دعا الحزب الشيوعي اليوناني الشعب لتقرير مصيره في الانتخابات المقبلة بناء على ما يحتاجه فعلًا. وذلك بعد أن أعلنت حكومة سيريزا التوّجه لانتخابات برلمانية مبكرة في 7 تموز/ يوليو اثر هزيمتها في الانتخابات الأوروبية الأخيرة.
وأكد الحزب الشيوعي اليوناني في بيان أنه "الحزب الذي يناضل ليس فقط من اجل استعادة كل ما فقدناه في سنوات الأزمة الرأسمالية، بل و أيضاً ليكون للجميع رجالاً و نساءاً عمل قادر على تأمين حياة مع تلبية الحاجات و مع حقوق معاصرة. و يكافح من أجل تنظيم المجتمع والاقتصاد، حيث لن يكون العامل موضوع استغلال، بل سيكون له دور حاسم و سيدٌ في تنظيم الإنتاج، و في توزيع الثروة، بنحو يرفع إجمالاً نوعية معيشة جميع الرجال و النساء".
مضيفًا "هناك طريق يقين آخر للطبقة العاملة، و لشعبنا! باستطاعة المجتمع العيش دون الرأسماليين، و أن يحرك الإنتاج والخدمات عبر علاقات اجتماعية أخرى، عبر الاشتراكية. هذا هو مخطط الحزب الشيوعي اليوناني القادر أن يغدو ممارسة. إن التحولات التي تحتاجها الطبقة العاملة و صغار و متوسطو المزارعين والعاملون لحسابهم الخاص والعلماء ستأتي من الأسفل. عبر نضال منظم و متين في كل مكان. مع بناء تحالفهم الاجتماعي. و مع تماشيهم مع الحزب الشيوعي اليوناني، بمعزل عن الخلافات الجانبية. حيث يجب على الحركة العمالية والشعبية في اليونان وفي جميع أنحاء أوروبا تنظيم هجومها المضاد و هي قادرة على ذلك: من أجل إسقاط سلطة رأس المال في كل بلد، من أجل التملك الاجتماعي والتخطيط المركزي مع المشاركة الشعبية العمالية في هيئات اﻹدارة و السلطة و فك اﻹرتباط عن التحالفات الإمبريالية على شاكلة الاتحاد الأوروبي والناتو".
واعتبر الشيوعي اليوناني أن الانتخابات لن تسقط نظام الاستغلال العفن. و على الرغم من ذلك، بإمكانها تعزيز الحركة الشعبية اليوم عن طريق كبح الأسوأ وتمهيد الطريق لإسقاط الرأسمالية، مؤكدًا أن "وحشية اليوم ليست مساراً إجبارياً".
وجاء في بيان للحزب الشيوعي عشية الانتخابات المبكرة أن المعضلة الحقيقية بالنسبة للشعب خلال الانتخابات هي واحدة: إذا ما كان سيعزز الحزب الشيوعي اليوناني في اليوم التالي، وهو الذي يشكل القوة التي تناضل من أجل الحقوق، داخل وخارج البرلمان، و التي تفتح طريق الانقلاب الجذري. هو الحزب الذي يحارب السياسة المحافِظة، لأية حكومة مناهضة للشعب، سواء أكانت حكومة حزب واحد أم إئتلافية.
هذا و تنحني إجلالاً جميع الأحزاب الأخرى، مثل سيريزا و الجمهورية الجديدة و حركة التغيير و سواها أمام "اقتصاد السوق" و تختلق معضلات واهية وابتزازات و تقدم وعوداً دون مقابل، و هي ممتلكة لتلاوين مختلفة لذات "الخطة" الرجعية المناهضة للشعب. و تحتوي برامجها الحكومية و تُفصَّل كل ما يلي:
تتقاسم أحزاب: سيريزا و الجمهورية الجديدة و حركة التغيير الخطة ذاتها، و هي القائلة أن الحل و المنفذ بالنسبة للشعب، سيأتي من خلال الانتعاش الشهير للاقتصاد الرأسمالي.
