news-details

رئيس الموساد السابق يحذر من ضم الضفة

*عمليا يدعو باردو لاستمرار الاحتلال الكتل الاستيطانية الكبرى والقدس، ويطرح بشكل ضمني اخلاء المستوطنات خارج الجدار*

 

حذر رئيس جهاز المخابرات الخارجية "الموساد" السابق تمير باردو، في مقال له نشره في صحيفة "يديعوت أحرنوت" اليوم الأربعاء، من مخطط اليمين الاستيطاني، الشريك لبنيامين نتنياهو، لفرض ما تسمى "السيادة الإسرائيلية" على كامل مستوطنات الضفة، بمعنى حتى تلك التي تسمى وفق قاموس الاحتلال، "الصغيرة والنائية" بمعنى تلك الواقع شرقي جدار الاحتلال، وكانت تجعي حكومات الاحتلال عزمها اخلاء تلك المستوطنات ضمن الحل الدائم.

وبعد أن أنهى ولايته في رئاسة الموساد، انضم الى حركة "قادة من أجل أمن اسرائيل"، وبات عضوا في لجنة التوجيه في الحركة. وهو يدعو عمليا الى ضم ما أسماها "الكتل الأساسية"، والقدس الشرقية. وبشكل ضمن يقول إن على إسرائيل ان تخلي المستوطنات الواقعة خلف الجدار.

وقال باردو في مقال، ووفق تعابيره، "رغم أن الاغلبية المطلقة في الشعب على علم باننا نتدهور الى واقع يعرض للخطر الاغلبية اليهودية في دولتنا الواحدة والوحيدة، فان زعماءنا يفرون من الحسم. فالكل يعرف المعطيات وبموجبها يعيش بين النهر والبحر نحو 15 مليون نسمة، نحو نصفهم غير يهود. وعليه، فان احدا منهم لم يعمل على ضم يهودا والسامرة. هذا الواقع يوشك على التغيير. فاضطرارات ائتلافية، ليس لها أي صلة بأمن اسرائيل او باي شيء آخر، من شأنها أن تعرض للخطر المشروع الصهيوني، عند قرار متسرع بضم مناطق في يهودا والسامرة من شأنه ان يحرك سياقات هدامة".

وأضاف باردو، "والاخطر من كل شيء: في اسرائيل يوجد اجماع واسع على أن كتل الاستيطان والاحياء اليهودية في شرقي القدس ستبقى في ايدينا الى الابد. فضلا عن ذلك، فان الفلسطينيين والجهات الاقليمية والدولية ذات الصلة استوعبوا حتى الان بانه في اطار التسوية ستضم هذه الى اسرائيل. وبالتالي، ما هو التبرير لاخذ المخاطرة التي في الخطوة من طرف واحد، والزائدة برأيي، لاحلال القانون مما سيشعل النار في المناطق، يعرض حياة الاسرائيليين للخطر ويبعد الاحتمال – مهما بدا طفيفا اليوم – لتسوية في المستقبل؟"

خطر الدولة الواحدة

ويقول باردو، "يعلن أعضاء الائتلاف المرتقب عن نيتهم ضم المستوطنات الاسرائيلية في يهودا والسامرة (الضفة). معنى هذه الخطوة هو كابوس امني وسلطوي إذ ان الاستيطان اليهودي المرشح للضم يحاصر نحو 170 خلية ارض منفصلة وفيها نحو 2.6 مليون فلسطيني. فهل اتخذ قرار باستبدال الرؤيا الصهيونية لدولة يهودية بالرؤيا العربية لدولة واحدة مع اقلية يهودية؟ هل، كما تدعي الاقلية المؤيدة للضم، منحهم مواطنو اسرائيل في الانتخابات الاخيرة تفويضا لوضع حد لحلم الاجيال الذين تحقق هنا قبل 71 سنة والذي على الدفاع عنه قاتل منذئذ مئات الاف الاسرائيليين من كل الوان الطيف السياسي؟".

ويتابع باردو، "على الحكومة المسؤولة ان تأخذ المبادرة التي تخلد وجودنا وسيطرتنا على الكتل وتساهم في تطويرها وازدهارها، ولكن في نفس الوقت تضمن الرؤيا الصهيونية لاسرائيل آمنة، ديمقراطية، مع اغلبية يهودية متماسكة على مدى الاجيال من خلال الانفصال المدني عن ملايين الفلسطينيين. ليس انسحابا من طرف واحد. ليس انسحابا على الاطلاق. بل انفصالا في ظل استمرار السيطرة الأمنية".

"الاحتفاظ بالكتل الأساسية"

وأضاف باردو كاتبا في مقاله، "طالما لا يوجد شريك فلسطيني للتسوية، ولست أدري متى سيكون، فإن علينا أن نتخذ قرارا وطنيا عن خط الحدود الشرقية، يتضمن الكتل الاساسية والاحياء في شرقي القدس، ونصر عليه في كل مفاوضات مستقبلية. تركيز استثمارنا في الكتل وفي الاحياء؛ تجميد النشاط الاستيطاني شرقي هذا الخط؛ احلال نظام حدود في مجال خط الحدود المقترح؛ استمرار انتشار الجيش الاسرائيلي والمخابرات الاسرائيلية خلفه ايضا الى حين تحقق تسوية تضمن ازالة التهديد عن الاغلبية اليهودية في دولة اسرائيل، دون خطر امني يتجاوز ذاك الموضوع اليوم".

وختم باردو كاتبا، "لقد حان الوقت للحسم الوطني. على الحكومة أن تفحص معاني الضم وتوضح كيف تتحقق الرؤيا الصهيونية، حين نكون بين البحر والنهر دولة واحدة لا تكون فيها اغلبية مطلقة. كل هذا يجب أن يطرح على البحث الجماهيري ويؤدي الى حسم الشعب. ان القرار بالغاء رؤيا مؤسسي الدولة وحماتها على اجيالهم، والغاء فكرة استقلالنا، لا يمكن أن يتخذ في سياقات المفاوضات الائتلافية".

 

 

أخبار ذات صلة