news-details

الرقيب

أعود في هذا الصباح الى قصة كتبها المبدع الروسي تشيخوف قبل قرن من الزمن.

تحكي القصة، قصة شاب تقدم لخطبة فتاة.. وبدأ الشاب يتردد على بيت خطيبته كما يفعل الخاطبون، لكن مشكلة التقاليد مرمرت حياة الشاب ونغّصت حياته او بالتحديد زياراته لبيت الحبيبة.

لقد أصر اهل الفتاة على محاصرة الخاطب، بحيث اختاروا اخاها الصغير ليكون رقيبا يمنع أي تواصل بين الخطيبين حتى ولو كان ذلك همسا او لمسا بريئا!! كلما اراد الشاب الدنو من خطيبته بهدف التحدث وجد الرقيب الصغير بكشرته ولغة عينيه يحول بينه وبينها.

لقد شعر الشاب ان اهل الفتاة يريدون تطفيشه او تكبيل عاطفته الى وقت يحين فيه موعد الزفاف.

بعد استشارة العقلاء من كبار السن، اُسدي النصح بألا يجلس قريبا من خطيبته وان يهادن اخاها ويتقرب منه ويشتري له الهدايا، الامر الذي جعل الصغير يلين.

بقي الحال حتى جاء يوم الزفاف ليصبح الخاطب حرا في حبيبته التي باتت زوجته على سنّة الله ورسوله.

بعد الزفاف استهتر الشاب بأخيها الرقيب ممتنعا عن المهادنة واغداق الهدايا.

الذي كتبه المبدع تشيخوف قبل ما يزيد على قرن من الزمن ينسحب اليوم على حياتنا هذه الايام. يُعد لك احدهم وليمة ويدعوك الى بيته ليقدم لك الاجلال والاكرام ويشعرك بالرضا والسعادة طامعا في نيل دعمك للوصول الى منصب ما، وللغرابة بعد ولائم نيل ما اراده منك تجده يتناساك.. هكذا هي الوصولية التي تجمعنا على حب الذات ومحاباة البشر وفي المحاباة نفاق، وفي النفاق إذكاء لنيران الشِقاق.

 

أخبار ذات صلة