news-details

تسْييجٌ في الوطن

الأسيجة الجيدة تُفرز أناسًا متجاورين متحابين طيبين.. هذا ما تعلمته وعلمته في اللغة الانجليزية دارسًا ومُدرسًا.

أتذكر وأذكر هذا التعبير الانجلوساكوني وأنا أقرأ واقعَ الجدران والأسوار التي تُهندسها وتقيمها دولتنا في مهبط الرسالات – بلاد السمن والعسل.

أذكر هذا وأتساءل: هل يصبح صحيح الكلام الانجليزي عندما نتحدث عن واقع جدران تبنيها وتقيمها اسرائيل على التراب الفلسطيني؟!

ما أجمل تسييج ما يملكه صاحب الارض من حقول وأطيان!! وما أقبح الجدران عندما يقيمها مُحتل مشرعًا نهب وسلب الآخرين!!

ما أجمل أن يصحو وينام الناس متصالحين مع جيرانهم! هل يفهم صواب هذا الكلام من لا يريد صفوًا لمنامه على حدود الجيران قاطني الوطن؟!

إن الأصوات اليهودية الاسرائيلية التي تتحدث عن السلام الآتي مع العرب وعن طبائع التطبيع ستبقى كلام تأتأة على الشفاه وحروف مفردات متنافرة خاوية غير متناسقة في عُتمة زمن تفضّ فيه الأسوار بكارة التواصل والجيرة الحسنة.

جميل أن يموت الانسان من أجل تراب الوطن، لكن الأجمل الأجمل أن يحيا على أُلفة مع أهله وجيرانه متشبثًا بتراب الوطن.

ليعلم هُواة بُناة الحواجز والأسيجة أن جيرانهم العرب ليسوا مخربين، بل قومٌ يُريدون حقوقًا إنسانية وحقوقًا شرعية .. قومٌ يريدون الخير لأنفسهم ولجيرانهم اليهود على حدٍّ سواء.

عندما نفهم هذا الكلام ننأى عن حياة تطبيع غير موجود وصعب المنال وننأى معًا عن لغة التراشق بالكلام والاتهام والإمعان في الخصام.

في عجالتي هذه وفي غياب الأسيجة أنقل ما قرأته عن طبيعة حياة الناس في البلدان الاسكندنافية حيث نجد القضاة يتقاضون رواتبهم دون الحضور الى المحاكم.. فلا قضايا ولا مخالفات تُباعد بين الناس هناك!! إن الأسيجة التي تعكر الصفو لا مكان لها لدى شعوب تعتنق الحب والوئام.

أخبار ذات صلة