news-details

الرجل الذي لم ينحنِ

بعد وعد بلفور بعامين اثنين وُلد إميل توما لينهض مناهضا لهكذا وعد.. وعد نحَر فلسطين شعبا وارضا وتاريخا.

في الذكرى المئوية لحضوره.. لحضور إميل توما، نسمع صوته الذي تحول سوطا يجلد الطغاة المدججين بأسلحة القمع الشامل – قمع فلسطين شعبا ووطنا وشرعية!

التقيته في اكثر من مناسبة وتحديدا في ستينيات القرن الماضي.. التقيته في مقالاته وفي محاضراته.

في إصغائي لسموّ كلامه وعمق افكاره كنت اقرأ على محيّاه قصة بلاده فلسطين التي قمعوها هيكلا وشكلا وأخفقوا في محوها فكرة ومشروع حياة!

تعود بي الذاكرة لعام ولادته عام 1919. في ذاك العام لمع نجم سعد زغلول في ارض الكنانة.. قاد سعد زغلول حزبه وحركته القومية ضد المستعمر البريطاني. ان التنظيم الذي ناضل زغلول في صفوفه وتحت رايته علّمنا دروسا تشحننا بحب الوطن سعيا للاستقلال ورعاية لكرامة وعزة الوطن.

هنالك الكثير من التشابه بين مناداة مناصري زغلول من اقباط ومسلمين مطالبين بكنس المحتل ومناداة إميل توما ورفاقه من يهود وعرب في نضالهم لتغييب التشرذم والاحتلال.

أذكر ان إميل توما رفض التقسيم لفلسطين وذلك لأنه من مناهضي تقسيم المقسّم وشرذمة المشرذَم!

أيّ حديث عن فلسطين الماضي والحاضر والمستقبل يبقى ناقصا من غير الحديث عن إميل توما..

إميل توما مدرسة في مساقاتها نتعلم كيف نرفض ظلام السجون وكيف نجابه التعصب والعنصرية وكيف ان لا نكتفي بالمشاهدة والصمت بل بالبذل والعطاء.

من كرّس حياته لخدمة وطنه، تبقى ذكراه حيّة في وجدان الاجيال.. رحم الله معلمنا إميل.

سهيل عطاالله

أخبار ذات صلة