news-details

محللون إسرائيليون: نتنياهو يحرّض ويهدر دماء صحفيين

نتنياهو يشن تحريضا دمويا ضد الصحفي غاي بيليغ الذي يكشف عن إفادات في واحدة من قضايا فساد نتنياهو

حذر العديد من المحللين الإسرائيليين، في مقالات لهم اليوم الأحد، من التحريض الدموي الذي أطلقه بنيامين نتنياهو ضد وسائل إعلام، وضد الصحفي غاي بيليغ، الذي نشر تقريرا في قناة "حداشوت 12"، عن الافادات في ملف الفساد ضد نتنياهو، المسمى "4000"، وزعم أن ما يجري في وسائل إعلام، هو "عملية تفجيرية" ضده. وحذر المحلل يوسي فيرتير، من استخدام "عملية تفجيرية، فيما حذره المحللان ناحوم بارنيع وبن كسبيت، كما فيرتر، من تبعات هذا التحريض، وذكّروه بتحريضه الدموي على رئيس الحكومة الأسبق يتسحاق رابين، حتى اغتياله.

وكان نتنياهو قد القى مساء امس السبت خطابا تحريضيا دمويا ضد وسائل إعلام، وسماها، وسمى أيضا مالكيها، ما تركيز خاص على الصحفي غاي بيليغ، الذي فرضت عليه أجهزة الأمن حراسة مرافقة له.

وقال نتنياهو في اجتماع حاشد لأنصاره أمس إن غاي بيليغ ينفذ عملية تفجيرية ضده، مكررا هذه العبارة خمس مرات، وسط تصفيق الحاضرين، الذين تفاعلوا مع تحريضه. وقال نتنياهو إن بيليغ ليس وحده، بل أيضا مدير قسم الأخبار في "حداشوت 12"، آفي فايس، مدير عام كيشت آفي نير واصحاب الاسهم دروريت فرتهايم ويتسحاق تشوفا.

وكتب المحلل للشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس" يوسي فيرتر، تحت عنوان، "الى أن يتم سفك دماء مراسل صحفي"، "نحن نعرف ماذا يجب أن يكون مصير من نفذوا عمليات تخريبية". وقال، "اذا كان يوجد شك لدى أي شخص، فانه بعد العرض المرعب له، مساء أمس السبت، فإن كل شيء كان واضحا مثل البلور: بنيامين نتنياهو لن يهدأ حتى تُسفك الدماء، دماء صحفي. لا يوجد أي تفسير آخر للاقوال التي قالها، ولدقة أكثر الاقوال التي هذر بها، في أذن مؤيديه المتحمسين حيث كانت خلفه حقول قيساريا المظلمة والى جانبه ملقن خفي عن العين يهمس في أذنه".

وذكر فيرتر، دور نتنياهو بالتحريض الدموي ضد يتسحاق رابين، وكيف أنه سار في مظاهرة، تم فيها رفع تابوت، يرمز الى رابين قبل اغتياله، وكل هذا قبل أسابيع قليلة جدا من اغتيال رابين. وقال فيرتر إن نتنياهو  "عاد الى عاداته السابقة السيئة. هو يسعى الى الفوضى والعنف والى فقدان الكوابح التي تمكنه من نمذجة "القيادة" والسيطرة على ما يجري".

ويقول فيرتر، إن "ما نشهده في الفترة الاخيرة هو معقد اكثر من اعصاب واهنة وهستيريا متعددة الطبقات. هذا تكتيك سياسي. من اجل أن يفوز، هذه المرة ايضا نتنياهو بحاجة الى عدو. ليس خصم، هذا الخصم للضعفاء، أعداء خطرين، مريرين، هم الذين يكتلون القبيلة. اعداء يخرجون الناخبين من بيوتهم. اعداء يثيرون الكراهية والقتل في عيونهم".

