news-details

3 أسباب دفعت مصر لاقتراح إنشاء قوة أفريقية لمكافحة الإرهاب

تحليل إخباري: 

رهن خبراء عسكريون وسياسيون، تنفيذ اقتراح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بإنشاء "قوة أفريقية لمكافحة الإرهاب" بتوافر الإرادة السياسية لدى الدول الأفريقية، التي قالوا إنها لا تملك رفاهية الرفض، لأن البديل مؤلم.

وعزا الخبراء تقديم مصر هذا الاقتراح إلى ثلاثة أسباب، وهي كالتالي :

أولا: أن بعض الدول الأفريقية ما زالت تعاني من تداعيات الحروب الأهلية ولا تملك القوة العسكرية القادرة على دحر الإرهاب.

ثانيا: أن "سيولة الحدود جعلت الإرهاب عابرا للدول، فما يحدث في دول الساحل والصحراء مثلا يؤثر على مصر والسودان".

ثالثا: أن الدول الأفريقية تشهد حركة استثمار وتنمية كبيرة وتحتاج إلى الاستقرار الأمني.

واقترح الرئيس السيسي، خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الأفريقية الـ 33، التي عقدت أمس الأحد في أديس أبابا تحت شعار "إسكات البنادق: تهيئة الظروف المواتية لتنمية أفريقيا"، إنشاء قوة أفريقية لمكافحة الإرهاب.

وأكد استعداد مصر لاستضافة قمة أفريقية مخصصة لبحث إنشاء هذه القوة، إيمانا منها بأهمية ذلك المقترح لتحقيق السلم والأمن في القارة السمراء.

وكانت مصر تتولى رئاسة الدورة السابقة للاتحاد الأفريقي، حيث قام السيسي أمس بتسليم نظيره الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا رئاسة الدورة الجديدة للاتحاد.

وفي هذا الصدد، قال الخبير العسكري المصري هشام الحلبي إن الإرهاب يمثل أحد التهديدات الرئيسية للقارة الأفريقية، سواء على المستوى الأمني أو التنموي، مشيرا إلى أنه "دون وضع أمني مستقر لن تكون هناك مشروعات تنمية".

وأضاف الحلبي، وهو لواء عسكري متقاعد ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية، لوكالة أنباء (شينخوا)، أن "مكافحة الإرهاب (في أفريقيا) بواسطة تحالفات من خارج المنطقة عادة ما يكون طبقا لأجندة هذه التحالفات وأهدافها.. بينما إنشاء قوة أفريقية لمكافحة الإرهاب سيكون في إطار الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية".

وتابع عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن إنشاء هذه القوة الأفريقية سيمثل "نقطة قوة، لأن الحل سيكون بأيدي أفريقيا".

وواصل أن "الحلول التى تكون بواسطة الدول الأفريقية ستكون حلولا ناجحة ومستدامة".

وحول مدى جاهزية أفريقيا لتأسيس هذه القوة، رد الحلبي قائلا إنها مستعدة في حال توافرت الإرادة السياسية، وحذر من أن البديل مؤلم.

وواصل أن "البديل هو استمرار الإرهاب أو انتظار التحالفات الخارجية التي تعمل طبقا لأجنداتها".

وأشار إلى أن قوة مكافحة الإرهاب عادة "لا تكون قوة ضخمة جدا بل قوة ذات تشكيل خاص يتناسب مع الإرهاب وتهديداته.. ومصر لديها من الخبرات ما تقدمه فى هذا الموضوع".

وعن الأسباب التي دعت السيسي إلى اقتراح هذا الأمر، قال إن هناك أسبابا كثيرة منها وجود جماعات إرهابية بالفعل فى أفريقيا مثل جماعة بوكو حرام فى نيجيريا، وانتقال عناصر إرهابية من خارج القارة إلى داخلها على غرار ما يحدث في ليبيا، حيث انتقلت إليها أخيرا عناصر إرهابية قادمة من سوريا.