إن مقدمة و شروط حضور هذا الانتعاش هي: مزيد من مطاطية العمل، والعمل حتى الشيخوخة المتقدمة، و مزيد من تسليع خدمات الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية، و زيادة طرح المساكن الشعبية في المزادات و فرض صمت القبور في مواقع العمل، و منح امتيازات جديدة لرأس المال، مثل عشرات الإعفاءات الضريبية لمالكي السفن ولرأس المال الكبير، و هو ما يتمثَّل في كل ما صوتت هذه الأحزاب معاً لصالحه.
لقد شهدتم كيف يستخدم النظام السياسي الأحزاب ذات الاستعمال الواحد. حيث بمجرد لعب دور الدعامة والساتر و صمام التنفيس، فهي تُمحى أو تعود إلى الرحم الذي ولدها.
وقد طُبِّق ذلك مع حزب النهر، واتحاد الوسط و اليونانيين المستقلين، و سابقا مع حزبي اليسار الديمقراطي و اﻹنذار الشعبي اﻷرثوذوكسي. و عن جديد تظهر أحزاب جديدة، مثل حزب فيلوبولوس "الحل اليوناني" اليميني المتطرف، الذي يستعد لعب دور "الفجر الذهبي" الجاد المزعوم في النظام السياسي. و من جانبه ، يريد حزب وزير سيريزا السابق فاروفاكي، "جبهة العصيان اﻷوروبي الواقعي" أن يلعب - مثل الأحزاب الأخرى في الماضي- دور الساتر في وجه التجذير، عبر ما يُزعم أنه "الإطاحة الواقعية" داخل الاتحاد الأوروبي واليورو، و هو ما كان قد جُرّب خلال الستة أشهر اﻷولى من حكم سيريزا وسقط بنحو مدوٍ، و هو يُعلن عن جديد اليوم رغبته بالتعاون مع حزب الجمهورية الجديدة و سيريزا.
إنها أحزاب مندمجة بالنظام بعمق، و لذلك، ليست من قبيل الصدفة الدعاية المفرطة لصالحها في وسائل إعلام كبار الرأسماليين.
إن الحزب الشيوعي اليوناني يكافح لعزل منظمة الفجر الذهبي النازي الاجرامية. يجب أن يستمر هدف عزل الفجر الذهبي من جانب شرائح شعبية أوسع أمام الانتخابات النيابية المزمعة. لكي يقوم الشعب اليوناني والشباب برمي هذه الزمرة النازية اﻹجرامية خارج البرلمان. إن خوض هذه المعركة من أجل عزل النازيين لا يمكن أن يتم إلا من خلال حزب شيوعي يوناني أقوى بكثير. لأن الحزب الشيوعي اليوناني وحده هو من يضرب السبب الذي يلد الفاشية.
ما من حزب آخر سوى الحزب الشيوعي اليوناني هو بقادر على تنظيم وتشجيع النضال في الحد الأدنى كما و مطالب الشعب، أيضاً ضمن البرلمان و خاصة خارجه في شوارع النضال، هناك حيث يُحسم كل شيء في النهاية.
إن الحزب الشيوعي اليوناني:
و هو ما سنواصل فعله عبر قوة الحركة العمالية الشعبية و التحالف الاجتماعي. حيث سنطالب ﺒ:
بإمكاننا مواجهة اليوم التالي بتفاؤل، إذا ما كانت بجانبنا قوة متسقة كفاحية رافضة للتوافق، في البرلمان ضمن الحركة الشعبية.
فلننخرط جميعاً، الآن رجالاًَ و نساء في المعركة لتعزيز الحزب الشيوعي اليوناني. هذا هو الصوت الوحيد الرابح في انتخابات 7 تموز\يوليو!
الى هنا نص البيان.