news-details

الجَدَلُ والنِّقاش..

قيلَ إنَّ الفرقَ بينَ الجَدَلِ والنِّقاشِ هو أَنَّ الجَدَلَ لا يُؤَدّي الى نَتيجَةٍ، لا بلْ قد ينتَهي بِخُصومَةٍ. وأَمّا النِّقاشُ فَيُؤَدّي الى ما يُرضي المُتَناقِشَيْنِ بِلا تَشَنُّجٍ أَو إساءَةٍ.

أورِدُ هذا الشَّرحَ لِأَنَّ سَهَراتِنا قَلَّما تخلو من جَدَلٍ أَو نِقاشٍ، ولا عَجَبَ في ذلكَ؛ ولكِنَّ العَجَبَ أَنْ يكونَ الجَدَلُ هو الغالِبُ الّذي بِدَورِهِ يكونُ سَبَبًا في نَزْعِ المَحَبَّةِ مِنَ النُّفوسِ الحانقةِ وزَرْعِ البَغضاءِ ولو الى حين.

وقَدْ يكونُ موضوعُ الجَدَلِ من توافِهِ الأًمورِ، ولكنَّ الأَنا الّتي بداخِلِ كُلٍّ مِنّا هي الّتي تُضَخِّمُهُ لِيُصْبِحَ مَوقِفًا مِنَ الصَّعبِ التَّنازُلُ عَنْهُ، ويَنْفَضُّ المَجلِسُ من غيرِ "الى اللِّقاءِ" و"إصبَحوا بِخَير".. وأتساءَلُ: هل مقولَةُ "الاعترافُ بالذّنْبِ فَضيلَةٌ" أَصبَحَتْ مُنتَهيَةَ الصَّلاحِيَّةِ في راهِنِنا العجيبِ هذا؟ ثُمَّ ما العَيبُ في أَنْ تَقولَ لِصاحِبِ الرَّأْيِ السَّديدِ أَنتَ على حقٍّ، ورَيُكَ في هذا الأَمرِ أَسْلَمُ؟

أَنا وبِكُلِّ تواضُعٍ أَنْتَمي الى الرَّهْطِ الّذي يَري في التَّراجُعِ عن موقِفٍ خاطِئٍ شَجاعةً، وعن قولِ "نَعَم" حينَ يجبُ قَولُها شَجاعَةً، وعن قولِ "لا" حينَ يجبُ قولُها مَهما كانَتِ الظُّروفُ شَجاعَةً... وهكذا.. وهكذا. فالحياةُ صُعودٌ وهُبوطٌ، وأَخذٌ وعطاءٌ.. فَلْنَعِشْها بالّتي هي أَحْسَنُ..

صباحُكم سُكّر.

حسين مهنّا

أخبار ذات صلة