news-details

السعودية تواصل قمع معارضيها في السجون وتمنع اتصالهم بعائلاتهم

منعت السلطات السعودية الاتصالات بين السجناء والسجينات السعوديين المعروفين وعائلاتهم. وزادت القمع ضد أي معارض يهدد بحسبها "بتوتير العلاقة بين المملكة والدول الغربية الحليفة لها".
وقالت الكاتبة فيفيان نيريم في تقرير نشره موقع "بلومبيرغ" إن لجين الهذلول، الناشطة في مجال حقوق المرأة التي اهتمت وسائل الإعلام العالمية بخبر اعتقالها في عام 2018 لم تتصل مع عائلتها منذ 9 حزيران كما تقول شقيقتها. أما الأميرة بسمة بنت سعود المعتقلة مع ابنتها، فلم تتحدث مع أقاربها منذ نيسان عندما انتشرت أخبار تغريدة كتبتها، وذلك حسب أشخاص على معرفة بالموضوع.
وفي الوقت نفسه يواصل السعوديون عملهم على قضايا أثارت العام الماضي غضبا في الولايات المتحدة، وهي محاكمة مجموعة من الكتاب والمثقفين بمن فيهم صلاح الحيدر، وبدر الإبراهيم، اللذين يحملان الجنسية المزدوجة السعودية- الأمريكية، حيث قدمت لهما لائحة الاتهامات كما قال أشخاص يعرفون بالقضايا. وقالوا إنهم سيقدمون إلى محاكم مخصصة للتعامل مع قضايا الإرهاب والأمور الأمنية الأخرى.
ولم يردّ مكتب الاتصالات الدولية الحكومي الذي يتعامل مع طلبات الإعلام الأجنبي على أسئلة وجهها الموقع له. ولم تحصل الكاتبة على رد من دائرة العلاقات العامة في المديرية العامة للسجون. وعندما حاولت الكاتبة التواصل عبر البريد الإلكتروني مع دائرة العلاقات العامة في السجون، رجعت الرسالة برد آلي يقول إن البريد ممتلئ.
وتقول نيريم إن صمت السجناء والسجينات يمثل لعائلاتهم تصعيدا غير متوقع في القمع الذي يمارسه محمد بن سلمان ضد نقاده المحليين. وتم اعتقال عشرات رجال الأعمال والدعاة والأكاديميين والناشطين في السنوات الأخيرة مما خلق مناخا من الخوف، كل هذا في وقت يحصل فيه الأمير على دعم بسبب فتحه اقتصاد المملكة وتخفيف القيود الاجتماعية المفروضة على المرأة.
وتشير الكاتبة إلى أن تشديد الخناق خلق جيلا جديدا من المعارضين، وحفّز حملات للدفاع عن المعتقلين في الخارج مما يخلق إحراجا للمملكة. فقد استأجر عدد من السعوديين في الخارج شركات ضغط أمريكية ومحامين للدفع بحالاتهم إلى الضوء، في وقت تشهد الولايات المتحدة حملات انتخابية.
واتُهمت لجين الهذلول مع غيرها من الناشطات بتهم عدة منها الدعوة للتغيير السياسي وإهانة المملكة والتواصل مع دبلوماسيين وصحافيين أجانب، لكن محاكمتها معلقة منذ أشهر.
ويقول موقع وزارة الداخلية، إن التواصل مع العائلة والأصدقاء هو مفتاح مهم لإعادة تأهيل السجناء. وبحسب عالية الهذلول، شقيقة لجين، قيل للعائلة في مرة إن انقطاع الزيارات والاتصالات أمر مرتبط بأمور تنظيمية ناجمة عن انتشار فيروس كورونا.
وتعيش عائلات السجناء حالة من القلق المستمر على أبنائها وبناتها المعتقلين، خاصة بعد وفاة سجينين معروفين، منهم عبد الله الحامد الذي سُجن في عهد الملك عبدالله، حيث نقل في نيسان إلى المستشفى بعد إصابته بجلطة، وتوفي في حزيران، وذلك بحسب رسالة من مقررين خاصين في الأمم المتحدة إلى الحكومة السعودية. وحثوا الحكومة للرد على اتهامات بأن مسؤولي السجن أخروا العملية الجراحية التي أوصى بها الأطباء للحامد. ولكن السلطات لم تعلق.
لتضاف الحالة السابقة إلى حالة صالح الشيحي، الصحافي الذي اعتقل في 2017 بعد انتقاد وجّهه أثناء مقابلة تلفزيونية للفساد في الديوان الملكي. وفي منتصف حزيران، أدخل الشيحي غرفة العناية الفائقة كما كتب أقاربه على تويتر. ومات في 20 تموز بعد إصابته بفيروس كورونا حسبما نشر في الصحف السعودية.

أخبار ذات صلة