ورأى أنه "لا يوجد أمام أفريقيا رفاهية الانتظار والاختيار.. وإنشاء القوة الأفريقية سيساهم فى مكافحة الإرهاب" في القارة.

من جهته، قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن اقتراح الرئيس السيسي إنشاء قوة أفريقية لمكافحة الإرهاب يأتى فى توقيت له دلالته، خاصة مع التجربة المصرية فى مكافحة الإرهاب.

وأوضح فهمي في تصريح لـ (شينخوا)، أن أفريقيا بطبيعة الحال تشهد حركة استثمار وتنمية كبيرة، وتحتاج فى هذا التوقيت إلى الاستقرار، مما يتطلب القضاء على الإرهاب.

وأضاف أن "مصر ترى أن هناك فرصة جيدة يمكن البناء عليها فى تشكيل هذه القوة الأفريقية بما يساهم فى مكافحة الإرهاب، خصوصا أن أحزمة الإرهاب فى أفريقيا معلومة ومعروفة".

واستطرد "اعتقد أن القوة المقترحة من مصر ستنجح فى حال تم تقديمها بصورة جيدة، مع وجود آليات تنفيذ ونظام أساسي وإرادة أفريقية كاملة".

أما رئيس المؤسسة "العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية " سمير راغب فرأى أن إنشاء هذه القوة الأفريقية فكرة واقعية لمكافحة الإرهاب في القارة السمراء.

وقال راغب، وهو عضو جمعية المحاربين القدماء، لـ (شينخوا)، إن هناك قوة "الساحل والصحراء" التى تدعمها مصر لمكافحة الجماعات الإرهابية التي تنشيط في دول الساحل الأفريقية، وهي موريتانيا ومالي وتشاد وبوركينا فاسو والنيجر، والتي يخرج منها الإرهاب إلى شمال ووسط القارة.

وأضاف أن "الوضع في بعض دول الساحل هش، وهذه الدول غير قادرة على مكافحة الإرهاب، ومن الأفضل أن تشارك الدول الأفريقية الكبيرة مثل مصر والجزائر وإثيوبيا ونيجيريا في إنشاء قوة خاصة لمكافحة الإرهاب تكون قادرة على التدخل لدعم هذه الدول".

وتابع أن "مصر بدأت بالفعل فى تدريب قوات دول الساحل والصحراء.. وتنفذ آلية للتعاون الاستخباري ونقل الخبرات معها".

وكان الجيش المصري قد أجرى في يونيو الماضي تدريبا عسكريا لدول "الساحل والصحراء" لمكافحة الإرهاب، وذلك في قاعدة محمد نجيب شمال غرب القاهرة.

وفي يونيو 2018، أعلنت مصر إنشاء المركز الإقليمي لمكافحة الإرهاب لدول تجمع الساحل والصحراء.

وواصل راغب، أن "مصر تحاول أن تجذب دولا أفريقية كبرى للقيام بهذا الدور معها، وفى هذه الحالة يكون لدينا آلية أفريقية لمواجهة الإرهاب، الذى حققت مصر فيه نجاحا كبيرا".

وأردف أن "الفكرة أن تكون هناك قوة أفريقية قادرة على دعم الدول الهشة، وفى مقدمتها دول الساحل والصحراء والصومال وغيرها"، خاصة أن بعض الدول الأفريقية تعاني من تداعيات الحروب الأهلية، ولا تملك القوة العسكرية لمكافحة الإرهاب وبالتالي تحتاج إلى الدعم.

وأشار إلى أن الدول الأفريقية مقتنعة بضرورة مواجهة التهديدات الإرهابية التي تواجه القارة، لاسيما أن "سيولة الحدود جعلت الإرهاب عابرا للدول، فما يحدث في الساحل والصحراء مثلا يؤثر في مصر والسودان".

أخبار ذات صلة