news-details

نتنياهو يتحدى بانتخابات رئاسة الليكود وساعر يُصعّد هجومه

منذ سنوات طوال، لم يشهد الليكود الحالة المتصاعدة في الأيام القليلة الأخيرة: هجوم من شخصية بارزة على رئيس الليكود بنيامين نتنياهو. فقد اشتهر الحزب على مدى سنوات طوال، وحتى نهاية سنوات التسعين، بحزب حرب مراكز القوى، والمشاحنات، ولم يكن رئيس للحزب بعد مناحيم بيغين، إلا وعلق بوضعية كهذه، في حين أن الهجوم على أريئيل شارون في العامين 2004 و2005 كان على خلفية خطة اخلاء مستوطنات قطاع غزة.

وبعد انشقاق شارون عن الحزب في خريف العام 2005، مسددا ضربة قاسية لليكود، عاد الى رئاسة الحزب بنيامين نتنياهو، الذي كان شخصية اللا مفر، ولكنه كان في السنوات الأولى بعد تلك العودة، يواجه منافسات على رئاسة الحزب، فعمل لاحقا على "تصفية مركزة" وتدريجية ضد كل واحد من الشخصيات التي تجرأت على منافسته، بدءا من سلفان شالوم، حتى اعتزل السياسة. وفي السنوات الـ 14 الأخيرة، أحكم نتنياهو قبضته كليا على الحزب، حتى اختفى منافسوه عن الساحة.

وكان آخر من دفعه نتنياهو الى خارج الحلبة السياسية في خريف العام 2014، الوزير في حينه غدعون ساعر، الذي لمس محاصرة نتنياهو وأتباعه له في حياته السياسية. وحسب تقارير تلك الأيام، فإن المضايقات وصلت الى حد مضايقة زوجته الجديدة في حينه، مقدمة البرامج الإخبارية الشهيرة غيئولا هار ايفين.

وبعد غياب استمر 4 سنوات، قرر ساعر العودة الى الحياة السياسية، ونفاس على موقع متقدم في قائمة الليكود لانتخابات نيسان الماضي، وحصل على الموقع الرابع في القائمة، ومنذ عودته، شدّ اليه الأنظار، بصفته منافسا مستقبليا على رئاسة الليكود، ولربما منافسة نتنياهو لاحقا.

 

وكان ساعر الشخص الوحيد في الحزب، الذي جاهر بموقف رافض لاستمرار نتنياهو ممارسة منصبه كرئيس حكومة، بعد توجيه لوائح اتهام بالفساد ضده، بينما اختار الآخرون، في أحسن أحوالهم، صمت النعاج، وغيرهم شن هجوما كاسحا، على "المتمرد" و"خائن الحزب" و"الطابور الخامس" غدعون ساعر، في وسائل الإعلام.

وفي المقابل، لم يبق ساعر على الحياد، بل رأى أن هذه فرصته لتصعيد خطابه ضد نتنياهو، إذ قال اليوم الاثنين للإذاعة الإسرائيلية العامة، إن نتنياهو لا يستطيع تشكيل حكومة بعد انتخابات ثالثة ولا رابعة ولا خامسة، حسب تعبيره، واشتكى من أنه يواجه هو وزوجته مضايقات وتهجمات في شبكات التواصل، وصلت الى حد التهديد.

وطالب ساعر بإجراء انتخابات سريعة لرئاسة الحزب، تجري قبل انتهاء فترة الأيام الـ 21 التي منحها رئيس الدولة للكنيست بموجب القانون للكنيست، لفحص إمكانية إيجاد مرشح لتشكيل الحكومة، على أن يحظى بدعم مسبق من 61 نائبا. وباعتقاد ساعر، أنه إذا جرت انتخابات سريعة لرئاسة الليكود، وفاز برئاستها، فإنه سيكون بقدرته تشكيل حكومة برئاسة الليكود.

إلا أن نتنياهو اتفق مع رئيس مركز حزب الليكود، الوزير السابق حاييم كاتس، الذي يواجه هو أيضا لائحة اتهام بالفساد، أن تجري انتخابات فقط لرئاسة الحزب، في غضون 6 أسابيع من الآن، مقابل إبقاء قائمة الحزب للانتخابات البرلمانية على حالها.

وبالامكان التقدير، أن نتنياهو عمل على تحييد قائمة الحزب للانتخابات البرلمانية من المنافسة الجديدة، حتى بثمن بقاء ساعر في موقع، كي لا يثير قلاقل ومنافسات واسعة في قيادة الحزب، قد يستفيد منها منافسه ساعر، وينجح في تشكيل معسكر جدي في الليكود؛ خاصة وأن انتخابات كهذه ستقلق الكثيرين من أعضاء الكنيست من الليكود، الذين دخلوا إلى الكنيست لأول مرة في انتخابات نيسان، ولم يزاولوا أي نشاط برلماني جدي، وقد يجدون أنفسهم خارج القائمة.

 وتقول مصادر حول نتنياهو، إنه كان على ساعر، أن يجند بعض الأموال لإجراء استطلاع بين 100 ألف منتسب لحزب الليكود، ليعرف وزنه بينهم، قبل أن يتحدى بانتخابات لرئاسة الحزب. ويتوقع نتنياهو أن يحصل على أغلبية بنسبة 80% من منتسبي الليكود.

إلا أن نتنياهو قد يواجه مفاجآت حتى يوم الانتخابات لرئاسة الليكود، تقلل من توقعاته، فهو لم يصل لهذه النسبة في أي وقت، حتى حينما نافسه شخص هامشي، مثل المتطرف موشيه فيغلين، إذ حصل نتنياهو حينها على 77% من الأصوات، بينما الآن الحديث عن شخصية بمستوى غدعون ساعر.

ومن الممكن أن تقرر بعض الشخصيات اللحاق بالمركب، ولا تترك المنافسة لساعر وحده، ولكن مثل هذه الشخصيات، ستدرس حساباتها بدقة كي لا تدفع ثمنا بمكانتها، بعد فوز نتنياهو شبه المؤكد. ويجري الحديث عن شخصيات مثل الوزير يسرائيل كاتس، ونير بركات، رئيس بلدية الاحتلال السابق في القدس المحتلة.

أخبار ذات صلة