news-details

مصنع نبيذ استيطاني يسعى لتسويق بضاعته في الاتحاد الأوروبي

يسعى مصنع نبيذ في مستوطنة "بساغوت" ويحمل اسمها، لمقاومة قرارات الاتحاد الأوروبي، القاضية بضرورة الإشارة الى مكان الانتاج لبضائع مستوطنات الضفة الغربية والجولان السوري المحتل، ورفع دعوى أمام المحكمة الأوروبية العليا، ضد قرار الاتحاد الأوروبي، بزعم أن مقاومة الاستيطان، يُعد ما يسمى "لا سامية"، وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، قد أطلق في الآونة الأخيرة تصريحا خطيرا، زعم فيها أن مناهضة الصهيونية ممكن اعتبارها، جزءا مما يسمى "معاداة الصهيونية".

ويقول التقدمي، الخبير الإسرائيلي بشؤون الاستيطان درور ايتكس، في مقال له في صحيفة "هآرتس" نشر اليوم الجمعة، إن مستوطنة بساغوت، بين شمال القدس وجنوب رام الله، مقامة على مئات الدونمات التي هي بملكية فلسطينية خاصة. ومع السنين اقام أحد أوائل المستوطنين فيها، مصنعا للنبيذ، وشيئا فشيئا، امتدت أعمال هذا المصنع الاستيطاني، وبات يشتري عنب العديد من المستوطنات، حتى بات بمقدوره انتاج مئات آلاف زجاجات النبيذ سنويا.

ويؤكد ايتكس، أن هذا المستوطن حصل أكثر من مرة على دعم مالي ولوجستي من شعبة الاستيطاني في الوكالة الصهيونية. ويقول، إن المستوطن صاحب المصنع، كان حتى العام يسيطر على 140 دونما زراعيا لمزرعته، وهي أراضي خاصة. وفي العام 2003، "حصل" من جيش الاحتلال على أكثر من 500 دونم إضافي، حتى بات يسيطر على 650 دونما، من بينها 500 دونما هي أراض زراعية بملكية خاصة، سلبها الاحتلال لصالح عصابات المستوطنين.

ويقول ايتكس في مقاله، "مع هذا النجاح برزت ايضا عدة مشاكل. أحد هذه المشاكل هو أنه حسب قوانين الاتحاد الأوروبي يجب أن يكتب على أي منتج أين انتج بالضبط. ولأن مصنع نبيذ بساغوت خارج اراضي دولة اسرائيل فان الاتحاد يطالب بأن يكتب على الزجاجات بشكل واضح أنها جاءت من "المستوطنات الاسرائيلية في المناطق المحتلة".

"وفي السنة الماضية قدم مصنع نبيذ بساغوت بمساعدة منظمتين يهوديتين في فرنسا وفي الولايات المتحدة، المختصتان بـ "محاربة اللاسامية"، قدم التماسا ضد وزير الاقتصاد الفرنسي، وطلبوا الغاء واجب الاشارة الى مصدر الزجاجات التي تباع في اوروبا. وادعاء الملتمسين هو أنه لا يوجد أي واجب قانوني للاشارة الى اسم الدولة (خلافا للمكان) الذي جاء منه المنتج. وأصلا، ليس هناك واجب الاشارة الى أن نبيذهم تم انتاجه في مستوطنات في المناطق. يبدو أنه من السهل لهذه المنظمات اليهودية أن تشخص "اللاسامية المغطاة" في اوروبا من سرقة اراضي في وضح النهار، التي يقوم بها يهود اسرائيليون في الضفة الغربية".

وحسب ايتكس، "فقد جمدت المحكمة الفرنسية بشكل موقت تعليمات الاشارة الى المنشأ، وحولت الملف كي تبت فيه المحكمة العليا في الاتحاد الاوروبي، والتي قامت بمناقشته في 9 نيسان، كم يبدو هذا ساخرا، حيث أن هذا اليوم هو اليوم الذي منح فيه الجمهور في اسرائيل 35 مقعدا للحزب الذي يترأسه سارق متسلسل في اعمال الفساد والذي وعد بضم المستوطنات".

ويقول ايتكس، إن "قرار المحكمة العليا للاتحاد الاوروبي لم يتخذ بعد، وحتى يتم صدوره أردنا أن نقترح أن يشار على الزجاجات بأن مصدر النبيذ هو الاراضي المحتلة، ببساطة يشار عليها بأن النبيذ تم انتاجه من العنب الذي نما على اراض سرقت بالقوة من سكان فلسطينيين، من المهم أن توافق عائلة بيرغ على هذه التسوية".

 

أخبار ذات صلة