news-details

فيروس "الأَنا"

في موسم الفيروسات يُطل علينا رئيس حكومة يخشى تهاوي صحة رعاياه!! في كل مساء يُسمعنا تنبيهات لنخطو معه على جادات العافية والصواب. من فمه يخرج شهدُ الكلام ومن شفتيه تستمرئ آذاننا ايقاعات البيان.

 

ما أجمله من حديث يختصر حِرص حاكمٍ يُريد لشعبه أمنًا وحياة أمان.

 

في أيام الحجر الصحي أعزلُ نفسي في غرفتي.. أخشى وهن مناعتي لكنني أحمد العليَّ القدير أنني مشحون بعافيةٍ تُبعدني عن هواجس الرئيس وبطانته من الرسميين وهم يدقون طبول الحرب مُطلقين رصاص الكمامات وقذائف الصابون وسوائل التعقيم الكحولية.

 

في هذه الاحوال وترديد الأقوال أتساءل باحثًا عن إجابات لواقع غريب عجيب يلتحف معالي الرئيس.. واقع يُطوق مسالك رجل وحيد أوحد له الحكم ولا شريك معه!! إنه زعيم سياسي أبْتُليَ بجرثومة اسمها "ألأنا" – إنها لعمري (النرجسية) الساكنة في نبضه وخلايا دماغه.

 

للأوبئة على تنوعها لقاحات وأمصال علاج.. أما النرجسية القابعة في كيان وكينونة رئيسنا المتشبِّت بسدة الحكم وكراهية العرب لن يقوى على أسقامها أيُّ علاج!

 

إن عشق الذات يُبقي أهله في أبراج أو قلاع يُخفق في فتح أبوابها الآخرون. داخل هذه الأبراج يُسمى الناس وصوليين بامتياز ويكونون أيضًا أنانيين مُتعالين. في احتكارهم التمترس داخل هكذا أبراج يعتنقون مذهبَ الغرور الذميم وينْسَوْن ما جاء على لسانه تعالى في الكتاب الكريم: " في جهنم مثوى للمتكبرين".

 

إن هذه الأنا المتدفقة في عروق السيد نتنياهو تُفقدُه التعاطف مع الآخرين.. تُعلمه ازدراء الآخرين وتدفعه لرفض الآخرين فِكرًا ومنهجًا!

 

في محراب النرجسية يحترف النرجسيون الحقد والاستئثار!. جرثومة النرجسية أفتك الفيروسات وهي مُشتهاةٌ مشتهاة!

 

مع هذه الأنا البغيضة نسِيَ الجنرال غانتس كلَّ ما ردده عشية وغداة الانتخابات مُشرشحًا بيبي نتنياهو. لوجعنا لم يشرشح غانتس إلا نفسه.. لقد اعتمر نرجسية أوقعته في أحضان نرجسية خصمه الملوح بسيوف الظلم والظلام في وجه أشراف وأحرار الأنام.

 

يُخطئ الكتاب وعاشقو التغريدات وهم يطلقون رصاص الاتهام والشماتة على نواب المشتركة الذي باركوا تحركات غانتس في سعيه إبعاد نتنياهو عن منبر الكراهية والنرجسية.. إن العيب ليسَ في نوابنا: نواب المشتركة، بل في جنرال لم يستطع إلا أن يكون وصوليًا راضعًا حليبه من أثداء حِزبٍ يمينيّ لا يتنفس إلا كراهية الآخرين عربًا وغير عرب.

أخبار ذات صلة