news-details

غُرور الشُّعراءِ..

ماريو بارغاس يوسا (1936 - ) رِوائيٌّ عالَميٌّ مِنَ البيرو؛ حائِزٌ على جائِزةِ نوبل سَنِةَ 2010. جاءَ في إحدى رِواياتِهِ الهامّةِ (الفردوس على النّاصِيةِ الأُخرى) وعلى لِسانِ إِحدى الشَّخصِيّاتِ المَركِزِيَّةِ (الغُرورُ هو مَرَضُ الشُّعَراءِ). قد يحملُ هذا الرَّأْيُ بَعضَ التَّجَنّي على شُعَراءَ بَعيدينَ كُلَّ البُعْدِ عن هذا النَّعتِ المُوجِعِ.

فما هو الغُرورُ؟ إنَّهُ نَزعَةٌ في الإنسانِ تُسَبِّبُ الانخداعَ؛ فالمَغرورُ إذًا هو ذاكَ الَّذي يَخدَعُ نَفْسَهُ فَيُعطيها ما ليسَ فيها من قُدُراتٍ، أو يُضَخِّمُ ما فيها، فَإذا جلسَ في مَجلِسٍ تَراهُ مُسْتَثْقَلًا في حديثِهِ وحَتّى في لُغَةِ جَسَدِهِ.

أَعتَقِدُ أَنَّ هذِهِ النَّزْعَةَ ليسَتْ مَقْصورَةً على أُمَّةٍ دونَ غيرِها، ولَعَلَّها تبْرُزُعندَنا لِما كانَ لِلشّاعِرِ مِنّا تِلكَ المكانَةُ العالِيَةُ مُنْذُ كانَ الشّاعِرُ صَوتَ القَبيلةِ وحاميها من أَلْسِنَةِ الآخَرينَ.

وأَعتَقِدُ أَيضًا أَنَّ شاعِرَ اليومِ يجبُ أَنْ يكونَ صوتَ الإنْسانِيَّةِ جمعاءَ، وأَنْ يكونَ حاضِرًا حيثُ الظُّلْمُ يكونُ كما قالَ جيفارا الغائِبُ الحاضِرُ في قُلوبِنا وعُقولِنا لا بِغُرورِهِ بَلْ بِتَواضُعِهِ وإيمانِهِ بِقُدُراتِهِ الهائِلةِ دونَ تَبجُّحٍأ َو مُباهاةٍ. قد يكونُ جيفارا مِثالًا صَعْبَ المَنالِ، ولكنْ جميلٌ أَن يكتُبَ الشَّاعِرُقَصائِدَهُ غيرَ مُنْتَظِرٍ مِنَصَّةً يعتَليها، وغيرَمُستَجيبٍ لِلنَّفْسِ الأَمّارَةِ بالسّوءِ.

صباحُكُم سُكّر.              

حسين مهنّا

الصورة بلطف عن ويكيبيديا

أخبار ذات صلة