اخلاء "جريحين" الى مستشفى رمبام. كما هاجم الجيش الاسرائيلي سلسلة اهداف في لبنان (وفي جميعها كان حرص زائد الا يكون مصابون، كي لا يتشوش التحقيق). وسائل الاعلام اللبنانية ولا سيما تلك المتماثلة مع حزب الله، سارعت بالاحتفال بالانجاز والتبليغ عن مصابين في الطرف الاسرائيلي. اما الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي فأعلن بانه لم تقع اصابات في الطرف الإسرائيلي".

وحسب ليمور، فإن ما أسماه "النجاح الإسرائيلي، "سمح  بانهاء الحديث الموضعي بلا اصابات، ولكن ليس واضحا بعد اذا كانت انتهت القضية كلها بذلك".

وختم ليمور كاتبا، إن "التحدي، الاستراتيجي، لم يزل امس. حزب الله لا يزال يلعق جراح الهجوم في حي الضاحية في بيروت. ولكن الى جانب الانتقام الذي وعد به، فانه سيبحث عن سبل اخرى ليتزود بكمية كبيرة من الصواريخ الدقيقة. صحيح أن اسرائيل رسمت له خطوطا حمراء واضحة، ولكن ليس مؤكدا ان الهجمة الاعلامية التي رافقت في الايام الاخيرة هجوم الحوامات الخفيف، ستكفي كي تردع المنظمة. معقول اكثر ان في المستقبل القريب ستكون اسرائيل مطالبة مرة اخرى بمعضلة هل تعمل، مع علمها انها بذلك قد تقرب معركة واسعة في المدى الزمني الفوري، ولكنها تقلص جدا اضرارها في المدى البعيد".

انتهى ولم يكتمل

ويقول المحلل السياسي عوديد غرانوت، في مقال له في صحيفة "يسرائيل هيوم، "في نظرة الى الوراء يحتمل الا يكون حصل ابدا مثل هذا الامر. فعلى مدى ثماني سنوات يحطم حزب الله رأسه كيف يعمل ضد الجيش الاسرائيلي "بشكل متوازن ومحسوب"، كما وعد، بشكل لا يجر اسرائيل الى رد قاس من شأنه أن يتصاعد الى حرب لا يرغب فيها. اما الجيش الاسرائيلي من جهته فتردد وتلبث كيف يسمح لحزب الله بان يرد و"يستعيد شرفه" ولكن بالتوازي ان يتأكد من الا يصاب اي جندي إسرائيلي".

وتابع غرانوت، "لكن في معركة الادمغة تخرج اسرائيل منتصرة. فضلا عن ذلك، على مدى بضع ساعات احتفل نصرالله بالانجاز الوهمي. وسائل اعلام حزب الله خرجت بالفعل عن طورها كي تمتدح العملية الجريئة "للاصابة الفتاكة للمركبة المدرعة للجيش الاسرائيلي". واستدعي محللون عسكريون الى الاستديوهات في بيروت كي يشرحوا الاختيار الدقيق للهدف، جرأة الخلية المنفذة، القدرة على العمل في وضح النهار رغم وسائل التأهب المعززة في الجيش الاسرائيلي وليس اقل من ذلك حقيقة أن نصرالله أوفى بكلمته. وعد وأوفى".

وختم غرانوت، "يحتمل أن يكون ستار الغموض الذي أسدلته اسرائيل في هذه الساعات على نتائج الضربة ونار الرد المدفعي للجيش نحو الاراضي المفتوحة في لبنان استهدفت السماح لحزب الله "بتعظيم" الحدث وهكذا ايضا احتوائه والعودة الى الحياة العادية".

أخبار ذات صلة