ضمت الحكومة الإسبانية المشكلة البارحة الاثنين 13 كانون الثاني 2020 وزيرين شيوعيين في سابقة لم تعرفها البلاد على الإطلاق منذ سقوط ديكتاتورية فرانكو (1975) والانتقال إلى النظام الديمقراطي التمثيلي، وتعود المرة الأخيرة لتعييين شيوعيين في الحكومة إلى أيام الحرب الأهلية الإسبانية.
ألبرتو غارثون، الذي تولى حقيبة وزارة الاستهلاك، ويولاندا دياث، وزيرة العمل والاقتصاد الاجتماعي الجديدة، هما العضوان الشيوعيان الوحيدان في حكومة بيدرو سانشيز الائتلافية الجديدة التي تشكلت عبر تفاهم مع تحالف يساري راديكالي يضم حزب "بوديموس" وحركة "اليسار الموحد" التي ينتمي إليها الوزيران. كان غارثون منسقا فيدراليا للحركة بينما شغلت دياث منصب نائب عن حركة "اليسار الموحد" في برلمان إقليم غاليثيا.
وكما ورد في تقرير وكالة مونتي كارلو فقد وُلد ألبرتو غارثون في مدينة لوغرونيو عاصمة إقليم "لاريوخا" (شمال البلاد) في عام 1985، وانتسب إلى اتحاد الشباب الشيوعي قبل أن ينضم لاحقا إلى صفوف الحزب الشيوعي الإسباني وحركة "اليسار الموحد"، وهو منسق فدرالي للحركة منذ عام 2016 ونائب في مجلس الشيوخ الإسباني منذ عام 2011.
أما يولاندا دياث فقد ولدت في مدينة "لاكورونيا" الساحلية التابعة لإقليم غاليثيا (شمال غرب البلاد) عام 1971. هي عضو في تشكيلة سياسية غاليثية تسمى "اليسار الموحد" وكذلك في الحزب الشيوعي في الإقليم. في عام 2012 اختارها بابلو إغليسياس زعيم حزب "بوديموس" مساعدة له خلال أول حملة انتخابية للحزب خاضها بالتعاون مع حركة "البديل اليساري الغاليثي".
ويعود آخر تمثيل للشيوعيين في حكومة إسبانية إلى الحرب الأهلية (1936-1939) في حكومتي الاشتراكيين فرانثيسكو لارغو ثم خوان ليغرين واللتين ضمتا وزيرين هما فينثيتني أوريبي للزراعة وخيسوس إرنانديز توماس للتعليم العام والفنون الجميلة. انتهى المطاف بالوزيرين كما بأعداد كبيرة من القياديين الشيوعيين الإسبان إلى المنفى عقب انتصار قوات فرانكو.