news-details

إيران تتوعد بانتقام شديد لجريمة اغتيال سليماني بأمر من ترامب


الجيش الأميركي استهدف سيارة سليماني في مطار بغداد، بعد منتصف الليلة الماضية *قيادات في الحزب الديمقراطي الأميركي تنتقد ترامب الذي يجر أميركا الى "حرب كارثية"


توعدت أعلى القيادات السياسية والعسكرية الإيرانية، بالانتقام الشديد من الولايات المتحدة الأميركية، في اعقاب جريمة اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ومعه، قائد في "الحشد الشعبي" العراقي، حينما كانا يستقلان سيارة من مطار بغداد، إذ استهدفتهما طائرة حربية أميركية بهجوم صاروخي، وقع بعد منتصف الليلة الماضية.
وأعلنت وزارة الحرب الأميركية، "البنتاغون" أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أصدر الأمر باغتيال سليماني. وقال البنتاغون، "بأمر من الرئيس، اتخذ الجيش الأميركي إجراءات دفاعية حاسمة لحماية الموظفين الأميركيين في الخارج، وذلك عبر قتل قاسم سليماني".
وأضاف بيان البنتاغون، زاعما، أنّ "الجنرال سليماني كان يعمل بكدّ على وضع خطط لمهاجمة دبلوماسيين أميركيين وجنود في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة. الجنرال سليماني وفيلق القدس التابع له مسؤولان عن مقتل المئات من العسكريين الأميركيين وعسكريي التحالف وجرح الآلاف غيرهم".
وفي طهران أكّد الحرس الثوري في بيان أنّ سليماني (62 عاماً) قتل "في غارة أميركية نفّذتها طائرات مروحية. وكان الحشد الشعبي قال في تغريدة على حسابه في موقع تويتر إنّه "يؤكّد استشهاد نائب رئيس هيئة الحشد الحاج أبو مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس قاسم سليماني بغارة أميركية استهدفت عجلتهما على طريق مطار بغداد الدولي".
واكتفى ترامب، بعد انتشار نبأ مقتل سليماني، بنشر صورة للعلم الأميركي على حسابه في موقع تويتر من دون أي تعليق. وفور شيوع نبأ مقتل سليماني قفز سعر النفط بأكثر من 4% بسبب مخاوف الأسواق على موارد الذهب الأسود.
وحسب التقارير الإخبارية، فإن سليماني كان تحت مراقبة الجيش الأميركي في العراق، وتم استهداف سيارته، وهو ما يزال في مطار بغداد بهجوم صاروخي.
وفي إيران، أعلن التلفزيون الرسمي، أن الزعيم الأعلى علي خامينئي، قال اليوم الجمعة، إن اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري سيضاعف الدافع للمقاومة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.
ودعا خامينئي فيه إلى الحداد لمدة ثلاثة أيام، وقال، "على كل الأعداء أن يعلموا أن جهاد المقاومة سيتواصل بدافع مضاعف وأن نصرا حاسما ينتظر المقاتلين في الحرب المقدسة".
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الجمعة إن بلاده ستكون أكثر تصميما على مقاومة الولايات المتحدة ردا على مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني في العراق. وقال في بيانه "استشهاد سليماني سيجعل إيران أشد حزما في مقاومة التوسع الأمريكي والدفاع عن قيمنا الإسلامية. بلا أدنى شك ستنتقم إيران والدول الأخرى الساعية إلى الحرية في المنطقة".
ونقل التلفزيون الإيراني عن وزير الخارجية محمد جواد ظريف قوله إن اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري سيعزز المقاومة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة والعالم.
وقال ظريف في بيان "وحشية وغباء القوات الإرهابية الأمريكية في اغتيال القائد سليماني... ستجعل شجرة المقاومة في المنطقة والعالم أكثر ازدهارا دون أدنى شك". وغالبا ما تشير إيران إلى دول وقوى بالمنطقة معارضة لإسرائيل والولايات المتحدة على أنها جبهة "مقاومة".
أوردت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، نقلا عن وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي قوله إن طهران ستنتقم انتقاما ساحقا لاغتيال قاسم سليماني. وقال حاتمي "سننتقم انتقاما ساحقا للاغتيال الجائر لسليماني... سننتقم من جميع المتورطين والمسؤولين عن اغتياله".

الديمقراطي الأميركي ينتقد

وجاء في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، أن سياسيين في الحزب الجمهوري الأميركي اشادوا بجريمة اغتيال سليماني، بأمر من الرئيس دونالد ترامب، بينما دان خصومه في الحزب الديمقراطي، بمن فيهم منافسه المحتمل في الانتخابات الرئاسية جو بايدن هذه العملية.
وقال السناتور الجمهوري النافذ ليندسي غراهام أحد حلفاء ترامب المقربين "أنظر بتقدير إلى العمل الشجاع للرئيس دونالد ترامب ضد العدوان الإيراني".
واضاف غراهام "أقول للحكومة الإيرانية: إذا كنتم تريدون المزيد فستحصلون على المزيد"، مؤكدا أنه "إذا تواصل العدوان الإيراني وكنت أعمل في مصفاة إيرانية للنفط، فسأفكر في تغيير عملي".
وقال جو بايدن النائب السابق للرئيس والمرشح للانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي، إن "ترامب ألقى للتو اصبع ديناميت في برميل بارود وعليه أن يقدم توضيحات للشعب الأميركي"، مؤكدا أنه "تصعيد هائل في منطقة خطيرة اساسا".
من جهته، أكد بيرني ساندرز المرشح الآخر للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي أن "التصعيد الخطير لترامب يقربنا اكثر من حرب كارثية أخرى في الشرق الأوسط". وأضاف أن "ترامب وعد بإنهاء الحروب التي لا تنتهي لكن عمله هذا يضعنا على طريق حرب أخرى".
أما رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب اليوت انجل من الحزب الديمقراطي، فقد عبر عن أسفه لأن ترامب لم يبلغ الكونغرس بالغارة الأميركية في العراق. وكتب انجيل في بيان أن "القيام بعمل على هذه الدرجة من الخطورة بدون إشراك الكونغرس يثير مشاكل قانونية خطيرة ويشكل ازدراء بصلاحيات الكونغرس".
وقال بن رودس الذي كان من مستشاري الرئيس السابق باراك أوباما المقربين "لا شك أن يدي سليماني ملطختان بالدماء، لكنها لحظة مخيفة فعلا"، معتبرا أن "إيران سترد على الأرجح في أماكن عديدة. أفكر في كل الطاقم الأميركي في المنطقة في هذه اللحظة".
وعلق رئيس منظمة "مجموعة الأزمات الدولية" روبرت مالي بالقول إن "رئيسا أقسم على جعل الولايات المتحدة في منأى عن حرب أخرى في الشرق الأوسط، أصدر في الواقع للتو إعلان حرب".

أخبار ذات صلة