news-details

شخصيات الليكود الأبرز التي أقصاها نتنياهو عن الحكومة | برهوم جرايسي

التركيبة النهائية لوزراء الليكود، وأيضا شكل توزيع الحقائب، هو التأكيد الدامغ على نهج بنيامين نتنياهو، منذ أن تولى رئاسة الليكود لأول مرّة في العام 1996، وعاد إلى رئاسته في العام 2005، عمل على إبعاد كل من له احتمال أن يقف في طريقه في السيطرة المطلقة على الحزب، حتى بات حزب نتنياهو وعائلته، ولم يعد للمؤسسات أية قيمة تذكر.

على مدى السنين، عمل نتنياهو على إقصاء شخصيات كثيرة، بأشكال متعددة، ولكن بداية عمل على تصفية التيار الأيديولوجي القديم، في الليكود، وهم أولئك الذين نشأوا في حزب "حيروت" القديم المؤسس لليكود، وهو الحزب الذي أسسته عصابات الايتسيل والأرغون وليحي الإرهابية.

فهذا التيار الأيديولوجي العقائدي، متطرف في مواقفه السياسية اليمينية، وهو من دعاة بسط الكيان الإسرائيلي على "ضفتي نهر الأردن"، وهذا يظهر حتى الآن في نشيد حركة بيتار اليمينية المتطرفة، التي لم يعد لها أثر على الساحة. 

ولكن رغم تطرف هذا التيار السياسي إلا أن له ضوابط في الحفاظ على نظام الحكم، مع مؤشرات تميل إلى "النظام الديمقراطي"، والحفاظ على استقلالية الجهاز القضائي، ومنح حقوق مدنية "للأقليات".

وفي مرحلة ما، باتت شخصيات هذا التيار تتصدى لمبادرات نتنياهو لتغيير قوانين اللعبة، وتعميق السياسات العنصرية، ولكن الأهم، هو سعي نتنياهو لضرب مؤسساتية الليكود، لينفرد في حكمه. وكي يتخلص من هذا التيار، استخدم نتنياهو تيار المستوطنين في الحزب، الذي لم يكن مواليا لنتنياهو في البدايات، لذا رأينا شخصيات عديدة غيبها نتنياهو عن الساحة، مثل بنيامين بيغين، وسلفان شالوم، وميخائيل ايتان، ودان مريدور. كما حاول كثيرا العمل ضد من بات رئيس الدولة رؤوفين رفلين.

ابتداء من انتخابات 2013 دخل نتنياهو في مرحلة اقصاء الجيل التالي، الذي تقدم للصف الأول في الليكود، وبدأ هذا باسناد حقائب وزارية هامشية لبعضهم، من أجل اقصائهم، ومنهم من عمل على ابعادهم إلى مناصب دبلوماسية. 

ولكن ما حصل هذا الأسبوع، في تركيبة وزراء الليكود، فقد سجل نتنياهو ذروة، ولربما الضربة القاصمة لكل هذا الفريق، الذي فلت منه فقط يسرائيل كاتس، الذي أسند له وزارة المالية، وكل من تولى حقيبة ذات شأن من فريق الليكود، لم يكن ممن تأسسوا في الحزب، فمثلا، يوآف غالانت، وزير التعليم، انتقل إلى الليكود من حزب "كولانو" المنحل، في نهاية العام 2019.

وتولي يولي ادلشتاين، الذي بدأ حياته السياسية مع حزب المهاجرين الروس "يسرائيل بعلياة، حقيبة الصحة، جاء لإرضاء من يقف خلف ادلشتاين، من حيان مال، أحدهم والد زوجة ادلشتاين الثانية.

واختار نتنياهو اسناد حقائب الليكود للمتملقين له، شرط أن يكونوا من المقاعد الخلفية في الليكود، وهذا ما يُجمع عليه الليكود، مثل أمير أوحانا، الذي هو أضعف من دمية قماشية بيد نتنياهو، فأسند له حقيبة "الأمن الداخلي" في سعي ليمد يده على وحدة التحقيقات في الشرطة.

أما أبرز الوجوه التي بقيت خارج الحكومة، فهي:

غدعون ساعر، الذي نشأ فتى صغيرا في الليكود، وقد دخل الكنيست لأول مرة في العام 2003، حتى اصطدم مع نتنياهو في العام 2014 وغادر الكنيست، بعد أن كان يتولى حقيبة الداخلية، ولم يترشح للكنيست في انتخابات 2015، ولكنه عاد وترشح ابتداء من انتخابات نيسان 2019، وحصل على المقعد الخامس المتقدم في قائمة الليكود. ولكن ساعر فرض على الليكود انتخابات لرئاسة الحزب في نهاية 2019، لينافس وحده بنيامين نتنياهو وحصل على نسبة هزيلة، 28%. 

غلعاد أردان، وهو من أبرز نواب ووزراء الليكود، ويحظى شعبية بين منتسبي الليكود، وحاول نتنياهو اذلاله بعد انتخابات 2015، ولكن هذه المرّة، عمل على نفيه إلى خارج الحلبة السياسية، كي يبعده عن صفوف الليكود، مثل سابقه داني دنون، وسيتولى أردان قريبا منصب سفير في الأمم المتحدة، وابتداء من شهر أيلول 2021 سينتقل لتولي سفارة إسرائيل في واشنطن، هذا إذا بقي نتنياهو عند وعده.

نير بركات، رئيس بلدية الاحتلال في القدس المحتلة، وهو من كبار الأثرياء في إسرائيل، كان موعودا بحقيبة المالية، فأضحى خارج الحكومة كلها. 

آفي ديختر، الرئيس الأسبق لجهاز الشاباك، الذي وعد نفسه بحقيبة كبيرة، فعرض عليه نتنياهو فتات حقيبة، ورفضها ليبقى خارج الحكومة.

وحتى طريقة التعامل مع يوفال شتاينتس، أحد أكثر "المخلصين" لنتنياهو، وابقائه في وزارة الطاقة، تمت بشكل مهين، بداية أعلن نتنياهو عزل شتاينتس عن تلك الوزارة، وتراجع بعد ساعات قليلة. ولا نريد استباق الأمور، ولكن قد تكون وراء تراجع نتنياهو أسباب، لربما نعرفها مستقبلا، أو لا نعرفها على الاطلاق، ولكن علينا أن نعرف أن هذه واحدة من الوزارات التي ينصت نتنياهو بشأنها لحيتان المال ورغباتهم. وشتاينتس يعمل في الوزارة، بمنصب "كلب حراسة"، لمصالح حيتان المال، وخادمهم الأكبر نتنياهو.

 

أخبار ذات صلة