news-details

عجبًا لمن ما زال ممتنعًا أو لا مباليًا

لا توجد محرّمات ولا خطوط حمراء لدى رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، فهو يضرب يسارًا ويمينًا وفي البرّ وفي الجّو وفي الدّاخل وفي الخارج ليحافظ على كرسيّه، لأنّه يعي أن فقدان الكرسيّ يقوده الى سجن معسياهو. وقد نجح طيلة عقدٍ من الزّمن بتدجين زملائه في الليكود وتحويلهم الى أرانب فلا أحد يعارضه كما كان الوضع في زمن بيغن وشمير وشارون، فالليكود هو نتنياهو ونتنياهو هو الليكود، والدّولة هي نتنياهو ونتنياهو هو الدّولة، وكلّ من يتململ أو يفتح فمه يطير من السّاحة ويختفي.

اختار الرّجل أسلوب التّخويف لشعبه كي يسيروا وراءه مثل القطيع فبعد أن أخافهم بـ "التنظيم" في حركة فتح وبحماس وبحزب الله اكتشف "الشّيطان" الايرانيّ وسلاحه النّوويّ.

ولم يكتفِ بالتّخويف بل مزجه بالتّحريض على العرب من مواطني الدّولة وسمح لنفسه أن يحرّض علانيّةً على خمس سكّان الدّولة لا لسبب الّا لأنّهم عرب، فصرخ مستنجدًا: "العرب يتدّفقون في الحافلات الى صناديق الاقتراع كي يسيطروا على الكنيست والحكومة والدّولة" فهبّوا يا بني إسرائيل لإنقاذ دولتكم؛ ثم سنّ قانون القوميّة وشرعن العنصريّة وأزال الصّفة الرّسميّة للغة العربيّة وسنّ عدّة قوانين عنصريّة أخرى كي تمارس حكومته هدم البيوت العربيّة، ولم يكتفِ بذلك فبنى آلاف المنازل وعشرات المستوطنات في الضّفة الغربيّة المحتلّة وصادر الاف الدّونمات وغضّ الطّرف عن ممارسات المستوطنين العدوانيّة كما سمح لسوائبهم باقتحام المسجد الأقصى، وتحالف مع الفئات الكهانيّة الّتي تسعى لتقسيم الأقصى بين المسلمين وبين اليهود والتي يطالب بعضها بهدم قبّة الصّخرة وبناء الهيكل مكانها ثّم وعد بضمّ غور الأردن وشمال البحر الميّت الى إسرائيل اذا ما فاز في الانتخابات.

ولم يكتف بذلك بل صار يصرخ: "العرب يزّورون الانتخابات. العرب يسرقون الانتخابات" وسعى ويسعى لتخويف المواطنين العرب من المشاركة في العمليّة الانتخابيّة لأنّه يعرف أنّ أصواتهم لا تصبّ في ساحته اللهمّ سوى هؤلاء الّذين قبضوا ثلاثين من فضّة، فحاول وضع الكاميرات للتّخويف ثمّ كتب على صفحته محذّرًا المواطنين اليهود بأنّ عدم التصويت له يعني إقامة حكومة من " غانتس وعودة ولبيد وليبرمان" وأضاف: "حكومة مع العرب الّذين يريدون إبادة اليهود: الرّجال والنّساء والأطفال والشّيوخ!"

يا الله! هل نحن نملك قنابل ذرّيّة وطائرات وصواريخ ومدافع ودّبابات كي نبيد أحدًا؟

أليس هذا تحريضًا على قتل العرب؟.

نتنياهو خطرٌ علينا وعلى لغتنا وعلى مستقبلنا وعلى وجودنا.. خطرٌ على عشرات الاف البيوت العربيّة.

عجبًا لمن يعرف كلّ هذا ويبقى قابعًا في بيته أو على شاطئ البحر في يوم الانتخابات!

وعجبًا لمن يسمع ويقرأ التّحريض الدّمويّ على شعبه وعلى أولاده وعلى نفسه ويبقى ممتنعًا عن التّصويت أو لا مباليًا.

الامتناع عن التّصويت هو هدف نتنياهو لأنّه يخاف من الصّوت العربيّ فتدفّقوا الى صناديق الاقتراع وساهموا في اسقاطه.

ساهموا في الدّفاع عن وجودكم وعن بقائكم.

محمّد علي طه

 

أخبار ذات صلة