news-details

ما أَجملَ الحياة..!

ما أَجملَ الحياةَ بلا مُثيري فتنٍ، ومُشعلي حروب! وإِذا كانت نبوءَةُ أَشِعْياءَ صعبةَ المنالِ فالعقلُ البشريُّ المتحضِّرُ يستطيعُ أَن يحقّقَها، هذا إِذا كانت نزعةُ الخير غالبةً نزعةَ الشَّرِّ في عقلِه. لكأَنَّ هذا العقلَ البشريَّ مُسيّرٌ لا مُخيّر؛ فحينًا يأْتينا بما ينفعُ البشرَ ويسهّلُ الحياةَ عليهم بسلسلةٍ طويلةٍ من الاختراعاتِ آخرها (الأي- فون)؛ وحينًا يأْتينا بما يجعلُ الإِنسانَ شيئًا زائدًا لا نفعَ فيه أَوّلها الرّمحُ وآخرها الذّرةُ. هذهِ الذّرّةُ الّتي لا تُرى بالعينِ المُجرَّدةِ قادرةٌ على أن تُدمّرَ كوكبَنا الجميلَ هذا عشراتِ المرّاتِ، وربّما أَكثر!.. والغريبُ في الأَمرِ أَنَّ مفاتيحَ هذهِ المبيداتِ الكونيّةِ بيدِ رئيس الدّولةِ المالكةِ لهذهِ المُبيدات.

أَيُّ حياةٍ هذهِ الّتي نحياها مصيرُها منوطٌ بمزاجِ رجلٍ ليسَ له ضامنٌ إِن فقدَ عقلَه فجأَةً وراح يضربُ على مفاتيحِ تلكَ المُبيداتِ ظَنًّا منه أَنَّه يضربُ على مفاتيحِ أُورغ أَو بيانو؟!

 لستُ يائسًا ولا خائفًا ولكنّها أَسئلةٌ عائمَةٌ في فضاءِ وَحدتي لا أبحثُ لها عن حلولٍ؛ وإِنّما تجعلني أَدينُ هذا العالمَ المتحضِرَ الّذي نعيشُ فيه... قد أَجدُ عذرًا لأَسدٍ يفترسُ غزالًا بدافعِ صراعِ البقاء؛ ولكنْ ما العذرُ لِإِنسانٍ يخترعُ ما يجعلُ حياتنا فيلمَ رعبٍ بدأَ برُمحٍ وانتهى بذرَّةٍ.. ومَن يدري فالبقيّةُ تأْتي!!!

أخبار ذات صلة