news-details

محللون: نتنياهو يعي تماما الصلاحيات التي سلمها لسموتريتش

رأى محللون إسرائيليون أن الصلاحيات التي تم تسليمها لرئيس حزب "الصهيونية الدينية" المستوطن الشرس بتسلئيل سموتريتش، تجعله الشخص الأقوى في الحكومة، وهو يستهدف الضفة الغربية المحتلة، في سعي لفرض واقع الضم، لكن بنيامين نتنياهو لم يكن مغفلا في تسليمه سمرتيرتش هذه الصلاحيات، بل وافق عليها بوعي كامل، في إشارة الى تماشيه مع نوايا ومخططات سموتريتش.
وقال المحلل ناحوم بارنيع في مقال في "يديعوت أحرنوت"، "اعطى نتنياهو ما اعطاه بعينين مفتوحتين. إما أن يكون اعطى ما اعطاه أو انه لم يكترث لما أعطاه. لا يوجد هنا تقصير، لا توجد هنا مؤامرة خفية. عشية التوقيع على الاتفاقات او بعدها قد يتخذ خطوة صغيرة الى الوراء، كي يصالح الناخبين او كي ينيم المتظاهرين مغناطيسيا، لكن الاتفاقات التي وقعت وستوقع تعكس جوهر الائتلاف المتحقق. ما ترونه هو الموجود".
وقالت صحيفة "هآرتس" في مقال هيئة التحرير اليوم، "ببطء وبتؤدة نجح بتسلئيل سموتريتش في أن ينقل الى يدي الصهيونية الدينية السيطرة في المناطق المحتلة، وان يكتسب لنفسه مكانة قائد الحكم الاسرائيلي في الضفة الغربية. لهذا الغرض فقد حاك رئيس الوزراء المنتخب بنيامين نتنياهو الى جانب شريكه الكبير للصهيونية الدينية منصب وزير في وزارة الأمن. ستشكل الوزارة الجديدة البنية التحتية التي تسمح لنتنياهو بان يمنح الصهيونية الدينية صلاحيات تعيين منسق اعمال الحكومة في المناطق والمشاركة في اجراء انتخاب رئيس الادارة المدنية – الجسم العسكري المسؤول عن كل الجوانب المدنية للحياة في الضفة".
"حتى لو تم تعيين منسق الاعمال في المناطق ورئيس الادارة المدنية بتنسيق مع رئيس الاركان، وزير الأمن ورئيس الوزراء، كما يفهم من الاتفاق، ففي السطر الاخير يكون نتنياهو نقل السيطرة على الفلسطينيين وعلى المستوطنين في المناطق الى المستوطنين: ما كان في ايدي وزير الأمن ورئيس الاركان كما يفترض في الارض المحتلة، ينتقل الى ايدي المستوطنين- مدنيين اسرائيليين يعيشون في المناطق بخلاف القانون الدولي".
وكتب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، يدير بنيامين نتنياهو حملة تصفية لصلاحيات عدد من الوزارات التي ستكون تحت سيطرة الليكود في حكومته الجديدة. معوز، بأفكاره الشوفينية والكارهة للمثليين، جلب على نفسه بطبيعة الحال الانتقاد في وسائل الاعلام، وحتى أنه ايقظ اليسار من سباته. ولكن من غير المؤكد أن طموحات معوز ستخرج الى حيز التنفيذ، لا سيما في الاماكن التي يقف فيها ضده رؤساء سلطات اقوياء وليبراليين.
في المقابل، في المواضيع القانونية المعقدة والمتعبة لسيطرة اسرائيل على المناطق كانت هناك محاولة لاحداث ثورة. على المدى البعيد وربما على المدى المتوسط هي يمكن أن تورط اسرائيل بشكل اكبر من مؤسسات المجتمع الدولي وتعكر العلاقات مع الولايات المتحدة وتؤثر على الوضع الامني الحساس أصلا في الضفة الغربية.
وكتبت المحللة رفيت هيخت في "هآرتس"، "دون التقليل من خطورة هذا الوضع يجب التذكر بأن الاتفاق بين الصهيونية الدينية والليكود ليس إلا طابق آخر في بناية الزعرنة التي اقامتها اسرائيل في المناطق، وأن هذا ايضا لن يغير الوضع الاساسي الذي فيه الضفة الغربية لا تعتبر جزءا من دولة اسرائيل. ايضا الحكومة الاكثر يمينية في تاريخ اسرائيل والتي يسيطر عليها متطرفون مثل سموتريتش وايتمار بن غفير لا تتحدث عن الضم الذي كان سيلغي جميع البنود ذات الصلة بالاتفاق، من تشكيل منظومة استشارة قانونية مريحة اكثر لمصالح المستوطنين أو اقامة آلية تسمى "ادارة الاستيطان" وحتى نسخ قوانين اسرائيلية الى الضفة الغربية بغلاف اوامر قائد المنطقة العسكري".
وتابعت هيخت، "يصعب التشكيك بسموتريتش الذي استخف في صباه بأسلوب "دونم آخر وعنزة اخرى" لسلفه في قيادة المستوطنين، لأنه غير معني بالضم. ايضا نتنياهو، الذي هو في الواقع لا يبالي بكل ما هو غير مرتبط ببقائه الشخصي، حاول في السابق سرقة الخيول والدفع قدما بضم معين في عهد دونالد ترامب الحالم. ورغم ذلك فان اسرائيل سموتريتش واسرائيل نتنياهو لا تحلم بضم يضع حد لكل اعمال التذاكي، لأنها تجنبت الدخول الى حدث دراماتيكي في الساحة الدولية.
وختمت هيخت، "هذا هو الواقع: في داخل البيت اسرائيل باعت الجيش وجهاز القضاء للمستوطنين. وبالنسبة للخارج هي ما زالت تعزز النظرية التي تقول بأن المناطق هي عبارة عن وديعة توجد في يدها لفترة محددة الى حين التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين. السؤال المهم هو كيف سترد الادارة الامريكية، التي تعارض تعيين سموتريتش، على تعميق هذا التناقض".
وعودة الى مقال ناحوم بارنيع، السابق ذكره، إذ قال، "في نظرة الى الوراء، كان خطأ عام في فهم معنى نتائج الانتخابات. القصة لم تكن نتنياهو، ولا الخطر على الديمقراطية ايضا: قيمة الديمقراطية تفسر في العالم بوسائل مختلفة، من اليونان القديمة حتى الجمهورية الديمقراطية لكوريا الشمالية. القصة هي القيم: الناخبون، عن وعي او عن غير وعي، انفصلوا في هذه الانتخابات عن منظومة القيم التي خدمت الدولة على مدى 75 سنة، وفي واقع الحال، منذ بدايات الحلم الصهيوني. بن غفير هو سلم قيمنا الجديد في كل ما يتعلق بالقانون والنظام؛ آفي ماعوز هو سلم قيمنا الجديد بكل ما يتعلق بالدين والدولة، التعليم، مكانة المرأة وحقوق المثليين، غولدكنوف هو سلم قيمنا في كل ما يتعلق بالخدمة في الجيش، بالسكن، سوق العمل؛ لفين هو سلم قيمنا في كل ما يتعلق بجهاز القضاء؛ سموتريتش هو سلم قيمنا الجديد في كل ما يتعلق بالمستوطنات وبسلم الاولويات الوطنية".

أخبار ذات صلة