news-details

محللون ينتقدون قرار غانتس لضم غور الأردن

انتشرت في الصحافة الإسرائيلية اليوم الأربعاء، سلسلة من المقالات التي تناقش تصريحات رئيس تحالف كحول لفان، الجنرال احتياط بيني غانتس، التي اطلقها أمس الثلاثاء، وأعلن فيها عزمه ضم منطقة غور الأردن، وشمال البحر الميت، وهي المنطقة التي تساوي 30% من مساحة الضفة المحتلة منذ العام 1967. وفي حين رحبت أوساط يمينية، وتحدته أوساط استيطانية، بتطبيق موقفه قبل الانتخابات، فإن غانتس واجه انتقادات من الطرف المقابل.

فقد قالت صحيفة "هآرتس" في كلمة العدد، إنه من شدة الغمز يمينا (غانتس)، والتسلح بوعود ضم عديمة المسؤولية، من شأنهما ان ينفذا معا خطوة خطيرة على مستقبل اسرائيل. ولكن حتى لو كان الحديث يدور فقط عن تصريحات انتخابية عليلة، فإن خطاب الضم الذي تبناه غانتس سيبعث على القلق في أوساط من يرون فيه مرشح الوسط- اليسار لرئاسة الوزراء، ويطرح علامات استفهام حول رؤياه السياسية".

وتابعت الصحيفة، "يقف كحول لفان على رأس معسكر يبحث عن بديل لحكم اليمين لنتنياهو وللمستوطنين. ومع ان هذا المعسكر لا يتشكل من جبلة ايديولوجية واحدة، ولكن في الخيار بين ضم المناطق دون توطين الفلسطينيين واقامة نظام أبرتهايد رسمي، وبين تقسيم البلاد في اطار اتفاق سياسي، فان هذا المعسكر يفضل الخيار الثاني".

وقالت هآرتس، "هذا معسكر من يعرفون أن بسط السيادة الانتقائي على اراضي المستوطنات فقط، يتعارض والقانون الدولي ويخرق التزام اسرائيل ببحث الموضوع في اطار التسوية الدائمة فقط. هذا معسكر من يعرفون أن الضم هو التهديد الحقيقي على طابع الدولة، مثلما صيغ في وثيقة الاستقلال".

وختمت الصحيفة في كلمتها، "لهذا المعسكر مطلوب زعيم يتمتع بالشجاعة والجرأة على عرض بديل سياسي لفكر نتنياهو واليمين. لقد اجاد في صياغة خيبة الامل من تصريحات غانتس رئيس القائمة المشتركة ايمن عودة الذي قال "ان مواطني الدولة يستحقون الامل وليس وهمه، ليس هكذا يستبدل رئيس وزراء".

وكان اللافت، أن الكاتب اليميني، في صحيفة "يديعوت أحرنوت" بن درور يميني، انتقد هو أيضا تصريحات غانتس، وقال إنه مرت أشهر على تصريح نتنياهو للضم، "ولم يكن الضم. لان الضم سيء لاسرائيل. سيء جدا. حتى اليوم كان يمكن لاسرائيل أن تدعي بان السيطرة في يهودا والسامرة ليست الى الابد. فقد تلقى الفلسطينيون المزيد فالمزيد من عروض السلام، والتي تضمنت اقامة دولة فلسطينية على نحو 95% من المناطق، بما في ذلك تبادل الاراضي، مما كان سيمنحهم 100%، بما في ذلك تقسيم القدس. ولكنهم قالوا لا. وهذه الـ "لا" الدائمة، منحت اسرائيل مبررا هاما لمواصلة السيطرة في يهودا والسامرة".

وسأل يميني، "لماذا يحتاج غانتس لان يعلن بانه يؤيد الضم، حتى وان كان بعد الانتخابات؟ فهل هو الاخر يحتاج لان ينضم الى هذه السخافة؟ أما يائير لبيد، في المقابل، فقد اوضح بان كحول لفان لن يؤيد الضم من طرف واحد، ولن يصوت الى جانب الاقتراحات الهاذية لسموتريتش. ان بسط السيادة على الكتل لن يتم الا في اطار التسوية السياسية".

وختم يميني كاتبا، "لدى رؤساء كحول لفان بضعة ايام كي يصحوا، بعد عرض تشويشهم. لا حاجة للدخول الى فخ سموتريتش. لا حاجة للسير في درب نتنياهو. هناك حاجة لقول لا واضحة وباتة للضم. لقد فهم اليمين هذا لسنوات طويلة جدا. ويفترض بغانتس ايضا ان يفهم هذا".

وقالت الكاتبة نوعا لنداول في مقال لها في صحيفة "هآرتس"، "إن الهرولة المؤكدة لحزب كحول لفان نحو اليمين في محاولة لتجنيد اليمين اللين ظهرت أمس مثل السير الاعرج البطيء والمحرج. "نحن سنعمل على تطبيق السيادة في غور الاردن"، أعلن بني غانتس في جولة احتفالية في الغور".

وتابعت لنداول، "لقد ظهر غانتس أمس للحظة بالجاكيت الاسود الذي يشبه الذي يرتديه قادة الأمن كتقليد أعمى لبنيامين نتنياهو. ولكن فيما بعد اضاف على الفور ملاحظة تحذيرية يتم ترتيبها بسرعة في الاعلانات من اجل عدم فهمها: "سنفعل ذلك بعملية وطنية متفق عليها، وبالتنسيق مع المجتمع الدولي".

وكتبت لنداو، "يعرف غانتس جيدا أنه "ببساطة لا يوجد شيء كهذا"، ضم بتنسيق دولي، أو أن هناك اتفاقات بتأييد دولي، فيها يتم ترسيم حدود مؤقتة أو ثابتة، أو انه يوجد ضم أحادي الجانب يستخف بالمجتمع الدولي وقوانينه. لا يوجد شيء وسط. "لم يكن ولن يكون ضم باتفاق" وحتى لن يكون "ضم جزئي". غانتس مثل نتنياهو، بالمناسبة، لم يفصل ما الذي سيحدث للفلسطينيين في الغور، هل ستعرض عليهم الجنسية الإسرائيلية".

وختمت لنداو كاتبة، "اذا كان الامر كذلك فان هذا مخالف تماما للتصريحات حول كم هم مهم "الانفصال عن الفلسطينيين"، مثلما يحب شريكه يائير لبيد القول. واذا لم يكن الامر كذلك فهل غانتس حقا يخطر بباله أنه يوجد الآن زعماء مهمين في العالم الديمقراطي، باستثناء ربما دونالد ترامب وهو حتى غير مضمون، سيصادقون له على ذلك؟ بالتأكيد لا".

 

أخبار ذات صلة