 

الاعلام الحر تحت الهجوم

وتحت عن عنوان "الاعلام الحر تحت الهجوم"، كتب المحلل السياسي ناحوم بارنيع، في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، "كان يمكن ان نتوقع من نتنياهو أن يتعلم شيئا ما من النتيجة المأساوية لحملة التحريض التي جرت حتى اغتيال رابين في 1995، كان يمكن أن نتوقع من نتنياهو أن يتعلم شيئا ما من الاخطاء التي ارتكبها خلال ولايته كوزير للاتصالات (الاعلام)، الاخطاء التي ورطته بالاعمال الجنائية. لشدة الاسف، يرفض نتنياهو أن يتعلم. فهو يعيش في احساس بان كل شيء ينجح معه، كل شيء مسموح له". 

وتابع بارنيع، "غاي بيلغ، المراسل القضائي لشركة الاخبار، هو الضحية الحالية لحملة تحريض رئيس  الوزراء ومؤيديه. بيلغ ليس خصما سياسيا لليكود. وقد استهدف فقط لانه نشر مقاطع من افادة شلومو فيلبر الذي كان مقربا من نتنياهو ومبعوثه في وزارة الاتصالات وتحول ليصبح شاهد ملكيا. هذه الافادة ليست مريحة لنتنياهو. وعليه فمسموح له أن يحرض. والنتيجة هي ان الاخرين يهددون حياة بيلغ ويجبرون مكان عمله على الصاق الحراس به". 

وقال بارنيع، إن "نية المهددين واضحة: اسكات بيلغ او حمل اصحاب قناته على اسكاته أو، كبديل، تلوين مكتشفاته ومكتشفات زملائه بلون سياسي وجعلهم غير مصداقين في نظر الجمهور. "قناة دعاية"، يسمي وكلاء نتنياهو كل هيئة اعلامية تقوم بعملها. يفترض نتنياهو ان يعرف ما هي قناة الدعاية: فلديه واحدة كهذه، في كل المنشورة اليومية التي يمولها له مالك الكازينوهات من لاس فيغاس". 

وشدد بارنيع خاتما، أنه "لا مفر من ان نرى الامور كما هي: الاعلام الاسرائيلي الحر يخضع لهجمة خطيرة. وهذه لا تتضمن فقط نزع الشرعية عن العمل الصحفي وايضا تهديدات على حياة صحافيين ودعوات لمقاطعة هيئات إعلامية". 

 

تجاهل التحذيرات في 1995

وقال المحلل بن كسبيت في مقال له في صحيفة "معاريف"، إن نتنياهو لم يلتفت لسلسلة التحذيرات التي وجهت له في العام 1995 بتحريضه على يتسحاق رابين، ووصفه بالخائن، وتجاهل كل هذه التحذيرات، وحينما تم اغتيال رابين، فإن نتنياهو "غسل كالمعتاد، يديه نقاء والقى بالمسؤولية على الاخرين". 

ويقول كسبيت، "الان، يحصل هذا مرة اخرى. ليس ضد رئيس وزراء، لانه هو رئيس الوزراء. وحمايته مشددة اكثر بكثير مما كانت الحماية على رابين. خير أنه هكذا. ولكنه يستهدف كل من يتجرأ على الانتقاد والكشف، والقيام بعمله كما هو دارج في الاعلام الحر في الدولة الديمقراطية. الان هذا غاي بيلغ الذي يضطر لان يتجول مع حارس".

وتابع كسبيت كاتبا، إن العائلة التي تجلس في شارع بلفور (في القدس مقر وبيت رؤساء الوزراء) تحرق النادي على سكانه. بيلغ هو "دامبو"، رون كوفمان هو "سمين مقرف"، وعلى ابراموفيتش ضحكوا بسبب الحروق في وجهه، ويستهدفون الصحافيين على اليافطات الكبرى، يحيطونهم بالجماهير، وهؤلاء يعرفون منذ الان ما يفعلوه. لا توجد توازنات، لا توجد كوابح، لا توجد قواعد، لا توجد دولة، لا توجد مسؤولية، لا توجد رسمية، لا توجد لحظة تفكير وحساب نفس لما يفعلونه بنا، كيف يفككون كل الاساسات، بالمناجل والمطارق والمشاعل. عندما سيقتل صحافي، ما الذي سيقولونه. سيخترعون ما يقولونه، او الاسوأ من ذلك، لن يعود احد يهتم".

أخبار ذات صلة