عقد اليوم الأحد، المؤتمر الدولي للمانحين الخاص بلبنان، والذي ينظم بمبادرة فرنسيّة وبرعاية من الأمم المتحدة وبمشاركة رؤساء 15 دولة بالإضافة إلى رئيس الاتحاد الأوروبي شارل ميشال ومدراء منظمات دولية كبرى مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والصليب الأحمر.
وذكر البيان الختامي لـ"مؤتمر الدعم الدولي لبيروت وللشعب اللبناني"، أن انفجار بيروت كان "بمثابة صدمة للشعب اللبناني بأسره ولأصدقائه وشركائه في الخارج. وقد وقف المشاركون في المؤتمر اليوم وقفة تضامنية مع لبنان، كما أعربوا عن تعازيهم القلبية لسكان بيروت".
وأضاف البيان: "قرر المشاركون العمل بحزم وبالتضامن لمساعدة بيروت والشعب اللبناني، على تجاوز نتائج المأساة. واتفقوا على حشد موارد مهمة في الأيام والأسابيع المقبلة، بهدف تلبية الاحتياجات الفورية لبيروت والشعب اللبناني".
وقال ماكرون في افتتاح المؤتمر، إن "دورنا أن نكون بجانب الشعب اللبناني"، مضيفاً أنه "يتعين علينا العمل سريعاً، ويجب أن تذهب المساعدات مباشرة إلى الناس على الأرض. مستقبل لبنان على المحك".
وحثّ ماكرون السلطات اللبنانية على "التحرك لتجنيب البلاد الغرق، والاستجابة للتطلعات التي يعبر عنها الشعب اللبناني حالياً بشكل مشروع في شوارع بيروت"، مشيراً إلى أنه "علينا أن نفعل جميعاً ما أمكن لكي لا يهيمن العنف والفوضى" على لبنان.
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن "عرض المساعدة شمل دعماً لإجراء تحقيق مستقل ذي مصداقية في انفجار مرفأ بيروت"، مضيفاً أن "الأموال التي ستجمع اليوم يجب أن تكون مجرد بداية".
الرئيس اللبناني: سنحاسب كل من يثبت تورطه بالانفجار
وقال الرئيس اللبناني ميشال عون خلال المؤتمر، أن هذه "ليست المرّة الأولى التي تدمّر فيها بيروت، ولكنها في كل مرّة تنهض من تحت أنقاضها، واليوم كلي إيمان، بأن بيروتنا، ستنهض كما كل مرّة".
وأشار عون إلى أنه "على الرغم من كل العوائق، بدأت التدابير الملموسة لمحاربة الفساد والإصلاح، وفي طليعتها التحقيق المالي الجنائي الذي لن يقتصر على مؤسّسة واحدة بل سيشمل كل المؤسّسات".
وتابع: "التزمت أمام شعبي بتحقيق العدالة، إذ وحدها العدالة، يمكن أن تقدّم بعض العزاء لأهل المفجوعين ولكل لبناني، والتزمت أيضاً بأن لا أحد فوق سقف القانون، وأن كل من يثبت التحقيق تورطه سوف يحاسب وفق القوانين اللبنانية".
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن بلاده "مستمرة بالعمل مع فرنسا وملتزمة بمساعدة لبنان على تخطي هذه الظروف".
وقال ترامب إن "المساعدات الأميركية تحركت نحو لبنان بعد حادثة المرفأ"، مشيراً إلى أنه لم "يشهد مثلها من قبل". وأضاف: "من الضروري معرفة من يقف خلف الانفجار في مرفأ بيروت، والسبب، والإجابة عما إذا كان الانفجار حادثاً أم لا".
وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة، أنها تحمل "رسالة دعم من الأمين العام إلى لبنان وشعبه"، مشددةً على أن "العمل جارٍ من أجل وضع خطط لإعادة الاعمار وتقديم المساعدات المادية".
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إن بلاده ستتعهد بتقديم مساعدة طارئة إضافية بقيمة 10 ملايين يورو (11.79 مليون دولار)، إلى جانب مساهمات الإنقاذ الجارية.